الأمير هاري يعود إلى وندسور لتكريم ذكرى جدته الملكة إليزابيث الثانية

في أول ظهور له في المملكة المتحدة منذ خمسة أشهر، قام الأمير هاري، دوق ساسكس، بزيارة مفاجئة وعاطفية إلى كنيسة سانت جورج في قلعة وندسور لإحياء الذكرى الثالثة لوفاة جدته الملكة إليزابيث الثانية. 

وجاءت الزيارة مباشرة بعد وصوله إلى مطار هيثرو صباح اليوم، في رحلة استغرقت 11 ساعة من مقره في مونتيسيتو، كاليفورنيا.

بحسب مصادر مطلعة، حرص الأمير على التوجه فورًا إلى قبر جدته الراحلة، تقديرًا لمكانتها الخاصة في حياته، في خطوة تحمل دلالة رمزية على استمرار ارتباطه بالأسرة المالكة رغم الخلافات العلنية التي شابت علاقته بعدد من أفرادها.

توتر العلاقات وتكهنات بلقاء مرتقب

ورغم قرب المسافة، لم تُسجّل أي مشاركة للأمير هاري في الفعالية التي أقامها شقيقه الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون في سونينجديل لإحياء المناسبة ذاتها، ما يعكس استمرار التباعد بين الشقيقين.

لا تزال احتمالية لقاء الأمير هاري بوالده الملك تشارلز الثالث قائمة، رغم عدم وجود إعلان رسمي عن موعد محدد. وبحسب مصادر مقربة من القصر، فإن الاجتماع بين الطرفين "ليس مستبعدًا"، خاصة مع رغبة هاري المعلنة في رؤية والده أثناء تواجده في البلاد.

يُذكر أن آخر لقاء بين الأب وابنه جرى في فبراير الماضي، عقب إعلان إصابة الملك بالسرطان، حين سافر هاري على وجه السرعة للقاء والده.

زيارة الأطول منذ رحيل الملكة

من المقرر أن تستمر زيارة الأمير هاري لمدة أربعة أيام تتخللها مشاركات رسمية، أبرزها حضور حفل توزيع جوائز WellChild.

وتعد هذه الزيارة هي الأطول له في بريطانيا منذ وفاة الملكة عام 2022، وتسود أجواء من الترقب في الأوساط الملكية والإعلامية حول إمكانية تمديد إقامته لحضور جنازة دوقة كينت، وسط غياب أي تأكيد رسمي بشأن ذلك.

صمت القصر ومؤشرات للمصالحة

فيما يواصل قصر باكنجهام التزامه الصمت بشأن لقاء محتمل بين هاري والملك تشارلز، يرى مراقبون أن هذه الزيارة قد تمثل بوابة لإعادة بناء الجسور، لا سيما في ظل تقارير متزايدة تشير إلى أن العلاقة بين الطرفين بدأت بالتحسن مؤخرًا.

في المقابل، تبدو فرص المصالحة بين هاري وشقيقه الأمير ويليام "ضئيلة للغاية"، بحسب خبراء ملكيين يرون أن الهوة بين الأخوين لا تزال عميقة رغم مرور الوقت.

إرث الملكة في قلوب العائلة

وفي سياق إحياء الذكرى، نشرت العائلة المالكة صورة مؤثرة للملكة الراحلة عبر حساباتها الرسمية، مرفقة بتعليق بسيط: "في ذكرى الملكة إليزابيث الثانية، 1926 - 2022".

 كما شارك الأمير ويليام ذكرياته الشخصية مع جدته خلال زيارة لمعهد المرأة في بيركشاير، تحدث فيها عن شغفها بالخيول، وابتسامتها التي لا تُنسى.

خلف الكواليس.. هاري والملكة وهاتف سري

في تطور لافت، كشفت مذكرات كبير خدم العائلة الملكية السابق بول بوريل عن أن الأمير هاري سبق أن أهدى جدته هاتفًا محمولًا سريًا يتيح له التواصل معها مباشرة، بعيدًا عن القيود والبروتوكولات الرسمية. 

وتعكس هذه الخطوة، التي لم تكن معروفة من قبل، عمق العلاقة الخاصة التي ربطت دوق ساسكس بالملكة الراحلة.

ختام الزيارة مفتوح على احتمالات

بين الحنين إلى الجدة الراحلة، والتساؤلات حول مصير علاقته بأفراد العائلة المالكة، يبقى الأمير هاري تحت الأضواء خلال هذه الزيارة البريطانية. فهل ستكون بداية صفحة جديدة، أم مجرد محطة عابرة في علاقة لا تزال متوترة؟ الأيام القليلة القادمة قد تحمل الإجابة.