فى الحومة
غزة وسردية التهجير
٧٠٧ أيام وغزة ترزح تحت نيران الحرب وأتون المعركة فى مسلسل مستمر لحرب إبادة جماعية وتطهير عرقى وقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين من الأطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمدارس وملاحقة المسعفين وتدمير البنية التحتية وتجويع أهل غزة ومحاصرتهم ومنع المساعدات الغذائية والدوائية والطبية عنهم بغلق كافة المنافذ بهدف إجلاء الشعب وتهجيره قسرا وطوعا، وأصبحت خطة التهجير تعمل بوتيرة سريعة وبمنهجية يستخدم فيها الكيان الغاصب كل السبل والمناورات والخداع لتحقيق هدفه، ومن هنا صار خطر التهجير ماثلا للعيان ويستمر التصعيد على كافة الأصعدة فإعلان وزير حرب الكيان الغاصب أن أبواب جهنم قد فتحت فى مدينة غزة يبدأ جيش الاحتلال فى استهداف أبراج غزة بمقولة إن هذه البنايات قد أقامتها حماس لتنفيذ هجمات ضد قواته، واستمرت فصول تلك الماسأة التى يعيشها أهل غزة ففى الأيام الماضية كان التركيز على أشده بقصف الأبراج والخيام ومنازل النازحين فى غرب المدينة ويرتفع عدد القتلى والمصابين والمفقودين ويلحق الدمار والتشريد القسرى وتزداد المعاناة ولا يجد الأهالى مأوى آمنًا لهم وبالطبع فإن تدمير برج واحد يستتبع دمار مئات المنازل المجاورة ووفقا لبعض التقديرات فإنه فى هذا الأسبوع قد فرّ حوالى ٧٠ ألف فلسطينى نحو الجنوب، إنها حياة لا يمكن احتمالها بين الركام والأنقاض وعدم وجود مياه الكهرباء وهددت دولة الكيان الغاصب بضم الضفة الغربية المحتلة فى حال اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين.
وعلى الصعيد السياسى أعلن «ترامب» أن «الجميع يريد عودة الرهائن إلى ديارهم، الجميع يريد إنهاء الحرب، وافق الإسرائيليون على شروطى وحان الوقت لحماس لقبولها أيضا لقد حذرت حماس من عواقب عدم قبولها هذا تحذيرى الأخير ولن يكون هناك أى تحذير آخر»، ومن جانبها أعلنت حماس أنها مستعدة للجلوس فورا على طاولة المفاوضات لمناقشة إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب وانسحاب كامل من قطاع غزة وتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة قطاع غزة، وفى الحقيقة هناك مخطط أمريكى بوضع أراضى القطاع تحت الإدارة الأمريكية لمدة عشر سنوات لتحويلها إلى مركز سياحى وتكنولوجى على أن يحصل أولئك الذين يوافقون على المغادرة على ٥٠٠٠ دولار نقدا، ولما كان موقف مصر رافضا لفكرة التهجير القسرى أو الطوعى وأن معبر رفح مُخصص لدخول الأفراد والمساعدات إلى غزة ولن يكون معبرا للتهجير القسرى للفلسطينيين وأن مصر لن تساهم فى أى ظلم يلحق بالشعب الفلسطينى ولن تساهم فى ترحيله، مما أدى إلى شن حملة على مصر، فصرح رئيس حكومة الحرب بأن مصر تفضل سجن سكان غزة الراغبين فى مغادرة منطقة الحرب وفى اجتماع لقادة حماس بالدوحة تطلق دولة الكيان الغاصب هجوما صاروخيا على مكتب قادة حماس والوفد المفاوض برئاسة خليل الحية وزاهر جبارين وغازى حمد وباسم نعيم وخالد مشعل، وأنه تم إبلاغ الإدارة الأميركية بالعملية التى أطلق عليها قمة النار، وهذا الهجوم يعتبر تعديا صارخا على سيادة دولة عضو فى الأمم المتحدة وراعية للتفاوض ومن المؤكد أن الهدف من هذه العملية ليس اغتيال قادة حماس بل هو قطع الطريق على وقف الحرب واستمرار الإبادة الجماعية لتحقيق التهجير القسرى لأبناء الشعب الفلسطينى وأهل غزة على وجه التحديد، وألم يأنِ للدول العربية أن تدرك أن الأمن القومى العربى فى خطر شديد بسبب الفرقة وأن التحديات جسام والمخاطر كبرى ولا منأى منها إلا بوحدة عربية خالصة ولا وقت للتشرذم وإحياء نعرات بالية وهى من صناعة بروتوكولات حكماء صهيون، أفيقوا من سباتكم العميق فلقد أصبحت السيطرة على الشرق الأوسط من أولويات أمريكا التى تقود العالم منفردة وأن الحليف الوحيد والاستراتيجى لها هو دولة الكيان الغاصب التى قامت بضرب خمس دول عربية فى اليومين الماضيين؛ فلسطين وسوريا ولبنان وقطر واليمن وللحديث بقية.