بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

حفظ تراث القراء والمبتهلين واجب وطنى..

الموقع العالمى لإذاعة القرآن خطوة لتجديد الخطاب الدينى

بوابة الوفد الإلكترونية

تهتم الدولة المصرية بإنشاء موقع عالمى لإذاعة القرآن الكريم وهو خطوة مهمة فى تجديد الخطاب الدينى، ونشر رسالة الإسلام السمحة داخليًا وخارجيًا، كما أن حفظ التراث عموما ضرورة حياة بالنسبة للأمم ذات التاريخ الضارب بجذوره فى أعماق الزمان. 

قال الدكتور خالد نصر، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالمنوفية، إن التراث الدينى عامة، وتراث القراء والمبتهلين بوجه خاص، يمثل جزءًا أصيلًا من هوية الأمة وثقافتها، مؤكدًا أن «أمة بلا تراث لا وزن لها ولا قيمة، لأنه الجسر الذى يصل الماضى بالحاضر، ويمنح الأجيال الحالية القدرة على التمسك بدينها وعقيدتها، كما يحفزها على الإبداع والاقتداء بما قدمه السابقون».

وأضاف نصر، أن إذاعة القرآن الكريم على مدار عقود طويلة قدمت للعالم أصواتًا فريدة من كبار القراء والمبتهلين، مثل الشيخ محمد رفعت، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وغيرهم ممن يصعب أن يجود الزمان بمثلهم مرة أخرى، مشيرًا إلى أن معظم القراء الحاليين ينتمون إلى مدارس هؤلاء الرواد ويستلهمون منهم، مما يجعل حفظ تراثهم ضرورة دينية وثقافية.

وأكد عميد أصول الدين بالمنوفية، أن اهتمام الدولة بإنشاء موقع عالمى لإذاعة القرآن الكريم يُعد خطوة مهمة فى تجديد الخطاب الدينى، ونشر رسالة الإسلام السمحة داخليًا وخارجيًا، موضحًا أن «كثيرًا من العلماء والمستشرقين الغربيين تأثروا بأصوات القراء المصريين، بل إن بعضهم دخل الإسلام بعد سماع تلك التلاوات الخاشعة».

وأوضح أن المشروع يسهم فى تعزيز مكانة مصر عالميًا كمنارة للقرآن الكريم وعلومه، لافتًا إلى أن القراء المصريين كان لهم حضور بارز فى أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما جعل أصواتهم وسيلة مؤثرة لنشر الدعوة الإسلامية فى العالم.

وأشار نصر إلى أن توثيق هذا التراث عبر المواقع الإلكترونية الحديثة مع توفير ترجمات باللغات العالمية الحية مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، سيجعل رسالة القرآن أكثر وصولًا وانتشارًا، مع إبراز القيم الإسلامية بعيدًا عن التعصب والتمييز.

وطالب عميد أصول الدين، القائمين على المشروع بضرورة التحلى بالأمانة العلمية فى عرض المواد، وتقديمها بإخلاص وبأسلوب مبسط واضح، بعيدًا عن إثارة المسائل الخلافية، مع التركيز على إظهار سماحة الإسلام وعدالته ووسطية خطابه.

وختم حديثه بالتأكيد على أن المشروع لا يحفظ فقط تراث القراء والمبتهلين، بل يعزز مكانة مصر الدينية عالميًا، ويدعم جهود الدولة فى نشر الخطاب الدينى الوسطى المعتدل.

