الاتحاد الفرنسي يرد على اتهامات باريس سان جيرمان بشأن إصابات ديمبيلي ودوي
شهدت الأيام الماضية حالة من التوتر بين نادي باريس سان جيرمان والاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد إصابة الثنائي عثمان ديمبيلي وديزيريه دوي خلال مشاركتهما مع المنتخب الفرنسي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
النادي الباريسي اعتبر أن الجهاز الفني للمنتخب لم يتعامل باحترافية مع حالة اللاعبين، وهو ما دفع الاتحاد الفرنسي للرد رسميًا على هذه الانتقادات.
خلفية الأزمة
بدأت القصة عقب إصابة ديمبيلي في لقاء فرنسا أمام أوكرانيا والذي انتهى بفوز "الديوك" بهدفين دون رد، حيث أبدى باريس سان جيرمان اعتراضه على إشراك لاعبه رغم عدم جاهزيته الكاملة من الناحية الطبية.
ولم تمر سوى أيام قليلة حتى تعرض ديزيريه دوي لإصابة جديدة، ما زاد من غضب إدارة النادي العاصمي، التي رأت أن المنتخب يتجاهل مصلحة اللاعبين لصالح النتائج السريعة.
رسالة ديالو إلى الخليفي
الاتحاد الفرنسي لم يتأخر في الرد، إذ بادر رئيسه فيليب ديالو إلى مراسلة ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان، لتهدئة الأجواء وتوضيح الموقف.
ووفقًا لتقارير صحفية فرنسية، شدد ديالو في خطابه على أن المنتخب يلتزم بأعلى معايير الجدية والصرامة في التعامل مع الحالة الطبية للاعبين، مؤكدًا أن ما حدث كان أمرًا عارضًا لا يعكس أي إهمال أو تهور من جانب الطاقم الفني.
وأوضح رئيس الاتحاد أن السبب الحقيقي وراء هذه الإصابات يعود إلى ازدحام جدول المباريات سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، وهو ما يضاعف الضغط البدني على اللاعبين ويعرضهم للإرهاق والإصابات المتكررة. وبهذا المعنى، حاول ديالو نقل النقاش بعيدًا عن صدام مباشر مع باريس سان جيرمان، مشيرًا إلى أن مصلحة المنتخب والنادي واحدة وهي الحفاظ على سلامة اللاعبين.
ديشامب يدخل على الخط
من جانبه، علّق المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب على هذه القضية خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق مواجهة أيسلندا في التصفيات.
وقال ديشامب: "أنا مدرب المنتخب ولست مسؤولًا عن البروتوكولات الطبية التي تتحدثون عنها. ما حدث قد حدث، وأنا حزين لإصابة ديمبيلي ودوي، وكذلك لأننا سنفتقد خدماتهما أمام أيسلندا"، في إشارة إلى أن الأمر خارج عن إرادة الجهاز الفني.
وأضاف المدرب الفرنسي: "باريس سان جيرمان ليس خصمًا لنا، ولم يكن يومًا كذلك. نحن نحترم الأندية، حتى وإن تباينت مصالحنا أحيانًا. خصمنا الحقيقي هو أيسلندا في التصفيات، وليس أي نادٍ آخر". بهذه الكلمات، حاول ديشامب إنهاء الجدل سريعًا وإبعاد المنتخب عن أي خلافات قد تؤثر على تركيز اللاعبين في الاستحقاقات المقبلة.
التوازن بين الأندية والمنتخبات
اللافت أن تصريحات ديالو وديشامب جاءت متقاربة في الهدف، حيث أراد الطرفان طي صفحة الخلاف مع باريس سان جيرمان والتأكيد على أن العلاقة بين الاتحاد الفرنسي والأندية يجب أن تقوم على التعاون لا الصراع. فبينما دافع الاتحاد عن نفسه ضد الاتهامات الضمنية، شدد في الوقت نفسه على حرصه على مصلحة جميع اللاعبين، لافتًا إلى أن الإصابات جزء من لعبة كرة القدم، وأن الحل يكمن في إعادة النظر بجدول المباريات المزدحم أكثر من البحث عن طرف لإلقاء اللوم عليه.