بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أقدم ناقل جوى فى الشرق الأوسط وأفريقيا

تحوّل استراتيجى لقطاع الطيران المصرى فى «عهد السيسى»..... رؤية طموحة حتى..2030 (2)

قيادات مصر للطيران
قيادات مصر للطيران بوصلة صناعة المستقبل فى الجمهورية الجديدة

مصر للطيران.. تاريخ عريق ومستقبل واعد

استراتيجية شاملة لتحقيق الريادة فى قطاع النقل الجوى بخطط استثمارية طموحة

 نموذج رائد فى الشرق الأوسط ومرآة التغييرات الاقتصادية المتسارعة

الأسطول الجديد.. نقلة نوعية نحو تقليل التكلفة وزيادة الكفاءة

موقع مصر الاستراتيجى: مفتاح لتعزيز النقل الجوى العابر للقارات

الشحن الجوى إلى أفريقيا.. خطوة جديدة فى مواجهة المنافسة الإقليمية

استراتيجيات طموحة لتوسيع الشبكة الجوية

خطة 2030.. 100 وجهة عالمية و97 طائرة حديثة

التحول الرقمى وخفض الانبعاثات.. التزام بالمستقبل البيئى

الصيانة والأعمال الفنية.. استثمارات استراتيجية تعزز موقع مصر كمركز إقليمى للطيران

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

منذ تأسيسها عام 1932، ارتبط اسم مصر للطيران بالهوية الوطنية للدولة المصرية كأقدم ناقل جوى فى الشرق الأوسط وأفريقيا. واليوم، ومع المتغيرات الاقتصادية العالمية، تتبنى الشركة القابضة لمصر للطيران خطة استثمارية واستراتيجية طموحة تهدف إلى تحديث أسطولها، وتوسيع شبكاتها، وتعزيز موقع القاهرة كمحور جوى إقليمى. هذه الخطة مدعومة بأرقام رسمية وتصريحات حكومية صادرة عن وزارة الطيران المدنى ومجلس إدارة الشركة القابضة.. تؤكد الخطط الاستثمارية لمصر للطيران أن الناقل الوطنى المصرى يسعى للانتقال من مرحلة «الصمود بعد الجائحة» إلى مرحلة «التوسع الاستراتيجى»، مدعوماً بصفقات طائرات حديثة، وتوسيع أسواق الشحن، وبرامج رقمنة وخفض انبعاثات. لكن نجاح هذه الخطط سيظل مرهوناً بقدرة الإدارة على إدارة التمويل بكفاءة، وتسريع وتيرة الإصلاح الهيكلى، وضمان جاهزية الكوادر لمواجهة متطلبات المنافسة العالمية.

 

الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء

 

يشهد قطاع الطيران المدنى فى الشرق الأوسط وأفريقيا سباقًا استثماريًا غير مسبوق، تقوده شركات كبرى فى الخليج وأفريقيا، فيما تسعى مصر للطيران - عبر الشركة القابضة وشركاتها التابعة - إلى تثبيت موقعها كلاعب محورى فى هذه المعادلة. وبين دعم حكومى واسع وخطط لتحديث الأسطول وتوسيع الشبكة، تطرح المقارنة بين التجربة المصرية وتجارب المنافسين أسئلة جوهرية حول القدرات، الفرص، والتحديات ومصر للطيران اليوم تضع أقدامها على مسار جديد، تسنده استثمارات ضخمة وخطط استراتيجية طموحة. التحدى الأكبر يبقى فى حسن إدارة هذه الموارد وتنفيذ الخطط بكفاءة، حتى تستعيد الناقلة الوطنية مكانتها بين شركات الطيران العالمية، وتصبح بحق بوابة مصر إلى العالم.

