3246 عملية قلب مفتوح وقسطرة علاجية مجانية لمرضى الشرقية الأولى بالرعاية

في إنجاز طبي جديد يجسد معاني التكافل والتعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، نجحت مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الشرقية، بالتعاون مع جمعية الأورمان في إجراء 3246 عملية قلب مفتوح وقسطرة علاجية مجانية بالكامل لصالح المرضى غير القادرين من أبناء المحافظة، وذلك في إطار سلسلة من القوافل الطبية الموسعة التي تجوب مراكز وقرى الشرقية.
تأتي هذه المبادرة الإنسانية استجابة لتوجيهات القيادة السياسية الداعية إلى الاهتمام بالفئات الأكثر احتياجًا وتوفير الرعاية الكاملة للأسر الأولى بالرعاية، حيث تحرص محافظة الشرقية على تعزيز التعاون مع الجمعيات الأهلية الكبرى والمؤسسات الخيرية الجادة، من أجل رفع المعاناة عن كاهل المرضى غير القادرين، وإتاحة فرص العلاج المجاني لهم في تخصصات دقيقة مثل جراحات القلب.
وأكد اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أن ما تم إنجازه في محافظة الشرقية يعد امتدادًا لجهود الجمعية المتواصلة منذ سنوات طويلة في دعم القطاع الطبي، وخاصة فيما يتعلق بعلاج أمراض القلب التي تعد من أكثر الأمراض انتشارًا في مصر. وأضاف أن الأورمان حريصة على تقديم خدمات طبية ذات مستوى عالٍ من الجودة وبالمجان تمامًا، في ظل الارتفاع الكبير في تكاليف العلاج والجراحات المعقدة، الأمر الذي يزيد من أعباء المرضى غير القادرين.
وأوضح "شعبان" أن الجمعية تتعاون مع أفضل المؤسسات الطبية المتخصصة في مجال أمراض القلب لإجراء هذه العمليات الدقيقة، سواء للبالغين أو الأطفال، مشيرًا إلى أن الأورمان تستقبل جميع الحالات المرضية، بما في ذلك الأطفال المصابين بعيوب خلقية أو ثقوب في القلب، حيث يتم فحصهم وإجراء العمليات لهم بالقسطرة العلاجية على أيدي أساتذة وخبراء من معهد القلب القومي والقصر العيني وعدد من المستشفيات الجامعية، كما يتم الاستعانة بخبراء أجانب في بعض الحالات المعقدة التي تتطلب تدخلات طبية متقدمة.
ويأتي هذا الإنجاز الكبير في الشرقية ضمن مسيرة حافلة للجمعية على مستوى الجمهورية، إذ أعلنت الأورمان أنها نجحت حتى الآن في إجراء أكثر من 56 ألف عملية قلب مفتوح وقسطرة علاجية مجانية لغير القادرين في مختلف المحافظات، وهو ما يعكس حجم الدور الوطني الذي تقوم به الجمعية في دعم المنظومة الصحية وتقديم يد العون للفقراء والمحتاجين.
ويؤكد هذا التعاون الوثيق بين مديرية التضامن بالشرقية وجمعية الأورمان أن التكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني يمثل ركيزة أساسية في تعزيز الحماية الاجتماعية وتحقيق العدالة الصحية، فبينما تسعى الدولة إلى تطوير الخدمات الطبية الرسمية، يأتي دور الجمعيات الخيرية ليكمل المنظومة من خلال الوصول إلى الفئات الهشة في القرى والنجوع وتقديم العلاج لهم دون مقابل.
ومن المتوقع أن تتواصل هذه الجهود خلال الفترة المقبلة عبر تنظيم المزيد من القوافل الطبية وتوسيع نطاق الاستفادة لتشمل أكبر عدد ممكن من المرضى، بما يساهم في تقليل قوائم الانتظار ويمنح المرضى غير القادرين أملًا جديدًا في حياة صحية أفضل.
وتعكس هذه الجهود في النهاية صورة حضارية لمجتمع يمد يد العون لأضعف فئاته، ويؤكد أن العمل الخيري والتنموي في مصر بات شريكًا أساسيًا في تحقيق التنمية المستدامة، خاصة في مجال الصحة الذي يعد من أولويات الدولة والمجتمع على السواء.