"نظرية الميتاكوندريا".. رؤية جديدة للتنمية المستدامة في كتاب جديد لرضا الكرداوي

صدر حديثًا كتاب جديد للكاتبة والإعلامية رضا الكرداوي، الزميلة بإذاعة الشباب والرياضة، بعنوان "فك شفرة الفقر.. نظرية الميتاكوندريا".

 ويأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة كتبها التي تسعى من خلالها إلى طرح رؤى ونظريات مبتكرة في مجال التنمية المستدامة، لتفتح أفقًا جديدًا أمام الفكر الاقتصادي والاجتماعي المعاصر.

تقول الكرداوي إن الكتاب يمثل محاولة جادة لتأسيس نظرية جديدة للتنمية المستدامة يمكن أن تساهم في حل مشكلات الفقر التي تعاني منها دول عديدة حول العالم، خاصة في ظل التحديات غير المسبوقة التي يواجهها العالم اليوم، من أزمات اقتصادية وبيئية متشابكة ومتداخلة. 

ومن هنا تبرز أهمية هذا الكتاب الذي يحمل عنوانًا فرعيًا "نظرية الميتاكوندريا.. نحو اقتصاد حيوي مستدام واستثمار شامل للموارد"، حيث يقدم رؤية ثورية لكيفية مواجهة تلك الأزمات.

ولا يقتصر الكتاب على نقد النظريات الاقتصادية التقليدية، بل يطرح إطارًا فكريًا جديدًا وخارطة اقتصادية مبتكرة أطلقت عليها المؤلفة اسم "نظرية رأس المال الطاقي الحيوي" (BEC)، وهي رؤية تعيد تعريف القيمة والموارد وتوجه البوصلة نحو مستقبل أكثر عدلاً واستدامة.

الفكرة المستوحاة من الخلية الحية

تستلهم الكرداوي نظريتها من أبسط مكونات الحياة: الميتوكوندريا، التي تُعرف بأنها "محطة الطاقة" في الخلية، حيث تقوم بتحويل الغذاء إلى طاقة حيوية. 

وبالمثل، تفترض النظرية أن كل أشكال الطاقة – سواء كانت بشرية أو حيوانية أو حتى كامنة – يمكن تحويلها إلى قيمة اقتصادية ملموسة. 

ومن هنا يصبح بالإمكان الاستفادة من الطاقات المهدرة وتحويلها إلى ثروة، بحيث لا تكون الأنشطة البشرية مجرد استهلاك بل تتحول إلى إنتاج متجدد.

وترى الكرداوي أن "مقياس الميتاكوندريا" يمكن أن يكون معيارًا لقياس مدى تقدم المجتمعات، من خلال قدرته على تحديد مدى استغلال هذه المجتمعات لكل أشكال الطاقة والموارد المتاحة لديها، بداية من طاقة الإنسان والحيوان، وصولًا إلى استغلال الضوضاء وتحويلها إلى مصدر طاقة.

من النفايات إلى موارد

يعرض الكتاب مفهومًا جديدًا أطلقت عليه المؤلفة "نظرية الاستغلال الكامل" (TWLEH)، والتي تقوم على تحويل النفايات إلى ذهب عبر إعادة تدوير كافة المخلفات الزراعية والصناعية والمنزلية وتحويلها إلى طاقة، أو أسمدة، أو مواد خام جديدة.

وبهذا تتحقق عدة أهداف في آن واحد: تقليل معدلات التلوث، خلق فرص اقتصادية جديدة، وتعزيز الاقتصاد الدائري المستدام.

التكنولوجيا والطاقات الجديدة

كما يركز الكتاب على دور التقنيات الحديثة في تحقيق التنمية المستدامة، فيتطرق إلى أهمية استخدام التقنية الكهرضغطية (Piezoelectric Technology) التي تقوم بتحويل الطاقة الحركية للقطارات والمركبات إلى كهرباء، كذلك يسلط الكتاب الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وإدارة الموارد بشكل ذكي وفعال.

استثمار الطاقات البشرية

لا تقتصر رؤية الكرداوي على الموارد المادية، بل تمتد إلى الطاقات البشرية المهملة، مؤكدة على ضرورة استغلال القدرات الإنسانية في سياق التنمية.

ويولي الكتاب اهتمامًا خاصًا بدمج الأفراد من ذوي الإعاقة في عملية الإنتاج والتنمية، باعتبار ذلك ركيزة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز المشاركة المجتمعية.

خارطة طريق للمدن الذكية

تؤكد المؤلفة أن الكتاب لا يطرح مجرد أفكار نظرية، بل يقدم خارطة طريق عملية لبناء مدن ذكية مستدامة، تتكامل فيها الموارد المادية والبشرية والتكنولوجية لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والعدالة، وهي دعوة جريئة لإعادة التفكير في كيفية بناء مستقبلنا، وتحويل التحديات إلى فرص، والهدر إلى قيمة، والإنسان من مجرد مستهلك إلى منتج فاعل في منظومة اقتصادية متكاملة.

بهذا الإصدار الجديد، تثبت الإعلامية رضا الكرداوي حضورها ليس فقط كصوت إذاعي متميز في إذاعة الشباب والرياضة، وإنما أيضًا كمفكرة تسعى إلى وضع بصمتها في مجال الفكر الاقتصادي والاجتماعي، عبر طرح نظريات ورؤى قد تمثل إضافة حقيقية لمستقبل التنمية المستدامة عالميًا.