سامح الحفنى 
سامح الحفنى 

الأسطول الجديد.. نقلة نحو العالمية 

أعلنت وزارة الطيران المدنى عن أن الشركة القابضة لمصر للطيران تعاقدت على إدخال 16 طائرة من طراز إيرباص A350-900، تبدأ عمليات التسليم مع نهاية عام 2025، لتدعم الناقلة الوطنية رحلاتها الطويلة إلى أمريكا الشمالية وشرق آسيا. هذه الطائرات توفر وفراً فى استهلاك الوقود يصل إلى 25% مقارنة بالأجيال السابقة، ما ينعكس مباشرة على خفض التكلفة التشغيلية... وفى المقابل، تستعد الشركة لتسلم نحو 18 طائرة بوينج 737 ماكس خلال العامين القادمين، لتحديث شبكة الرحلات الإقليمية والمتوسطة. بهذا المزيج بين الطائرات بعيدة المدى والمتوسطة، تحقق مصر للطيران توازناً استراتيجياً بين التوسع والتحديث.

الطموحات المصرية فى أفق 2030 

أعلنت الشركة القابضة لمصر للطيران عن خطة توسعية تهدف إلى رفع حجم الأسطول إلى نحو 97 طائرة بحلول عام 2029، مع صفقات تشمل 16 طائرة من طراز «إيرباص A350» ودفعات من طائرات A320neo، بجانب خطط لتوسيع الشبكة إلى 100 وجهة دولية بحلول 2030.

يدعم هذه الخطط تمويل حكومى مباشر بقيمة 20 مليار جنيه وتسهيلات دولية، إلى جانب توجه لتطوير المطارات والبنية التحتية وإشراك القطاع الخاص فى بعض المطارات الإقليمية مثل الغردقة.. فى المقابل، تتحرك شركات الطيران الخليجية بوتيرة أسرع وأكثر جرأة:...

طيران الإمارات تمتلك أسطولًا يتجاوز 260 طائرة، مع طلبيات جديدة لبوينغ وإيرباص، وتستهدف توسيع شبكتها إلى أكثر من 150 وجهة.

الخطوط القطرية تدير أكثر من 230 طائرة، وتُعد من بين الشركات الأعلى تصنيفًا عالميًا، مستفيدة من مركزية مطار حمد الدولى كمنصة عبور.

الخطوط السعودية أعلنت عن خطط استراتيجية لزيادة الأسطول إلى أكثر من 300 طائرة بحلول 2030، ضمن رؤية المملكة الطموحة لتعزيز النقل الجوى والسياحة.. هذه الأرقام تُظهر فارق الحجم والقدرة التمويلية مقارنة بمصر للطيران، إلا أن الأخير يركز على التوازن بين التوسع والاستدامة المالية فى ظل موارد محدودة نسبيًا.

طيار أحمد عادل ومهندس إبراهيم فتحى وجولات مكوكية لنقلة نوعية فى الصيانة 
طيار أحمد عادل ومهندس إبراهيم فتحى وجولات مكوكية لنقلة نوعية فى الصيانة 

المنافسة الأفريقية صعود تدريجى 

على مستوى القارة، تبرز الخطوط الإثيوبية كلاعب رئيسى، إذ تدير أسطولًا يزيد على 150 طائرة وتخدم أكثر من 130 وجهة، مع استراتيجية تعتمد على جعل أديس أبابا مركزًا محوريًا لحركة الطيران الأفريقية.

كما تتحرك شركات مثل كينيا إيروايز والخطوط الرواندية لتوسيع حضورها، مستفيدة من دعم حكومى وتزايد الطلب على النقل الجوى داخل أفريقيا.

الشحن الجوى لمصر للطيران خطوة جديدة فى مواجهة المنافسة الإقليمية 
الشحن الجوى لمصر للطيران خطوة جديدة فى مواجهة المنافسة الإقليمية 

أين تقف مصر للطيران؟

رغم أن حجم الأسطول المصرى أقل بكثير من منافسيه فى الخليج، فإن مصر للطيران تمتلك ميزة الموقع الجغرافى الفريد الذى يربط بين ثلاث قارات، إلى جانب سوق محلى كبير يعتمد على السياحة الدولية...كما أن توجهها لتوسيع الشبكة الأفريقية يمنحها فرصة لتعزيز موقعها كمنافس مباشر للخطوط الإثيوبية، خصوصًا مع وجود إمكانات لمضاعفة حركة العبور عبر مطار القاهرة الدولى إذا اكتملت خطط التطوير.

