بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كلمة حق

الحليف: حب من طرف واحد

اليوم تنعقد واحدة من أهم وأخطر وأصعب القمم العربية الإسلامية بالعاصمة القطرية الدوحة لبحث سبل مواجهة تداعيات خسة وندالة تتار العصر الحديث، رعاة البلطجة الدولية، تنعقد القمة العربية فى عاصمة عربية شقيقة تعرضت لانتهاكات صارخة لكل القوانين والمواثيق الدولية متمثلة فى الضربه الإسرأمريكية، نعم أعنى هذا المصطلح وأقصده، والتى استهدفت به وفد التفاوض من قيادات حركه المقاومة الفلسطينية «حماس» حول ما أسموه بمباحثات وقف إطلاق النار والهدنة فى غزة .

تساولات كثيرة نتمنى أن تجيب عنها القمة التى تضم قادة وملوك ورؤساء البلدان العربية والإسلامية، فالشعوب تنتظر الإجابة، ماذا حدث وكيف حدث وأين ما يسمى «الحليف الاستراتيجى» الامريكى …. بمعنى أصح نريد تعريف حقيقى لمفهوم الحليف.

ذلك المفهوم المزعوم والذى بات واضحاً فى تقديرى أنه مفهوم زائف، وبل وقائم فى ذهن طرف واحد دون الطرف الآخر، علاقة احادية تماثل تماماً علاقة «الحب من طرف واحد» .

علاقة «الحليف الاستراتيجى» بين بعض الدول العربية وعلى الأخص - دول مجلس التعاون - والولايات المتحدة غير مفهوم لدى هؤلاء الأشقاء لانه وبمنتهى الصراحة تحالف من طرف واحد، زى ما سبق وقلت انه حب من طرف واحد، طرف مخدوع ومغشوش فى طرف لأنه وببساطة شديدة بيحب غيره، ومش بيحبه فقط، لاء دا مرتبطين ارتباط وثائقى وعقائدى ويمكن كمان فيه بينهم أطفال .

لقد كان واضحاً للبيان أن ما بين بعض دول المنطقة والأمريكان ليس تحالفا لانه و ببساطه أن التحالف الحقيقى بين الدول ليس مجرد شعارات أو بيانات تتضمن عبارات معسولة، بل يقوم على أسس المصالح المتبادلة والمشتركة والالتزام المتكافئى، وحط تحت كلمة المتكافى 100 خط، هادفاً إلى أن يكون كل طرف سنداً للآخر فى لحظات الخطر كما فى أوقات الاستقرار.

غير أن التجربة العربية الأمريكية أثبتت فشلاً ذريعاً فى هذا المفهوم، حيث بات واضحاً أن هذه العلاقة التى وصفت خداعاً و خطأ انها «تحالف» لم يكن يوماً متكافئاً، بل كان فى جوهره علاقة مصلحية أحادية، تعتمد على استنزاف ثروات المنطقة وتوظيفها لخدمة الأجندة الأمريكية – أو بمعنى أصح لخدمة المصالح الإسرائيلية، والتى أطلق عليها «الإسرأمريكية».

وهنا وجب عليك عزيزى القارئ أن تنظر بتمعن وافتخار إلى التجربه المصريه، فى فهمها للواقع القديم والحديث وستجد، صدق رؤية مصر فى التعامل مع الغرب، فمصر لم تنخدع طويلاً بمفهوم «الحليف» على الطريقة الأمريكية.، بل تعاملت بواقعية سياسية تدرك أن المصالح هى الأساس، وأن الحليف الحقيقى يُقاس بمقدار التزامه لا بشعاراته. هذه الرؤية عززت من قدرة مصر على حماية سيادتها، وصون استقرارها، والتصدى لمحاولات فرض الوصاية أو إملاء القرارات من الخارج، ولهذا فقد مارست القيادة المصرية سياسة واضحة فى التعامل المتوازن مع كلّ القوى العالمية والإقليمية سواء الغربية أو الصينية أو الأمريكية أو الروسية وكذا الهندية، نوعت مصادر التسليح، كذلك مصادر السلع الأساسية والاستراتيجية، ولهذا ظل القرار المصرى حراً يقبل ما يتلائم مع مبادئه وثوابته ويرفض ما يتعارض معها بكل عزه وأفتخار.

وتأتى قمة الدوحة فى ظرف إقليمى ودولى دقيق، لتطرح تساؤلاً جوهرياً: 

هل يمكن أن تكون بداية لتغيير مفهوم «الحليف»؟ 

هل تفيق الدول العربية من غفلتها وتتحول إلى شركاء وحلفاء حقيقيين مخلصين لبعضهم البعض، بعيداً عن الارتماء فى حضن الثعلب الأمريكى… الأمل معقود على أن تضع القمة أسساً جديدة للتعاون العربى، تجعل من التضامن الإقليمى هو الحليف الأصدق، بدلاً من الاعتماد على قوى خارجية أثبتت مراراً أنها لا ترى فى المنطقة إلا ساحة نفوذ وصراع.

من ناحية أخرى، لماذا تستغربون من الهجوم المنظم الذى يتعرض له الإقليم اليوم عبر الذراع الإسرائيلى، فهو ليس جديداً ولا غريباً، فالتاريخ يعيد نفسه مرات ومرات، فقد مرت على العرب هجمات صليبية، وغزواً تترياً، وتآمراً استعمارياً، لكن كل هذه المحاولات تحطمت على الصخرة المصرية والتاريخ شاهد على ذلك.

فلم يكن صدفة أن تتحمل مصر عبء مواجهة هذه الهجمات، فمصر بحكم موقعها وتاريخها وقدراتها البشرية والعسكرية، كانت وما تزال الدرع الباقى الوحيد القادر على التصدى لمخططات إسرائيل ومن يقف خلفها، قدر لمصر أن تكون الحصن الذى تلجأ إليه الأمة فى أوقات الخطر، وهى اليوم – كما الأمس – تتحمل مسؤولية الدفاع عن الأرض والهوية والكرامة العربية.

عزيزى القارئ، قولاً واحداً إذا أرادت المنطقة أن تخرج من دوامة التبعية، فعليها أن تبنى مفهوماً جديداً للحليف، يقوم على الشراكة العربية – العربية أولاً، وتنسيق المواقف الإقليمية ثانياً، والانفتاح على العالم من موقع قوة لا من موقع ضعف، عندها فقط يمكن أن تفرض الدول العربية نفسها كرقم صعب فى المعادلة الدولية، بدلاً من أن تظل رهينة لوعود الغرب وازدواجية مواقفه.

كل هذه التساؤلات ستجيب عنها قمة الدوحة … والتى أتمنى أن تخرج بموقف عربى موحد، يرد على العربدة والتجاوز الإسرأمريكى غير المقبول.

وللحديث بقية مادام فى العمر بقية.

المحامى بالنقض 

رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