بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

المدرسة العربية للسينما والتليفزيون تحتفي بإبداعات خريجيها ضمن مهرجان بردية السينمائي

بوابة الوفد الإلكترونية

في إطار فعاليات مهرجان بردية السينمائي، نظّمت المدرسة العربية للسينما والتليفزيون برئاسة الدكتورة منى الصبّان، مديرة المدرسة ومستشار رئيس أكاديمية الفنون للتعليم عن بُعد، فعالية “اليوم الفني” بمركز الإبداع الفني بساحة دار الأوبرا المصرية.

 

تضمّن البرنامج مجموعة متنوعة من الفقرات الفنية، حيث قدّمت الفنانة عزة أسامة والفنان عمر شعبان فقرات غنائية، تلاها عرض ستاند أب كوميدي للفنان مصعب البنا، قبل الانتقال إلى العروض السينمائية الخاصة بأفلام خريجي المدرسة المشاركة في المهرجان ، إعداد وتنسيق: الأستاذ السيد عبدالعزيز – المدير الفني بالمدرسة، السيناريست والمخرجة  منال المغربي – خريجة المدرسة، مقدمة الحفل: الأستاذة دينا هريدي

وشملت قائمة الأفلام:

موزع البريد – للمخرج أحمد فايز

عن قصة الكاتب الكبير توفيق الحكيم، قدّم المخرج أحمد فايز فيلمه  والذي يدور حول بائع شاي يلتقي بموزع البريد في صورة شبح، يبدأ في اختيار بعض الأشخاص لإعطائهم خطابات خاصة، لتتصاعد الأحداث كاشفةً عن الحكمة من توزيع الرسائل على أشخاص دون غيرهم.

 

يحمل الفيلم رمزية عميقة في استخدام الخطابات كإشارة إلى الأرزاق التي يُوزعها الخالق على المخلوقات، بينما يعترض بائع الشاي على هذا التوزيع غير مدركٍ لحكمة الله وراءه.

 

العمل سيناريو وإخراج: أحمد فايز، مدير تصوير: عمرو نوار، مساعد مخرج أول: مازن محمد، مساعد مخرج ثانٍ: محمد موسى، المدير التنفيذي: حسام عزام، مونتاج وتلوين: حسين الشريف، تسجيل ومكساج صوتي: إسلام البستاوي، تصميم صوتي: حسين الشريف، مؤثرات بصرية: حازم حسن، ترجمة: عبد الرحمن فايز، تصميم الملصق: مؤمن محمد إبراهيم.

 

خطّاف – للمخرج يوسف سمير

 

يأتي فيلم «خطّاف» كأحد أبرز مشروعات أفلام الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد (3D)، حيث يطرح رؤية رمزية عميقة من خلال حكاية بسيطة في ظاهرها لكنها غنية بالدلالات الإنسانية والاجتماعية.

 

تدور أحداث الفيلم حول شخصية رجل يلهث وراء الامتلاك، محاولًا أن يحصل على كل ما تقع عليه عينه في مدينة الملاهي، باحثًا عن الزواج السعيد، والحياة الكريمة، والنجاح المادي والاجتماعي. غير أن اندفاعه وراء هذه الرغبات جعله ينسى حياته الحقيقية، ويغفل وجود أولاده الذين أهملهم في خضم انشغاله.

 

المفارقة أن أبناءه، حين وجدوا أنفسهم في الموقف ذاته، كرّروا نفس السلوك؛ إذ تخلّوا عنه ورموه جانبًا، في انعكاس لدوامة النسيان والإهمال التي تبدأ من الأهل وتعود إليهم.

 

الفيلم يطرح تساؤلات فلسفية عن الجشع، والاندفاع وراء مظاهر السعادة المصطنعة، وكيف يمكن أن يفقد الإنسان أهم ما لديه — أسرته — في سبيل أوهام الامتلاك. كما يعكس العمل قوة السينما التحريكية في التعبير عن قضايا مجتمعية بلغة بصرية جاذبة وقادرة على الوصول لكل الأعمال

 

مفتاح المدفن – للمخرجة رانيا أبو نعمة

 

يطرح فيلم «مفتاح المدفن» معالجة إنسانية مؤثرة تدور أحداثها حول شاب يطارده حلم متكرر بوالديه الراحلين، فيقرر أن يزور مدفنهما ليستعيد بعض السكينة. يتواصل مع شقيقه طالبًا منه مفتاح المدفن، لكن شقيقه يتجاهل الأمر وينشغل بحياته اليومية.