أحمد عادل 
أحمد عادل 

الشحن الجوى.. بوابة أفريقيا 

أكدت الشركة القابضة أن مصر للطيران للشحن الجوى بصدد فتح وجهات جديدة فى أفريقيا، تشمل جوبا، جوهانسبرغ، وجيبوتى، مع تحويل عدد من طائرات الركاب طراز A330 إلى شحن.... وتستهدف الخطة الخمسية مضاعفة القدرة على نقل البضائع، خاصة مع ارتفاع الطلب على التجارة الإلكترونية، إلى جانب استثمارات فى أنظمة رقمية متطورة لإدارة عمليات الشحن بما يضمن الكفاءة والشفافية.

 

التحول الرقمى والالتزام البيئى 

تعمل مصر للطيران على تنفيذ خطة متكاملة للتحول الرقمى، تشمل تطوير أنظمة الحجز والخدمات الأرضية والشحن. كما تلتزم الشركة بالمعايير البيئية الدولية عبر برامج خفض الانبعاثات، بما يضمن استمرار عملياتها فى الأسواق الأوروبية التى تفرض قيوداً بيئية صارمة.

محمد عليان 
محمد عليان 

إعادة هيكلة لتعزيز التنافسية 

ناقش مجلس النواب أداء الشركة القابضة وأوصى بضرورة إعادة هيكلة بعض الشركات التابعة، وفتح الباب أمام شراكات مع القطاع الخاص فى الخدمات المساندة داخل المطارات. هذا التوجه يتماشى مع سياسة الدولة لجذب استثمارات مباشرة وتحسين كفاءة تشغيل الناقل الوطنى.

 

فرص وتحديات 

رغم وضوح الرؤية الاستثمارية، تبقى التحديات متمثلة فى تأمين التمويل اللازم لصفقات الطائرات وضمان الالتزام بجداول التسليم. كما يحتاج العنصر البشرى إلى تطوير مهاراته لمواكبة التحول الرقمى ومتطلبات المعايير البيئية...لكن فى المقابل، يشكّل تعاظم حركة السياحة فى مصر وتنامى التجارة مع أفريقيا فرصة ذهبية لمصر للطيران لترسيخ مكانتها كمحور جوى إقليمى وعالمى.

التمويل وسعر الصرف: تظل تكلفة شراء الطائرات والالتزامات الدولارية تحديًا لمصر للطيران، مقارنة بالدعم المالى الضخم الذى تحظى به الشركات الخليجية.

المنافسة على الأسواق: تسعى الشركات الخليجية إلى اجتذاب نفس الشرائح السياحية المستهدفة من مصر.

البنية التحتية: رغم تطوير بعض المطارات، ما زالت هناك حاجة لرفع كفاءة الخدمات اللوجستية والمطارات الإقليمية.

ابراهيم فتحى
ابراهيم فتحى

فرص التميز المصرى

بينما تواصل شركات الطيران الخليجية السباق بخطط عملاقة وأسطول ضخم، تسعى مصر للطيران لتأمين موقعها عبر خطة متدرجة أكثر واقعية، تراهن على الموقع الجغرافى والدعم الحكومى والسوق السياحى. وفى القارة الأفريقية، يبقى التنافس محتدمًا مع الخطوط الإثيوبية وغيرها من الشركات الصاعدة...يبقى التحدى أمام مصر للطيران هو إدارة التوازن بين الطموح والقدرات، وبين التوسع والاستدامة، بما يضمن أن تكون الجمهورية الجديدة حاضرة بقوة فى سماء الإقليم والعالم.

* السياحة المتنامية: تعافى قطاع السياحة يمنح مصر للطيران قاعدة قوية للنمو.

* التكامل مع الدولة: دعم حكومى مباشر واستراتيجية وطنية لزيادة الطاقة الاستيعابية.

* موقع استراتيجى: القاهرة يمكن أن تصبح مركزًا رئيسيًا للربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا.

