بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عاصفة جديدة تضرب استوديو Civilization.. تسريح موظفين في Firaxis

بوابة الوفد الإلكترونية

دخلت صناعة ألعاب الفيديو فصلًا جديدًا من أزمات التسريح، حيث أعلنت شركة Firaxis Games، المطورة الشهيرة لسلسلة الألعاب الاستراتيجية Civilization، عن تقليص عدد غير مُعلن من موظفيها. وجاء الإعلان عبر بيان لشركة 2K المالكة والناشرة، أكدت فيه أن الاستوديو أعاد هيكلة عملية التطوير بهدف تعزيز التكيف والتعاون والإبداع داخل بيئة العمل.

هذا القرار أثار دهشة مجتمع اللاعبين وصناعة الألعاب، خاصة أن Firaxis تُعد أحد أبرز استوديوهات تطوير الألعاب الاستراتيجية على مدار عقدين. ويأتي التسريح بعد فترة قصيرة من الاضطرابات التي شهدها استوديو آخر تابع لشركة 2K، هو Cloud Chamber، الذي يعمل حاليًا على تطوير الجزء الجديد من سلسلة Bioshock، ما يثير تساؤلات عن استراتيجية الشركة الأم Take-Two Interactive في إدارة استوديوهاتها.

تسريحات تفاجئ العاملين والمجتمع

لم تكشف 2K عن عدد الموظفين المسرحين، مؤكدة أن سياستها تمنع الإفصاح عن الأرقام الدقيقة. لكن تقارير من موقع Game Developer أشارت إلى أن "عشرات الموظفين" تأثروا بالقرار، بينهم مطورون عملوا على لعبة Civilization VII الصادرة في فبراير 2025، وكذلك على مشروع Marvel’s Midnight Suns. عدد من هؤلاء الموظفين لجأوا إلى منصات التواصل الاجتماعي للإعلان عن رحيلهم ومشاركة تجاربهم.

هذه الخطوة وصفت بأنها مفاجئة نسبيًا، نظرًا إلى أن الشركة الأم Take-Two أعلنت في مارس الماضي عن توقعاتها بتحقيق نمو بنسبة 5% في الإيرادات وصافي الحجوزات خلال النصف الثاني من 2025، رغم تأجيل الإصدار المرتقب بشدة للعبة Grand Theft Auto VI. ومع ذلك، بات من الواضح أن النمو المالي لم يعد كافيًا لضمان استقرار الوظائف في قطاع يشهد تحولات جذرية في استراتيجياته.

صناعة تتغير وقاعدة جديدة

تُبرز عمليات التسريح في Firaxis وجهًا مألوفًا في صناعة الألعاب خلال السنوات الأخيرة، حيث لم تعد النجاحات التجارية أو حتى التوقعات الإيجابية كافية لحماية الموظفين من قرارات الهيكلة. فالشركات الكبرى باتت تعتبر تقليص القوى العاملة وسيلة لتقليل التكاليف وتحسين الكفاءة، بغض النظر عن الأداء الحالي أو المستقبلي للألعاب.

المفارقة أن التسريحات تأتي بعد إصدار Civilization VII، أحدث أجزاء السلسلة التي تتميز بنهج مبتكر يعتمد على الدمج بين قادة العالم والحضارات لصياغة استراتيجيات أكثر تنوعًا. ورغم أن اللعبة لم تحقق إشادة نقدية واسعة كما كان متوقعًا، إلا أن Firaxis واصلت دعمها بتحديثات وإصلاحات تقنية بشكل منتظم، ما حافظ على تفاعل شريحة كبيرة من اللاعبين معها.

مستقبل Firaxis بين الغموض والأمل

مع هذا القرار، يظل مستقبل Firaxis محل تساؤل: هل تسعى الشركة إلى إعادة تشكيل الاستوديو ليصبح أكثر رشاقة في مواجهة تحديات السوق، أم أن الخطوة تمثل بداية لمرحلة تراجع؟ الأكيد أن اسم Civilization وحده كفيل بالحفاظ على مكانة الاستوديو لفترة من الوقت، لكن الثقة بين اللاعبين والمطور قد تتأثر في حال استمرت موجات التسريح.

وفي الوقت نفسه، يواصل مجتمع اللاعبين طرح تساؤلاته حول تأثير هذه القرارات على جودة الألعاب القادمة. فهل سيظل الاستوديو قادرًا على الابتكار وتقديم تجارب استراتيجية عميقة رغم فقدان خبرات عشرات المطورين؟ أم أن إعادة الهيكلة ستُفرغ الفريق من عناصره الأساسية وتؤثر سلبًا على أعماله المقبلة؟

 

تسريح الموظفين في Firaxis يعكس واقعًا جديدًا في صناعة الألعاب: النجاحات السابقة أو حتى التوقعات المالية الإيجابية لم تعد كافية لضمان الأمان الوظيفي. وبينما تحاول Take-Two و2K تبرير قراراتها بضرورة تعزيز الكفاءة والمرونة، يظل العاملون واللاعبون على حد سواء أمام معضلة، مفادها أن صناعة الترفيه الرقمي أصبحت أكثر قسوة من أي وقت مضى.

اللافت أن سلسلة Civilization نفسها، التي تقوم على بناء حضارات واستراتيجيات طويلة المدى، تشهد اليوم اضطرابًا في بيتها الداخلي. فهل يكون ذلك بداية لمرحلة أكثر ابتكارًا، أم مؤشرًا على أزمة أعمق تضرب الاستوديو؟