بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رحيق مختوم

ريفييرا الرجل البرتقالى

ريفييرا كلمة ايطالية شهيرة تعنى الساحل البحرى عادة ما تستخدم لوصف منطقة شاطئية تتميز بطبيعة خلابة ومناخ معتدل وغالبًا ما ترتبط بالمنتجعات الفاخرة الجاذبة للصفوة من الأثرياء والمشاهير مثل كوت دازور الريفيرا الفرنسية أو ساحل ليجوريا الريفيرا الإيطالية وقريبا ريفيرا غزة حلم الرجل البرتقالى فقد كشفت واشنطن بوست عن تفاصيل وثيقة «GREET TRUST» صندوق غزة لإعادة التكوين والتسريع الاقتصادى والتحول والمؤلفة من 33 صفحة عكف على وضعها فريق مكتب الاستشارات BCG بالاشتراك مع بعض رجال الأعمال الاسرائيلين وأشرف على صياغتها النهائية كل من تونى بلير وجاريد كوشنر صهر ترامب، حيث تمحورت الوثيقة على مستقبل القطاع المدمر فى اليوم التالى لوقف إطلاق النار تقترح الوثيقة الشيطانيّة تقديم تعويضات لملاك الأراضى بأكواد رمزية كتعويض يمكن استبداله فيما بعد بشقق فى مدن ذكية جديدة داخل القطاع، مع إعطاء منحة نقدية قدرها 5000 دولار تستخدم للإقامة فى بلدان أخرى لكل من يختار المغادرة الطوعية مع دعم مؤقت للإيجار والطعام لمدة أربع سنوات بحيث سيكون تهجير الفلسطينيين أقل تكلفة من إبقائهم فى القطاع ومن سيرفض التهجير الطوعى سيوضع فى مناطق متفرقة محاطة بسياح أمنى، تحت وصاية امريكية لمدة عشر سنوات وبالتنسيق أمنيًا مع إسرائيل ستتحول غزة بعد إخلائها من سكانها البالغ عددهم 2 مليون نسمة إلى منتجع سياحى للأثرياء، ومركز للتكنولوجيا والصناعات المتقدمة لتعد جسرًا للربط الاقتصادى والتمويلى بين الهند شرقًا وأوروبا غربًا يفترض أن المشروع الخيالى سيجذب استثمارات ضخمة سواء خاصة أو عامة لإقامة مشاريع كبرى لبنية تحتية عملاقة مصانع سيارات كهربائية، مراكز بيانات للذكاء الاصطناعى، التقديرات المالية المتوقعة تتحدث عن عائد استثمارى يقارب 400 مليار دولار خلال عشر سنوات، بدون أى تمويل حكومى أمريكى مباشر. تستلهم الوثيقة تجربة الوصاية الأمريكية على جزر المحيط الهادئ وتحديدًا اليابان بعد الحرب العالمية الثانية،

وثيقة بلير كوشنر هى استنساخ ردئى من سايكس بيكو فهى ليست سوى محاولة جديدة قديمة لإعادة رسم خريطة المنطقة والسيطرة على ثرواتها الطبيعية تحت غطاء التأهيل والاستثمار فهنالك كنز مخفى عن الأنظار يسيل له لعاب الرجل البرتقالى وزبانيته وهو حقل غزة مارين 1 الذى يحتوى على ما يقدر ب 1,4 تريليون قدم مكعب وهناك حقل حدودى آخر مارين 2 وتلك الكميات تؤمن الطاقة للأراضى الفلسطينية لمدة 15 عامًا.

للأسف ما زالت ذهنية الكاوبوى هى التى تحكم العالم لكن لن يكون مصير الفلسطينيين نفس مصير الهنود الحمر، وذلك لأسباب منطقية وهو أن الزمن تغير وأصبحت فلسطين قضية عالمية يدعمها رأى عام عالمى جارف وصمود أسطورى لشعب الجبارين عصى على الانكسار أو الاستسلام، بالإضافة للموقف المصرى الشريف والتاريخى، فإن تنفيذ هذا المخطط البرتقالى يبدو شبه مستحيل.