 

يمضي الشاب وحده إلى المدفن، ليُفاجئنا الفيلم بنهايته المأساوية حيث يفارق الحياة أمامه، بينما يقوم التربي بالاتصال بالأخ لإبلاغه بالخبر. في تلك اللحظة، كان الأخ جالسًا يشاهد التلفاز، فتأثر قليلًا، قبل أن يُغلق الفيلم على مشهد رمزي عميق، إذ ينطلق الأخ متأخرًا ليُسلم مفتاح المدفن للتربي، بعدما فقد شقيقه إلى الأبد.

 

الفيلم يضيء على فكرة الغياب والإهمال العاطفي بين الأخوة، وكيف يمكن للتقاعس أو الانشغال بتفاصيل الحياة أن يحرمنا من آخر لحظة مع أحبائنا. وهو دعوة للتأمل في قيمة التواصل الأسري، والمسؤولية المشتركة تجاه روابط الدم، قبل أن يُغلق الزمن أبوابه.

 

ماذا بعد – للمخرج محمود فرج

 

يقدّم العمل معالجة شاعرية عن العزلة والبحث عن الذات، من خلال حكاية شاب يعيش وحيدًا في منزله، محاطًا بفنه ورسوماته وأعماله الخاصة. ومع مرور الوقت، تتحول وحدته إلى حالة من الانفصال عن العالم، فيبدأ الحديث مع الطائر الذي يربيه، كأنه المتنفس الوحيد له وسط دائرة مغلقة من الصمت والفراغ.

 

تتطور الأحداث لتكشف أن رحلة الشاب ليست مجرد عزلة جسدية، بل بحث داخلي مضنٍ عن معنى وجوده وعن ذاته المقيّدة. وفي لحظة ذروة تحمل دلالة رمزية، يمسك بطائره ويطلقه نحو السماء، مانحًا إياه الحرية التي كان يتمناها لنفسه.

 

الفيلم يعكس ببساطة وعمق رمزية الطائر كمرآة للإنسان، فكما أن القفص يقيّد الطير، تقيّد العزلة والقيود الاجتماعية والنفسية الفرد ذاته. ومن خلال النهاية المفعمة بالأمل، يفتح الفيلم باب التأويل حول إمكانية الانعتاق والتحرر الداخلي، حتى في أحلك ظروف الوحدة.

 

الموعد – للمخرج كريم العربي

 

يأتي فيلم «الموعد» المأخوذ عن قصة للأديب العالمي نجيب محفوظ ليطرح تساؤلات عميقة حول المصير والقدر، وكيف يواجه الإنسان حتمية الموت.

 

تدور أحداث الفيلم حول رجل يكتشف اقتراب موعد وفاته، فيعيش صراعًا داخليًا بين قلقه على أسرته واستسلامه لحقيقة لا مفر منها. ولأنه زوج وأب، ينشغل أكثر بمصير زوجته وابنته بعد رحيله، فيلجأ إلى شقيقه طالبًا منه أن يكون السند والحامي لهما من بعده.

 

لكن المفارقة المأساوية تقع عندما يُفاجأ بوفاة شقيقه قبل أن يرحل هو نفسه، فيتلقى صدمة وجودية مضاعفة: كيف يوصي من هو أيضًا في مواجهة الموت؟ وهكذا يضعنا الفيلم أمام فكرة أن الموت لا يُمهل ولا يُستثنى، وأنه قدر مشترك لا يُمكن توقّع توقيته أو الاستعداد له مهما خططنا.

 

الفيلم يمزج بين الرمزية والبعد الإنساني، مجسدًا رؤية محفوظ عن هشاشة الإنسان أمام الزمن، وعن هشاشة الروابط العائلية في مواجهة النهاية المحتومة.