ضربة البداية
الناقد الموظف!!
أكره التعصب الكروى بدرجة كبيرة وأعتبره المسئول الأول عن كل المشاكل والأزمات التى تواجه كرة القدم.. وفى كل مرة نتحدث فيها عن هذه (الآفة) نركز على دور اللاعبين والجماهير وبعض المسئولين بالأندية عن تفاقم هذه الظاهرة.. ولكن آن الأوان أن نطبق نظرية نقد الذات
(ابدأ بنفسك) وأقصد فى هذه السطور كل من ينتمى للإعلام الرياضى بكل أشكاله.. خاصة النقاد الرياضيين.. وإذا كانت كل الهيئات الكثيرة المسئولة عن الإعلام واللجان المهتمة بتصحيح أوضاع الإعلام الرياضى جادة فعليها ان تعالج أخطر الظواهر وهى (الناقد الموظف)..
الأزمة الحقيقية تتمثل فى وجود مجموعة ممن ينتمون إلى المهنة خرجوا عن المسار الطبيعى وتحولوا إلى (موظفين) عند مصادرهم أو مندوبين للنادى فى الجريدة أو الموقع وليس العكس.. وبعضهم أصبح أول همهً إرضاء المصدر مهما كانت العواقب.. ويكتب ما يملى عليه وهو يعلم تماما أن الشطط والتجاوزات وغياب المنطق فى التصريحات مرفوض وأن الناقد الرياضى هو (الفلتر) الأول لتنقية هذه التصريحات التى يعلم جيدا أنها لا تصلح للنشر أو أنها ستزيد الأمور تعقيدًا واشتعالًا وتضاعف حجم التعصب الكروى الذى يتسبب فى كوارث.. ورغم ذلك يكتب وينشر ويدلى بتصريحات إذاعية وتليفزيونية ويتسبب فى أزمات طاحنة فى الملاعب والمدرجات.. بعض هؤلاء للأسف أصبحوا لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية والفائدة التى ستعود عليهم ولا ينظرون إلا بمنظور المصدر الذى يعلم أنهم سينفذون ما يطلبه منهم لأنهم إذا لم ينفذوا تعليماته بحذافيرها سيكون مصيرهم الطرد من (جنته) وسيقطع عيشهم من العمل فى (عزبته الإعلامية) بمختلف فروعها.. هؤلاء للأسف أصبحوا موظفين بكل ما تعنيه الكلمة عند المصادر.. بدليل أنه لا يمكن أن يكتب أى منهم خبرا فيه نقد أو إشارة إلى سلبية بعينها داخل النادى.. كلها أخبار (تطبيل) للمصدر الذى (يسوق فيها) بعد أن يجد كل من حوله لا يقولون له إلا (تحت أمرك).. (طلباتك أوامر).. (صح يا فندم)
بل ويتعدون ذلك إلى إشعال المواقف وكتابة أعمدة تفوح منها رائحة المصلحة والتعصب وإثارة الفتن بين الجماهير ويحاول كل منهم إثبات الولاء للمصدر.. يهللون ويصفقون له ويؤيدونه حتى لو كان على خطأ أو كانت تصريحاته غير منطقية.. والتراشق الذى نراه فى الكثير من المواقف يحتاج لمواجهة جادة من اللجنة المكلفة بضبط إيقاع الإعلام الرياضى..
على الزملاء أن يعيدوا حساباتهم ويعلموا أنهم لا يعملون عند مصادرهم فقد أصبحت نظرية (الناقد الموظف) أمرًا سخيفًا ومسيئًا ويثير الاشمئزاز.. وللأسف من أتحدث عنهم يعرفون أنفسهم.. وأرفض تماما مبرر (لقمة العيش لأن الأمر بالنسبة لهم تخطى مرحلة لقمة العيش وتحول إلى (صينية بقلاوة) يقاتلون من أجل الاحتفاظ بها مهما كلفهم الأمر من تنازلات لتأكيد (الولاء والطاعة).. على لجنة ضبط الإعلام الرياضى أن تكون حاسمة وحازمة للحد من هذه الظاهرة السخيفة التى جعلت النقد الرياضى بعيد تمامًا عن الحياد الذى يعتبر أهم الشروط التى يجب توافرها فى الناقد الرياضى عندما يمسك بالقلم أو يقف امام الكاميرات أو الميكروفون.
[email protected]