بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كلمة حق

المنظومة الصحية والتحركات الرئاسية

أول أمس الأحد شرعت فى كتابة مقالى الأسبوعى، وللأمانة وبصدق كنت فى غاية الحزن والألم مما وصلت إليه الحالة المتدنية للمنظومة الصحية بكل آليتها، الحكومية سواء مستشفيات وزارة الصحة أو مستشفيات الأمانه أو التأمين الصحى، وكذا المستشفيات الجامعية وأخيراً مستشفيات القطاع الصحى الخاصة. لقد كانت عبارات المقال جميعها صرخات من هذا التردى الذى وصلت إليه هذه المنظومة المهمة والضرورية، الضرورية لى ولك وكل مواطن مصرى قد يتعرض لحادث أو مكروه، لا قدر الله، وقد زاد من ألمى وانفعالى تلك التصريحات التى صدرت عن السيد وزير الصحة والتى جاءت مخيبو للآمال رداً من سيادته على التقصير فى تقديم المستشفيات العامة والخاصة لخدمات الطوارئ للمواطنين والتى شاهدناها فى وفاة الإعلامية عبير الأباصيرى بمستشفى الهرم العام، ونشاهدها يومياً فى آلاف الحالات التى تماثل حالة الإعلامية عبير الأباصيرى، أتلقاها يومياً من مئات المواطنين الذين لم يقدر لهم أن يكونوا فى مكانة أو شهرة تلك السيدة، راغبين منى التدخل، لتمكينهم من حقوقهم فى تلقى العلاج عبر الطوارئ، أو محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأمام تلك الحالة النفسية التى كنت أمر بها فوجئت بخبر انتشلنى مما أنا فيه وسرعان ما مزقت المقال، ليس لمجاملة أو مواربة، لا سمح الله، ولكننى بكل صدق قبل نهاية سطورى تفاجأت ببيان المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، يستعرض لقاء فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة.
ما لفت انتباهى سرعة تعاطى سيادته مع الأمر وقوة توجيهات الرئيس بضرورة القضاء على قوائم الانتظار، توفير العلاج للحالات الحرجة والطارئة وتسريع إجراءات استقبال الحالة ووصول الخدمات الطبية إلى مستحقيها والفئات المستحقة والمستهدفة. فى هذه اللحظة، تأكدت وبصدق من معانى الحديث الشريف (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) وهو المنهج الذى يسير عليه السيسى، فتحرك الرئيس كان سباقاً على أقلامنا، وأفكارنا لأن لديه مسئولية كبيرة أمام شعبه ومسئولية أكبر أمام ربه.
فالمنظومة الصحية وإن كنت أقول وبكل بوضوح إنها فى احتياج شديد إلى إعادة هيكلة فإن إداء هذا التدخل حتماً ستتغير وحتماً لن تستمر هكذا، فلدينا رئيس لا يرحم ولا يسامح فى أى تقصير، ففى كل مناسبة نجد الرئيس عبدالفتاح السيسى يؤكد حرصه على تطوير المنظومة الصحية فى مصر باعتبارها أحد أهم ركائز العدالة الاجتماعية وحق المواطن فى حياة كريمة، والتأكيد على أن الدولة لن تسمح باستمرار تأجيل العمليات الجراحية أو تعطيل حصول المواطنين على العلاج اللازم، لاسيما فى التخصصات الدقيقة مثل القلب والأورام والكبد.
كما أوصى سيادته بضرورة توفير العلاج للحالات الحرجة والعاجلة على الفور، دون أى تعقيدات إدارية أو بيروقراطية قد تؤخر التدخل الطبى، خاصة وإن الهدف النهائى هو وصول الخدمات الصحية إلى مستحقيها من الفئات الأكثر احتياجاً، مع ضمان توزيع عادل للموارد الطبية على مستوى الجمهورية، وعدم ترك أى مواطن يعانى بسبب نقص الإمكانات أو تعقيدات إدارية.
سيادة الرئيس كلمات الشكر لا توفيك حقك، فاجرك على الله الواحد الديان، ولدينا ثقة وتفاؤل بأن هذا المرفق، سيطاله التغير حتما لا محالة، طالما أن هناك إرادة صادقة من القيادة السياسية لوصول الخدمات الصحية إلى مستحقيها من الفئات الأكثر احتياجا، أوقن أنه بعد هذه التوجيهات الصارمة من رأس الدولة ستدخل على كل من أفزعهم وفاة المرحومة عبير الأباصيرى نتيجة الإهمال والمنتشرين فى ربوع الوطن الكثير من الطمأنينة والشعور بأن الدولة تراهم وتعمل على إراحة قلوبهم حتى وإن لم يشاء قدرهم بأن يكونوا على قدر وشهرة السيدة عبير، كما أوقن أن الردع الخاص الذى ناله مستشفى الهرم سيصل أثره كردع عام لكل مستشفيات وزارة الصحة.

وللحديث بقية مادام فى العمر بقية 
المحامى بالنقض 
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