وقال الدكتور غانم السعيد، عميد كليتى الإعلام واللغة العربية، إن حفظ التراث عموما ضرورة حياة بالنسبة للأمم ذات التاريخ الضارب بجذوره فى أعماق الزمان، وإذاعة القرآن الكريم بصفتها أول إذاعة متخصصة فى العالم العربى والإسلامى فى قراءة القرآن الكريم بأصوات كبار القراء فى مصر، بالإضافة إلى برامجها التى كان كبار العلماء يقدمون فيها الإسلام للعالم بوسطية واعتدال، كما كان أيضا للمبتهلين مكانة عظيمة فى هذه الإذاعة حيث كانوا -بأصوتهم الجميلة الندية وأناشيدهم التى تعظم من قدر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحث على القيم والأخلاق الفاضلة- يستميلون العقول والقلوب، وصارت إذاعة القرآن بفضل ما تقدمه من قراءة للقرآن الكريم وبرامج متعددة تعالج قضايا المجتمع من أعلى الإذاعات جماهيرية على مستوى إذاعات العالم، ولا شك أن أرشيفها يمتلئ بهذا الكنوز التى كانت مكدسة على أرفف المكتبات، فجاءت توجيهات الرئيس بالاهتمام بهذا التراث والمحافظة عليه وإعادة إذاعته، لتعيد الاهتمام بإذاعة القرآن، والاعتزاز بدورها فى المجتمع، وضرورة الحفاظ على تراثها.

أوضح «السعيد» فى حديثه لـ«الوفد» أن حفظ هذا التراث الكبير لإذاعة القرآن من الأهمية بمكان لأنه بما يحتويه من تسجيلات لكل ما تذيعه هو حفاظ على التراث الدينى الوسطى ليس لمصر وحدها بل لكل العالم الإسلامى، كما أنه يحفظ الهوية الثقافية للدولة المصرية على مدار عدد من العقود.

وأضاف: وسوف يزداد دور إذاعة القرآن الكريم ويتأصل بعد إنشاء موقع عالمى لها تبث من خلاله كل ما تقدمه، وسوف يكون لهذا الموقع أثره العظيم فى تجديد الخطاب الدينى لأن كثيرا من البرامج الدينية التى تقدمها تهتم بحال المسلمين وواقعهم فى أى مكان يوجدون فيه، وسوف يسهل عليهم التواصل مع الإذاعة للأسئلة عن كل ما يعن لهم من أمور يريدون أن يعرفوا كيف يتصرفون فيها من خلال مايفرضه عليهم دينهم، وذلك من خلال العلماء الذين تستضيفهم الإذاعة لهذه الأمور، ومن هنا لن يكون للمتطرفين المتشددين دور فى افتاء الناس بما يصنع منهم متشددين.

وتابع: وأظن - بل أجزم - بأن الأزهر الشريف لن يتأخر عن تقديم الدعم الكامل لإذاعة القرآن الكريم فى ثوبها الجديد، وهذا هو العهد به دائما فعلماؤه هم الركيزة الأساسية لإذاعة القرآن الكريم منذ نشأتها، فهم يشاركون فى كثير من البرامج، بل إن بعضهم خصصت لهم برامج يقدمون فيها علمهم ورؤاهم لكل المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها.

واختتم قائلًا: أنصح القائمين على توثيق المواد التى ستنشر على هذه المواقع، أن ينوعوا فى المادة العلمية المقدمة ليفيد منها كل المسلمين كل واحد على حسب احتياجاته، وأن يراعوا الزمان والمكان فيما يقدمونه فما يحتاجه العربى قد يختلف فى بعض الجوانب عما يحتاجه الأوربى، والأسيوى، والأفريقى فلكل بيئة ظروفها، وواقعها المختلف، وما كان صالحا منذ السبعينات ليس بالضرورة أن يكون صالحا فى وقتنا هذا فالوقع يتغير، والحياة تتجدد ولكل جديد فقهه وفتاواه التى لا تخالف أصلا من أصول الشريعة، وأحيى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يدرك قيمة هذه الإذاعة، ودورها المهم فى تشكيل عقل ووجدان المسلمين فى كل مكان، فأوْلاها عنايته واهتمامه حتى تكون أكثر تأثيرا، وإن الموقع العالمى سيزيد من هذا التأثير وسيساعدها كثيرا فى تقديم الصورة الصحيحة للإسلام للبشرية جمعاء.