بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أتشطر على البردعة.. رحلة إنسان ريفي بين بساطة الحلم وصعوبة الواقع

بوابة الوفد الإلكترونية

يطرح المخرج سليمان حمزة في فيلمه “أتشطر على البردعة” معالجة درامية ذات طابع اجتماعي ساخر وواقعي في آن واحد، من خلال حكاية تبدو بسيطة على السطح لكنها تحمل أبعادًا رمزية عميقة ، البطل رجل من الريف يقدم دوره الفنان ميشيل مساك يبحث عن وسيلة تُخفف عنه عناء السير اليومي لمكان عمله. حلمه متواضع: شراء حمار يساعده على التنقل، لكن حين يذهب إلى سوق الحمير ومعه المبلغ البسيط الذي ادخره، يُفاجأ بأن الأسعار أعلى من إمكانياته، فيجد نفسه عالقًا بين رغبته البسيطة في تحسين حياته وبين واقع اقتصادي قاسٍ يتجاوز قدرته.

الدلالات الرمزية

الحمار هنا ليس مجرد وسيلة نقل، بل رمز لمطلب إنساني أساسي: البحث عن الراحة والكرامة في تفاصيل الحياة اليومية.

 

السوق يعكس صورة المجتمع والظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعل حتى أبسط الأحلام بعيدة المنال.

العراقيل التي يواجهها البطل تجسد مأزق المواطن البسيط أمام متطلبات الحياة، حيث يتقاطع الحلم الصغير مع تعقيدات الواقع.

 

رغم جدية الفكرة، فإن الفيلم يقدمها بنَفَس ساخر أقرب إلى الكوميديا السوداء، فيكشف مفارقات المجتمع: كيف يصبح أبسط شيء –حمار للتنقل– أزمة وجودية لرجل كل ما يريده هو تسهيل مشواره اليومي. هذا التناول يمنح العمل بعدًا نقديًا خفيف الظل، لكنه في الوقت نفسه عميق التأثير.

 

اختار سليمان حمزة زاوية بسيطة تُشبه شخصيات الريف وحياتهم اليومية، ليُبرز كيف تتحول الأحلام الصغيرة إلى تحديات كبيرة.

 

 العمل بذلك ليس فقط قصة عن حمار أو سوق، بل عن علاقة الإنسان بظروفه، وعن قدرة السينما على تحويل المواقف اليومية الهامشية إلى مادة للتأمل الاجتماعي.

 

“أتشطر على البردعة” عمل سينمائي قصير يجمع بين البساطة والرمزية، ويعكس فلسفة أن المعاناة ليست دائمًا في الأحلام الكبيرة، بل في السعي وراء أبسط مقومات الحياة. ومن خلال أسلوبه، يقدم سليمان حمزة دعوة للتفكير في واقعنا الاجتماعي، حيث قد يبدو شراء “بردعة” أصعب من امتلاك الحمار نفسه ،

 

تميّز الفيلم بأسلوب تصوير واقعي وحيوي، حيث اختار المخرج أن يصوّر داخل سوق الحمير والذى يبدو أنه حقيقا والذى منح العمل صدقًا وملمسًا توثيقيًا قويًا. الكاميرا تجولت بين الوجوه والدواب، متوقفة عند تفاصيل كل حمار وكأنها تُحوّل السوق إلى معرض بصري يعبّر عن مفارقات الواقع.

 

البيئة الريفية ظهرت بدورها بصورة مبهرة، إذ التقطت العدسة ملامحها البسيطة بعمق إنساني وجمال بصري، مما منح المشاهد إحساسًا بالانغماس داخل المكان. زوايا الكاميرا جاءت محسوبة بعناية لتعكس الضيق أحيانًا والانفتاح أحيانًا أخرى، وكأنها تُوازي حالة البطل النفسية بين الأمل وخيبة التوقع.

 

أما الحوار فكان أقرب ما يكون إلى الطبيعي، مما عزز صدق الشخصيات وأكسب الفيلم حميمية جعلته أقرب إلى تسجيل لحياة حقيقية أكثر من كونه مشهدًا دراميًا مصنوعًا .

العمل من إخراج سليمان حمزة
قصة: عبد الله جاد
كتابة: محمد بصير وسليمان حمزة
مدير تصوير: محمد عاطف

مونتاج يوسف ايمن

تلوين : عبد الرحمن طارق
مهندسة الديكور: نادين عبد الله
مهندسة الصوت: مريم أحمد محمد
موسيقى تصويرية: إسلام شتوس
مكياج: روان علاء
مصمم الأزياء: محمد بصير
مديرة الإنتاج: فاطمة شعبان
إنتاج: ريد ستار وذا باسوين