قبل غروب الشمس.. كيف تغتنم ما تبقى من ساعة الاستجابة يوم الجمعة؟

 يوم الجمعة له مكانة خاصة في الإسلام، فقد ورد في السنة النبوية أن فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يُصلّي، يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إيّاه، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده ليُقلّلها، في دلالة على أنها ساعة قصيرة ينبغي للمؤمن أن يغتنمها بكثرة الدعاء والتضرع.

دار الإفتاء والعلماء أجمعوا أن يوم الجمعة فرصة ذهبية للمؤمن كي يتقرب إلى الله عز وجل، بالدعاء وطلب الحاجات، سواء كانت في أمور الدنيا أو الآخرة، مؤكدين أن الدعاء فيها مستجاب بإذن الله تعالى، خاصة إذا كان من قلب خاشع موقن بالإجابة.

دعاء ساعة الاستجابة يوم الجمعة

لا توجد صيغة محددة ملزمة للدعاء في ساعة الاستجابة يوم الجمعة، إذ يجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة. ومع ذلك، وردت عن السلف والأدعية المأثورة صيغ جامعة يستحب ترديدها في هذا اليوم المبارك، ومنها:

رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي.

اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خلقتني وأنا عبدك... وهو دعاء سيد الاستغفار المعروف.

أدعية للرزق وفك الكرب

كما يستحب للمسلم في يوم الجمعة أن يدعو الله تعالى برزق واسع وفك الكرب، ومن هذه الأدعية:

اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.

اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقربه، وإن كان قليلًا فكثره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.

اللهم قِنا عذابك يوم تبعث عبادك، وارزقنا من واسع فضلك يا رحيم.

أدعية لحفظ الأبناء والذرية

ومن بين ما يتقرب به المسلم إلى الله في هذه الساعة المباركة، الدعاء لأبنائه وذريته بالحفظ والبركة، فيقول مثلًا:

اللهم اجعل أولادي قرة عين لي، واحفظهم بحفظك، وبارك في أعمارهم وأرزاقهم.

اللهم جنّبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، واجعلهم من الصالحين المصلحين.

متى تكون ساعة الاستجابة؟

اختلف العلماء في تحديد ساعة الاستجابة يوم الجمعة، لكن أشهر الأقوال وأقواها أنها:

آخر ساعة من يوم الجمعة قبل غروب الشمس.

وقيل إنها ما بين جلوس الإمام على المنبر إلى انقضاء الصلاة.

ويرى كثير من العلماء أن التوفيق بين القولين هو الأفضل، أي أن يحرص المسلم على الدعاء في كلا الوقتين طلبًا لبلوغ ساعة الإجابة.

يوم الجمعة يوم عظيم يفيض بالرحمة والبركات، والدعاء فيه فرصة لا تُعوّض. فليغتنم المسلم هذه الساعات، وليكثر من الدعاء لنفسه وأهله وأمته، راجيًا من الله عز وجل أن تكون ساعة استجابة تُبدل حاله إلى خير، وتفتح له أبواب الرزق والمغفرة.