بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ: ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﺗﻔﺎﺟﺊ »ﺗﺮاﻣﺐ« ﺑﻬﺠﻮم اﻟﺪوﺣﺔ

بوابة الوفد الإلكترونية

 

رجل البيت الأبيض بين «افعل ما تشاء يابيبي» و«تراجع غامض»

دبلوماسى أمريكى يكشف ارتباك إدارته فى إدارة الحرب

باحث: تنسيق خفى بين واشنطن وتل أبيب و«إنكار معقول» يبرر الضربة الإسرائيلية

 

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الضوء على الضربة الجوية الإسرائيلية التى استهدفت الدوحة هذا الأسبوع، والتى كشفت عن توتر جديد فى العلاقة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بعدما تبين أن واشنطن لم تتلق أى إخطار مسبق بالهجوم.

وقالت الصحيفة إن ترامب نفسه أقر بأنه علم بالعملية العسكرية من الجيش الأمريكى وليس من نتنياهو، رغم أنه يصفه باستمرار بأنه «الصديق الأقرب» وحليفه الأبرز فى الشرق الأوسط. وأوضح ترامب: «كنت مستاءً للغاية من الأمر، مستاءً من كل جانب. علينا استعادة الرهائن، لكننى مستاء جدا من الطريقة التى سارت بها الأمور».

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هذه ليست المرة الأولى التى يفاجأ فيها البيت الأبيض بخطوات إسرائيلية أحادية. ففى يونيو الماضى، شنت إسرائيل حربا استمرت 12 يومًا ضد إيران دون إنذار مسبق، لتثير ارتباكا فى واشنطن قبل أن ينضم ترامب لاحقا إلى ما وصفه بـ«حملة ناجحة». وأضافت أن نتنياهو بات يدرك أن أقصى ما يمكن أن يصدر عن الإدارة الأمريكية فى مثل هذه المواقف هو احتجاج غاضب سرعان ما يتلاشى بلا عواقب.

الهجوم الأخير فى قطر استهدف قيادة لحركة حماس، وتم استخدام أسلحة أمريكية فى تنفيذه، بحسب مسئولين مطلعين نقلت عنهم الصحيفة. ورغم محاولة ترامب النأى بنفسه عن القرار، فإنه بدا فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعى وكأنه يجمع بين توبيخ نتنياهو والإشادة به فى الوقت نفسه، حيث كتب: «كان هذا قرار اتخذه رئيس الوزراء نتنياهو، وليس قرارا اتخذته أنا»، مضيفاً أن «القصف الأحادى داخل دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة لا يخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا»، لكنه وصف القضاء على حماس بأنه «هدف جدير بالاهتمام».

فيما عبّر ترامب عن انزعاج خاص من أن الهجوم وقع فى قطر، التى لعبت دوراً أساسياً فى الوساطة بين إسرائيل وحماس، مؤكدًا أنه طمأن رئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى بأن «مثل هذا الأمر لن يتكرر على أراضيهم».

ورأت الصحيفة أن هذه الحادثة تعكس ارتباكا فى مقاربة ترامب لحرب غزة. فبعد أن تعهد بإنهاء الحرب سريعا عقب فوزه بالانتخابات وعودته إلى البيت الأبيض، بدت استراتيجيته متأرجحة بين مهل غير محددة، وتهديدات غامضة، ورسائل متناقضة حول كيفية تمكين إسرائيل من تحقيق هدفها فى تدمير حماس.

ونقلت نيويورك تايمز عن خالد الجندى، الباحث الزائر فى مركز الدراسات العربية بجامعة جورج تاون، قوله إن ما يحدث على الأرض يكشف أن «الاستراتيجية الأمريكية لا تتجاوز فى جوهرها عبارة كل ما يريده نتنياهو». وأشار إلى أن الإدارات السابقة، ومنها إدارة الرئيس السابق جو بايدن الذى ارتبط بعلاقات وثيقة مع نتنياهو، حاولت على الأقل وضع «خطوط حمراء» شكلية، حتى لو اقتصرت على الإدانة الخطابية أو وقف تسليم الأسلحة لفترة وجيزة. لكن «الجندى» لفت إلى أن ترامب «لا يملك أى خطوط حمراء على الإطلاق».

وفى مواجهة أسئلة حول ما إذا كانت هناك عواقب سياسية لنتنياهو بعد هذه الضربة، امتنعت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، عن الإجابة المباشرة، مكتفية بالقول إن ترمب يعتبر الضربة «فرصة للسلام». ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله إنه تحدث مع نتنياهو الذى أكد له أنه «يريد صنع السلام»، لكن الضربة جاءت فى توقيت بالغ الحساسية، إذ كانت قيادة حماس تجتمع فى الدوحة لمناقشة مقترح لوقف إطلاق النار دعمه ترامب نفسه قبل أيام.

ورجّح بعض المحللين الذين استطلعتهم نيويورك تايمز أن تكون الولايات المتحدة قد حصلت على إنذار مسبق بطريقة أو بأخرى، نظرا لوجود قواعد عسكرية لها فى قطر. وقال ستيفن كوك، الباحث البارز فى مجلس العلاقات الخارجية، إن «هناك احتمالاً قويا لوجود مستوى من التنسيق أعمق مما يريد البيت الأبيض الكشف عنه الآن»، مضيفًا أن إسرائيل غالبا ما تتحرك وفق القاعدة المعروفة: «من الأفضل الاعتذار بدلًا من طلب الإذن».

الصحيفة أعادت التذكير بأن الشرارة الأساسية للحرب اندلعت فى 7 أكتوبر 2023، عندما هاجمت حماس إسرائيل وأوقعت نحو 1200 قتيل، ما أدى إلى اندلاع حرب واسعة فى غزة تسببت باستشهاد أكثر من 60 ألف فلسطينى بينهم آلاف الأطفال، بحسب مسؤولى الصحة المحليين، فى حين لا تميّز الأرقام بين المقاتلين والمدنيين.

وفى ختام تقريرها، نقلت الصحيفة عن جون هيربست، الدبلوماسى الأمريكى السابق والمدير فى المجلس الأطلسى، قوله إن تعامل ترامب مع الحرب اتسم بالتذبذب وعدم القدرة على التنبؤ: «اليوم هو فى مرحلة بيبى افعل ما تشاء، لكن غدا قد يتغير الموقف تماما.