بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

روبلوكس تشدد الرقابة.. ضوابط عمرية جديدة لحماية المستخدمين الصغار

روبلكس
روبلكس

في خطوة تهدف لتعزيز السلامة الرقمية، أعلنت شركة روبلوكس الأمريكية، المطورة للعبة الشهيرة التي تحمل نفس الاسم، عن خطط لتوسيع آليات التحقق من الأعمار لجميع المستخدمين الذين يستخدمون ميزات الاتصال داخل المنصة، وذلك قبل نهاية العام الجاري.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الانتقادات بشأن افتقار اللعبة لإجراءات حماية فعّالة للمستخدمين القاصرين.

وأكد مات كوفمان، رئيس قسم السلامة في الشركة، أن روبلوكس ستقوم بالجمع بين تقنيات تقدير العمر والتحقق من الهويات الرسمية، إلى جانب الحصول على موافقة أولياء الأمور، بهدف إنشاء نظام جديد يُقيّد التواصل بين البالغين والقُصّر إلا في حال وجود علاقة معرفة سابقة في العالم الواقعي.

اتهامات قانونية وضغط مجتمعي متزايد

تواجه اللعبة، التي يستخدمها يوميًا قرابة 100 مليون شخص حول العالم، اتهامات متكررة بالإخفاق في حماية صغار السن، الذين يُشكلون حوالي 40% من قاعدة مستخدميها في عام 2024. وفي أغسطس الماضي، رفعت ولاية لويزيانا الأمريكية دعوى قضائية ضد الشركة، متهمة إياها بتسهيل الاستغلال الجنسي للأطفال، وتوزيع مواد اعتداء جنسي عبر المنصة.

وفي العام الماضي، اتهمت شركة Hindenburg Research روبلوكس بأنها ضخّمت أرقام المستخدمين النشطين، وفشلت في منع الاستغلال الجنسي من قبل مستخدمين بالغين، وهو ما نفته الشركة، لكنها بدأت بعدها سلسلة من الإجراءات لزيادة الرقابة الأبوية وتحسين تصنيف المحتوى داخل اللعبة.

تحديات عالمية في تنظيم المحتوى الرقمي

تأتي هذه التحركات في وقت تتجه فيه العديد من الحكومات إلى تشديد الرقابة على المنصات الرقمية. ففي بريطانيا، أصبح من الإلزامي على منصات الألعاب ومواقع التواصل تطبيق ضوابط عمرية صارمة وفقًا لقانون السلامة على الإنترنت، بينما تعكف دول أوروبية مثل فرنسا على اختبار أدوات رقمية جديدة للتحقق من السن قبل السماح بالوصول إلى محتوى مخصص للبالغين.

روبلوكس بين الإبداع والرقابة

تعتمد روبلوكس على نموذج فريد يسمح للمستخدمين بإنشاء ألعابهم الخاصة ومشاركتها مع الآخرين، ضمن تجارب تتنوع بين الألعاب الترفيهية، والسباقات، والحفلات الموسيقية التفاعلية، وحتى ألعاب القتال. هذا الانفتاح في المحتوى منح المنصة شهرة واسعة، لكنه في الوقت ذاته أثار تساؤلات جدية حول مدى الرقابة على ما يُنشر ويُعرض للصغار.

ويبدو الضغوط المتزايدة من الرأي العام والجهات التنظيمية أنها تدفع روبلوكس لإعادة النظر في أولوياتها، وسط بيئة رقمية تتطلب موازنة دقيقة بين الإبداع والخصوصية والسلامة.