بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

احتجاجًا على الوضع في غزة

4 آلاف فنان عالمي يوقعون على تعهد بمقاطعة صناعة السينما الإسرائيلية

4000 فنان من حول
4000 فنان من حول العالم

 في خطوة تعكس تنامي الوعي السياسي داخل الأوساط الفنية العالمية، وقع أكثر من 4000 فنان سينمائي وممثل ومخرج ومنتج، بينهم أسماء بارزة في هوليوود، على تعهد جماعي بمقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية، متهمين إياها بالتواطؤ في الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين، خصوصًا في ظل التصعيد الأخير في قطاع غزة.

تعهد فني لمقاطعة المؤسسات وليس الأفراد:

 البيان الذي أُصدر عبر حملة تضامن دولية أكد أن المقاطعة لا تستهدف الأفراد الإسرائيليين العاملين في مجال السينما، بل تركز على رفض التعاون مع المؤسسات الثقافية والإنتاجية التي يُنظر إليها على أنها متورطة في "تبييض" أو تبرير انتهاكات حقوق الإنسان ضد الشعب الفلسطيني.

 وقال الموقعون إن هذه الخطوة تأتي كامتداد لتقاليد فنية سابقة اتخذ فيها الفنانون مواقف مشابهة، من بينها حملة المقاطعة الثقافية الشهيرة لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والتي لعبت دورًا رمزيًا في الضغط على النظام العنصري آنذاك.

باراماونت أول من يرد:

 في أول رد فعل من داخل صناعة السينما، أعلنت شركة "باراماونت" أنها تعارض هذا التعهد، في بيان مقتضب وصفته وسائل إعلام أميركية بأنه محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد حول علاقة الصناعة الفنية بالسياسات الدولية، خصوصًا في ظل تصاعد الدعوات للمقاطعة والاحتجاج.

صور غزة تفجّر الغضب الفني:

 التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير في غزة، وما تبعه من صور مروعة لأطفال فلسطينيين يعانون من الجوع والحرمان تحت الحصار، كان المحرك الأساسي وراء هذه الحملة الفنية، التي وصفها بعض المراقبين بأنها "صرخة ضمير" في وجه صمت دولي مطبق.

 وجاء في نص التعهد أن "الوضع في غزة تجاوز حدود الأزمة الإنسانية، وأصبح تحديًا أخلاقيًا عالميًا، يستدعي من الفنانين الوقوف ضد التواطؤ الثقافي مع الاحتلال".

نجوم بارزون في طليعة الموقعين:

 من بين الأسماء الموقعة على التعهد، تبرز أسماء شهيرة مثل أوليفيا كولمان، الحائزة على جائزة الأوسكار، وإيما ستون، ومارك رافالو، وتيلدا سوينتون، وخافيير بارديم، وريز أحمد، وسينثيا نيكسون، وجميعهم معروفون بمواقفهم التقدمية ودعمهم لقضايا حقوق الإنسان.

المقاطعة الفنية: هل تعيد تشكيل الخطاب الثقافي العالمي؟

 هذا الحراك الفني يطرح تساؤلات حول دور الفن في التأثير على السياسات الدولية، ومدى إمكانية أن تُحدث المقاطعة الثقافية تغييرًا ملموسًا، كما حصل في تجارب سابقة. في الوقت نفسه، يثير موجة من الجدل في الأوساط السينمائية بين من يراها فعلًا أخلاقيًا مطلوبًا، ومن يعتبرها تسييسًا للفن قد يُقيد حرية التعبير والتعاون الإبداعي.

 ويبقى أن هذا التعهد يمثل خطوة جديدة نحو تفعيل أدوات الضغط غير الحكومية في زمن تتداخل فيه الثقافة والسياسة والحقوق الإنسانية بشكل غير مسبوق.