هنأ الاقباط بـ"عيد النيروز"
البابا تواضروس:الكنيسة تصلى لوقف حروب «الشرق الأوسط»

البطريرك: ندين العنف والاعتداء على سيادة الدول
مؤتمر «مجلس الكنائس العالمى» يدعم تبادل الثقافات..ويروج للسياحة فى مصر
هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني- بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية الأقباط بعيد النيروز، وبداية السنة القبطية الجديدة.
وترأس البابا تواضروس الثانى صلوات قداس عيد النيروز (رأس السنة القبطية)، بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بمعاونة الأنبا باڤلى (قطاع المنتزه)، والأنبا هرمينا (قطاع شرق)، والقمص إبرام إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية، وعدد من الآباء الكهنة، وخورس شمامسة الكنيسة، بحضور آلاف الأقباط..
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد النيروز «عيد رأس السنة القبطية، وأول أيام السنة الزراعية الجديدة» فى الحادى عشر من ستبمبر الجارى.
وترجع كلمة «نيروز» إلى من المصطلح القبطى «نى – يارؤو» والتى تعنى الأنهار، ولما أتى اليونانيون إلى مصر أضافوا «س» للغة، فصارت «نيروس»، واعتبرها المصريون «نيروز» الفارسية.
ويرتبط «عيد النيروز» بتاريخ الشهداء الأقباط ممن بذلوا أرواحهم فى عهد الامبراطور «دقلديانونس».
وقال البابا: إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد النيروز المعروف بـ»عيد الشهداء»، وبداية السنة الجديدة حسب التقويم القبطى الجديد ١٧٤٢ للشهداء، لافتاً إلى أن ذلك يخص الكنيسة القبطية فقط.
وأضاف خلال عظته الأسبوعية بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، مساء أول أمس، أن الأقباط امتداد للمصريين القدماء، كما أن التقويم القبطى امتداد للسنة المصرية القديمة، وهى سنة زراعية، باعتبار أن المصريين يسكنون بالقرب من نهر النيل ويزرعون الأرض المجاورة، وبالتالى يحتفلون بالسنة، وشهورها المرتبطة بعملية الزراعة.
وأردف قائلاً:«إن تقويم الشهداء بدأ منذ بداية حكم دقلديانوس عام ٢٨٤ ميلادية».
فى سياق مختلف أدان البابا تواضروس أشكال العنف، وسياسة الاعتداء على سيادة الشعوب، والدول، مشيراً إلى من يسعى وراء الحروب سيقف يوماً أمام الله، وسيحاسب».

واستطرد قائلاً: «الله الديان لن ينسى كل أفعال الشر، والعنف».
وأعرب البابا عن أمله فى إنهاء كل الصراعات، والحروب التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وأن يشهد العام القبطى الجديد سلاماً، واستقراراً لبلاد المنطقة.
وأوضح البطريرك أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تصلى من أجل عدم اتساع رقعة الصراع، والحرب، والقتال، والتجويع، وأن يحمى الله بلاد المنطقة، وأن يعطى حكمة، وتعقل لقادة الشعوب، مؤكداً أن الحروب فى النهاية لا تأتى بنتيجة حقيقية».
ولفت إلى أن كل الأطراف خاسرة فى الحروب، معرباً عن أمله فى نجاة الشعوب من الصراع، والألم، وأن يسود السلام، والطمأنينة العالم بأسره».
وفى أعقاب صلوات عشية عيد النيروز، كرَّم البابا أوائل خريجى الجامعات، والحاصلين على الدرجات العلمية العليا المختلفة فى كل التخصصات، خلال احتفالية نظمتها الأمانة العامة لخدمة الشباب بالإسكندرية.
واستأنف البطريرك «حكايات الشجرة المغروسة» التى بدأها قبل نحو أربعة أشهر، معرجاً على سير بعض القديسين، وتذكاراتهم السنوية، تحت عنوان «حكاية كتاب التاريخ المقدس».
وقال: إن «السنكسار» هو كتاب التاريخ الحى، ويُقرأ يومياً فى الكنيسة وفى البيت، وفى كل يوم يبدأ بعبارة «نُعيد فى هذا اليوم بتذكار اسم قديس أو قديسة»، لذلك هو كتاب فرح، كما أنه يجعل هناك تواصلاً مع هؤلاء القديسين الذين استشهدوا منذ قرون، ويشمل» سير القديسين والشهداء.، تذكار نقل أجسادهم أو رفاتهم، تذكار تكريس أول كنيسة على اسم أحد القديسين، أو القديسات».
وأعطى البابا أربع وصايا لبدء حياة جديدة خلال السنة القبطية يأتى فى مقدمتها، الشكر، والرضا، والتوبة، والوعد الجديد، وحياة الخدمة».
وجدد البابا تأكيده على أن استضافة الكنيسة لمؤتمر مجلس الكنائس العالمى يدعم صورة مصر أمام العالم، ويكشف عن ثقل، وحضور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ككنيسة أرثوذكسية، شرقية، قوية، وحية بشعبها، وخدمتها.
