حزمة تاريخية تجعل إيلون ماسك أول تريليونير في العالم

في مشهد اقتصادي متناقض يعيشه الأمريكيون خلال سبتمبر 2025، وبينما يتراجع سوق العمل بشكل ملحوظ ويعبر ثلاثة أرباع المواطنين عن تشاؤمهم بشأن تحسين مستوى معيشتهم، خطفت تسلا الأضواء بإعلان غير مسبوق، فقد كشف مجلس إدارتها عن أكبر حزمة رواتب في التاريخ لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك، وهي خطة طموحة قد تضعه في مصاف أول تريليونير في العالم إذا تحققت شروطها.
تفاصيل الخطة:
تستند الحزمة الجديدة إلى مجموعة من المقاييس الصارمة التي تُلزم ماسك بالبقاء في منصبه سبع سنوات ونصف على الأقل قبل أن يحصل على أي أسهم، مع إلزامه بالاستمرار لعقد كامل للحصول على كامل المبلغ، وتشمل الخطة ما يقارب 900 مليار دولار، لكن هذا الرقم مشروط بتحقيق أهداف بعيدة المدى، أبرزها رفع القيمة السوقية لشركة تيسلا من 1.1 تريليون دولار حاليًا إلى 8.5 تريليون دولار.
لا تقتصر الأهداف على الجانب المالي فقط، بل تتضمن أيضًا نشر مليون سيارة أجرة ذاتية القيادة من تسلا، إلى جانب إنتاج مليون روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي. كما ترتبط الحزمة بخطط الشركة الخاصة بتأمين مستقبل القيادة التنفيذية، ما يعكس رغبة واضحة في توجيه تركيز ماسك نحو استدامة تيسلا ككيان رائد عالميًا.
لماذا هذه الخطوة الآن؟
يدير إيلون ماسك إلى جانب تيسلا شركات كبرى أخرى، من بينها سبيس إكس في مجال الفضاء، وشركة للذكاء الاصطناعي، فضلًا عن إدارته لشركة X (تويتر سابقًا)، هذه الالتزامات المتعددة خلقت مخاوف لدى مجلس الإدارة بشأن تشتت انتباهه. وبحسب رسالة مشتركة من رئيستي المجلس روبين دينهولم وكاثلين ويلسون-تومسون، فإن "رؤية إيلون الفريدة ضرورية لتجاوز المرحلة الحرجة التي تمر بها تسلا". وأضافتا أن الحفاظ على وجوده وتحفيزه أمر حاسم لجعل الشركة الأكثر قيمة في التاريخ.
كما ألمحت الرسالة إلى أن ماسك لوّح بإمكانية انسحابه من الشركة إذا لم يحصل على ضمانات قوية، الأمر الذي دفع اللجنة الخاصة داخل المجلس إلى صياغة هذه الحزمة غير المسبوقة.
العقبات أمام التنفيذ:
رغم الطموح الكبير، لن تدخل الخطة حيز التنفيذ إلا بعد موافقة المساهمين في اجتماع مقرر في السادس من نوفمبر المقبل. يذكر أن خطة رواتب سابقة أُقرت في عام 2018 ثم أُلغيت لاحقًا بحكم قضائي في ولاية ديلاوير، قبل أن تستأنف تسلا القرار. وفي حال إقرار الحزمة الجديدة، ستُعتبر بديلًا عن الخطة القديمة إذا فشل الاستئناف.
تداعيات محتملة:
إذا تمكن ماسك من تحقيق جميع الشروط، فإن حصته في الشركة سترتفع من 13% إلى 29%، ما يعزز قبضته على تسلا ويجعلها أكثر ارتباطًا برؤيته الشخصية، ورغم الانتقادات المحتملة بشأن ضخامة الحزمة مقارنة بالأوضاع الاقتصادية العامة في الولايات المتحدة، يرى مجلس الإدارة أن نجاح الخطة سيُترجم إلى نقلة نوعية للشركة وصناعاتها المستقبلية.
إعلان هذه الحزمة يأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي حالة من التباين الحاد: من جهة، يواجه المواطنون ضغوطًا معيشية وتراجعًا في الثقة بالمستقبل؛ ومن جهة أخرى، قد يُسجَّل حدث تاريخي بتحول رئيس شركة خاصة إلى أول تريليونير في العالم. وبين هذين المشهدين، يتجدد الجدل حول مفهوم "الحلم الأمريكي"، الذي يبدو حاضرًا بقوة على الأقل في حياة إيلون ماسك.
بهذا الإعلان، تؤكد تسلا أنها لا تراهن فقط على سيارات كهربائية أو تقنيات ذكاء اصطناعي، بل تراهن قبل كل شيء على شخصية مثيرة للجدل استطاعت أن تعيد تعريف الابتكار في عالم الأعمال، ويبقى السؤال: هل ينجح ماسك في ترجمة هذه الرؤية الطموحة إلى واقع ملموس، أم أن الحلم سيظل بعيد المنال؟