بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ذكرى رحيل رياض السنباطي.. موسيقار "الأطلال" وصاحب أجمل ألحان أم كلثوم

رياض السنباطي وأم
رياض السنباطي وأم كلثوم

تحل اليوم ذكرى وفاة الموسيقار الكبير رياض السنباطي، الذي وُلد في 30 نوفمبر عام 1906، ورحل عن عالمنا عام 1981 عن عمر ناهز 74 عامًا، تاركًا إرثًا موسيقيًا خالدًا في تاريخ الفن العربي.

 

بدايات ومسيرة لحنية ثرية

السنباطي أحد أبرز المجددين في الموسيقى العربية، إذ أضاف للمدرسة الكلاسيكية طابعًا فنيًا مميزًا، وأدخل آلة العود إلى التخت الشرقي، وبدأ رحلته الفنية عام 1935 بلحنه الشهير "على بلد المحبوب وديني" الذي حظي بانتشار واسع.

 

بلغت حصيلة إبداعاته نحو ألف لحن، قدّم منها لأم كلثوم وحدها أكثر من مئتي عمل، تضمنت روائع مثل هجرتك، يا ظالمني، سلو قلبي، لسه فاكر، يا ليلة العيد، وصولًا إلى رائعة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي، التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ الغناء العربي.

خلاف مع كوكب الشرق

ورغم العلاقة الفنية القوية التي جمعته بكوكب الشرق، نشب خلاف بينهما بعد اعتراض أم كلثوم على مقطع من لحن أغنية "يا طول عذابي"، معتبرة أنه يكرر لحنًا سابقًا للقصبجي، ورفض السنباطي تعديل المقطع، لتبدأ قطيعة بينهما استمرت ثلاث سنوات.

لكن سرعان ما عادت المياه إلى مجاريها، بعد وساطة الشاعر أحمد رامي، لتتجدد الشراكة الفنية بينهما بأغنية "فاكر لما كنت جنبي"، التي أعادت للجمهور الاستمتاع بهذا الثنائي الاستثنائي.

تأثير السنباطي على الأجيال الجديدة

لم يقتصر تأثير السنباطي على زمنه فقط، بل امتد ليشكل مصدر إلهام للأجيال الجديدة من الموسيقيين والملحنين العرب، فقد اتسمت أعماله بالجمع بين الأصالة والتجديد، مما جعله نموذجًا يُحتذى في كيفية توظيف الآلات الشرقية والكلمة الشعرية الراقية لخدمة اللحن، وما زالت معاهد الموسيقى العربية تدرّس ألحانه كمرجع رئيسي في بناء القوالب الموسيقية وتطوير الذائقة الفنية لدى الطلاب.

رسّخ رياض السنباطي بفضل موهبته الفريدة، مكانته كأحد أعمدة الموسيقى العربية في القرن العشرين، وجعل من ألحانه مدرسة متفردة خالدة، ما زالت تُلهم الأجيال وتُعيد للأغنية العربية بريقها الأصيل.