وأضاف خلال حوار أجرته الأمانة العامة لخدمة الشباب بالإسكندرية فى إطار احتفالات الكنيسة بمرور 17 قرناً على انعقاد مجمع نيقية المسكونى الأول، أن الكنيسة القبطية ذات ثقل عالمى، وحضور لافت، وبالتالى لا يمكنها العيش بمعزل عن العالم.
وأشار إلى أنها – أى الكنيسة القبطية- تشارك مجلس الكنائس العالمى فى لجنة الإيمان، والنظام، فى حين أن المجلس يشارك فيه أكثر من 315 كنيسة على مستوى العالم، من بينها 85% كنائس غربية».
ولفت إلى أن انعقاد مؤتمر مجلس الكنائس العالمى يأتى فى سياق الاحتفال بمجمع نيقية هذا العام، مؤكداً أن 309 من الأساقفة المشاركين ينتمون إلى كنائس شرقية، واستطرد قائلاً:» لماذا لا نعيد التاريخ؟».
وألمح البابا إلى أن القديس أثناسيوس «مصرى»، ومن منطلق تكريمه أرادات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إقامة المؤتمر على أرض مصر، لافتاً إلى أن هرطقة آريوس نشأت هنا على أرض مصر، والآباء المصريين هم الذين واجهوها، وبما أن الانتصار على هذه الهرطقة تم على أرض مصر، كان من الضرورى فى هذه المناسبة أن يكون المؤتمر هنا.
وكشف البطريرك عن إقامة المؤتمر على مدار ثلاثة أسابيع، بحضور وفود من ١٠٠ دولة بإجمالى ٥٠٠ شخصاً، على أن يبدأ الحضور ١٥٠ شخصاً، ثم ينضم إليهم ٥٠ شخصاً آخرين، وانتهاءً بانضمام 300 مشارك، ليصل العدد فى آخر ستة أيام إلى ٥٠٠ شخص».
وعرَّج على أن المجمع المقدس فى شهر يونيو الماضى أصدر بياناً رحب فيه باستضافة المؤتمر، واصفاً المؤتمر بـ«الحدث التاريخي» الذى لن يتكرر، وسيسجل فى السنكسار، بجانب كونه حدث يدعم صورة مصر أمام العالم».
وعدَّد البابا إيجابيات استضافة المؤتمر، مشيراً إلى أن ثمة فرصة للتعرف على الثقافات المختلفة للكنائس المشاركة.
وأوضح أن الكنيسة ستقيم معرضاً للمنتجات الكنسية، كوسيلة ترويجية للتراث القبطى، وهى فرصة لأن يتعرف المشاركين على الكنيسة، وتقاليدها، وتاريخها، وطقوسها- على حد تعبيره-.
واستطرد قائلاً: «ستزور الوفود عدة أماكن أثرية فى مصر، مما يدعم السياحة، وهو أمر وطنى مهم، بالإضافة أن المؤتمر سيجعل اسم مصر يذكر بكثرة فى وكالات الأنباء طوال فترة انعقاده، وهذه هى المرة الأولى التى ينعقد فيها المؤتمر فى قارتى إفريقيا، وآسيا».
وعن القديس أثناسيوس، أشار البطريرك إلى أنه كان مدققاً فى كل شيء، وخاصة فى الوقت، وأردف قائلاً:«الوقت له قيمته، وللأسف هناك من يضيع وقته على الانترنت، وفى النوم».
ودعا البابا شباب الأقباط إلى التدقيق فى الوقت، والمعرفة، والإيمان، والعقيدة، والعمل.
وأوضح أن كلمة «أثناسيوس» تعنى الخالد، وهو البابا رقم 20، وكان شاباً صغيراً، وتعلم فى بيته كيف يشبع من الكنيسة، محذراً من التراخى، والبعد عن الأجواء الإيمانية.
ولفت البابا إلى عبارتين من قانون الإيمان هما «وأيضاً يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات، الذى ليس لملكه انقضاء»، «وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي»، مشيراً إلى أن المجيء الأول للسيد المسيح شمل التجسد، أما مجيئه الثانى فهو مجيء العظمة ليدين الأحياء، والأموات.
وعدَّد البطريرك أسباب انتظار حياة الدهر الآتى، لافتاً إلى أن الحياة تنتهى على الأرض، لكن الجميع سيقوم فى اليوم الأخير.
واستطرد: أن المسيح سيأتى ليفصل بين الأبرار، والأشرار، مؤكداً أن الكنيسة تعطى فرصة فى كل قداس للاصطلاح مع كل أحد فى صورة قبلة مقدسة كتعبير سام، وراق».
وأشار البابا إلى أن الشرق هو موطن الضوء، ومصدره، ولذلك تُبنى الكنائس فى اتجاه الشرق، ومن الشرق يأتى المسيح.
وألمح إلى أن السهر وسيلة تعليم، وانتظار، مشيراً إلى أن قراءة خدمة نصف الليل تتطرق إلى مثل العذارى الحكيمات، والجاهلات، والفرق بينهما هو استغلال فرصة الوقت-على حد تعبيره.