هل هناك علاقة بين صحة الأمعاء والحساسية؟ خبير يوضح العلاقة

مع اقتراب مواسم الحساسية، تتجدد معاناة ملايين الأشخاص حول العالم من أعراض حمى القش المزعجة لكن، ما قد لا يعرفه كثيرون هو أن الحل قد يكون في مكان غير متوقع: الأمعاء.
أمعاؤك هي مركز مناعتك
يقول الخبراء إن جهازنا المناعي لا يعمل في عزلة، بل يعتمد بشكل كبير على صحة الأمعاء. إذ تشير الدراسات إلى أن ما بين 70% و80% من الخلايا المناعية في الجسم تتمركز داخل الجهاز الهضمي، وتحديدًا في ما يُعرف بـ"النسيج اللمفاوي المرتبط بالأمعاء" (GALT).
توضح أخصائية التغذية كريستين ستافريديس أن "ميكروبيوم الأمعاء المتنوع والمتوازن يساعد الجسم في التمييز بين التهديدات الحقيقية مثل الفيروسات، والجزيئات غير الضارة مثل حبوب اللقاح، ما يقلل من شدة الأعراض التحسسية".
صحة الميكروبيوم تؤثر على الاستجابة المناعية
الميكروبيوم، وهو مجموعة الكائنات الدقيقة التي تعيش في الأمعاء، يلعب دورًا محوريًا في تنشيط أو تهدئة الجهاز المناعي. ويشير الدكتور آدم بيرلمان إلى أن نقص بعض أنواع البكتيريا النافعة، مثل Akkermansia muciniphila أو Clostridium butyricum، يؤدي إلى ضعف حاجز الأمعاء وتسرب مكونات قد تثير ردود فعل مناعية غير ضرورية.
هل يمكن لنظامك الغذائي أن يخفف من أعراض الحساسية؟
الإجابة: نعم. تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والبريبايوتيك والألياف يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا.
وتعزز أطعمة مثل الكيمتشي، الكفير، والكومبوتشا نمو البكتيريا المفيدة، مما يُحسن صحة الأمعاء ويقوّي جهاز المناعة.
ومع تناول نوع واحد فقط من الأطعمة المخمرة يوميًا يمكن أن يُقلل الالتهابات ويُحسّن توازن الاستجابة المناعية، بحسب الدراسات. ولا تقل الألياف أهمية، إذ تُغذي البكتيريا المفيدة وتُعزز تنوع الميكروبيوم، وهو ما يدعم دفاعات الجسم.
نصائح لتقوية المناعة من خلال الأمعاء
- احرص على تناول أطعمة مخمرة يوميًا مثل الكفير أو الزبادي أو الكيمتشي.
- أضف الألياف إلى نظامك الغذائي من خلال الفواكه، الخضروات، البقوليات، والحبوب الكاملة.
- راقب مستويات التوتر لديك، إذ أن التوتر يؤثر بشكل مباشر على محور الدماغ-الأمعاء، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض التحسسية.
- استشر أخصائيًا قبل تناول البروبيوتيك، خاصةً إذا كنت تعاني من أمراض مناعية أو مشكلات هضمية مزمنة.
- اتبع روتينًا يوميًا لتقليل التعرض لحبوب اللقاح، مثل تغيير الملابس بعد العودة للمنزل، وغسل الوجه، وتنظيف الأنف بمحلول ملحي.
هل يمكن الشفاء تمامًا؟
صحيح أن تغيير النظام الغذائي وحده لا يُعد علاجًا نهائيًا، خاصة في حالات الحساسية الشديدة أو الأمراض المزمنة، لكنه يمكن أن يقلل الأعراض بشكل كبير ويدعم جهازك المناعي.
تتبع الأعراض اليومية ومدى تحسّنها بعد تعديل النظام الغذائي يُعد وسيلة فعالة لتقييم تحسن ميكروبيوم الأمعاء، خصوصًا في موسم الحساسية.
ولا تعتبر صحة أمعائك مجرد مسألة هضم، بل بوابة لصحة جهازك المناعي بالكامل. وإذا كنت ممن يعانون من حمى القش أو غيرها من أنواع الحساسية، فإن العناية بميكروبيومك قد تكون الخطوة الأولى نحو حياة أكثر راحة وعافية.