 

مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية 

فى إطار خطة الدولة لتطوير قطاع الطيران المدنى، أعلنت شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة لمصر للطيران عن حزمة استثمارات استراتيجية تستهدف تعزيز قدراتها التنافسية إقليميًا ودوليًا، وذلك استنادًا إلى خطة وزارة الطيران المدنى المتماشية مع «رؤية مصر 2030».

إيهاب الطحطاوى 
إيهاب الطحطاوى 

الصيانة الثقيلة.. ذراع تنافسية لمصر 

بحسب البيانات الرسمية، استثمرت الشركة أكثر من 3 مليارات جنيه خلال الأعوام الأخيرة فى تحديث الورش الهندسية وبناء حظائر صيانة جديدة بمطار القاهرة الدولى، قادرة على استيعاب الطائرات عريضة البدن من طرازات بوينج B777 وB787 وإيرباص A330.

وتؤكد الوزارة أن هذه الاستثمارات سترفع القدرة الاستيعابية لمصر كمركز إقليمى لخدمات الصيانة بنسبة تتجاوز 25% بحلول 2027، مما يسمح بجذب شركات طيران أجنبية كبرى للحصول على خدمات الإصلاح والصيانة الثقيلة داخل مصر.

 

شهادات اعتماد دولية تثبت الجودة 

الشركة حاصلة على اعتماد وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) وإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، إضافة إلى اعتماد سلطات الطيران المدنى فى أكثر من 20 دولة، وهو ما يسمح لها بصيانة أكثر من 10 طرازات طائرات مختلفة.

ووفق تقارير القابضة لمصر للطيران، تم تخصيص ما يقارب 500 مليون جنيه لرفع كفاءة نظم الجودة ومواكبة أحدث التشريعات الدولية خلال الثلاث سنوات الأخيرة.

 

الاستثمار فى الإنسان قبل المعدات 

أولت الشركة اهتمامًا خاصًا بالعنصر البشرى، حيث أنفقت ما يزيد على 150 مليون جنيه سنويًا على التدريب والتأهيل.... وقد تم تدريب أكثر من 3,000 مهندس وفنى خلال الخمس سنوات الماضية بالتعاون مع مراكز تدريب عالمية وشركات مصنّعة للطائرات مثل بوينج وإيرباص، لضمان مواكبة أحدث النظم الفنية والتكنولوجية.

 

التوسع الإقليمى.. أسواق جديدة فى أفريقيا والشرق الأوسط 

تخدم مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية حاليًا أكثر من 140 شركة طيران عربية وأجنبية، وتستهدف زيادة العدد إلى 180 شركة بحلول 2030.

كما وضعت خطة للتوسع فى الأسواق الأفريقية عبر إنشاء مركز صيانة متنقل فى شرق أفريقيا، إلى جانب توقيع عقود استراتيجية مع شركات طيران خليجية وآسيوية.

 

التحول الرقمى.. مستقبل الأعمال الفنية 

ضمن خطتها المستقبلية، رصدت الشركة استثمارات تقدر بـ700 مليون جنيه للتحول الرقمى فى أنظمة الصيانة وإدارة المخازن وقطع الغيار.

وتتوقع وزارة الطيران أن تؤدى هذه الخطوة إلى خفض زمن الإصلاح بنسبة 30% وتقليل الأعطال الفنية الطارئة بما يقارب 40% بحلول عام 2028.

 

مركز إقليمى بقدرات عالمية 

من خلال استثماراتها التى تجاوزت 4 مليارات جنيه فى البنية التحتية، والاعتمادات الدولية، وتدريب الكوادر، والتحول الرقمى، تضع مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية نفسها فى موقع متقدم على خريطة خدمات الصيانة عالميًا.

هذه الخطط الاستراتيجية تدعم رؤية الدولة لجعل مصر مركزًا محوريًا للطيران فى المنطقة، وتسهم فى تعزيز موارد النقد الأجنبى عبر زيادة تعاقدات الصيانة مع شركات الطيران الأجنبية.