البلح ..محصول استراتيجى
فى مثل هذه الأيام من كل عام تتفجر أزمة فى محافظة الوادى الجديد المنتج الأكبر للبلح فى مصر وربما فى منطقة الشرق الاوسط بوجود ما يقرب من ثلاثة ملايين ونصف نخلة تقريبا على أرض المحافظة بخلاف مشروع قومى أطلقته الدولة مؤخرا لانتاج التمور فى الوادى الجديد.
والأزمة باختصار أن سعر هذا المحصول الذى يعد عماد اقتصاد ٩٥% من المواطنين بالمحافظة ، خاضع لسعر السوق وليس مسعر رغم أهميته الكبرى ليس للمزارعين فحسب بل لاقتصاد الدولة حيث يتم تصدير كميات كبيرة جدا للخارج وينافس بلح الوادى الجديد كل انواع البلح المنتجة فى منطقة شبه الجزيرة العربية لا سيما فى العراق والسعودية أو منطقة شمال افريقيا.
ونظرا لعدم وجود سياسة تسويقية للمحصول ، تحدث العديد من المضاربات من كبار التجار فضلا عن الاحتكار وغيرها من أساليب السوق التى تضر بسعر المحصول وتعرض المزارعين للخسارة.
وبسبب بعد المحافظة عن العاصمة ومنافذ البيع والتسويق والتصدير ، يضطر المزارعون للرضوخ لما تمليه عليهم ألاعيب التجار.
المحافظة من جانبها حاولت كثيرا لإيجاد آلية لضمان سعر مرضى للمحصول والسعى لتسويقه سواء عن طريق الجمعية التعاونية الزراعية التى تجمع النسبة الأكبر من المحصول أو عن طريق المصانع التى تملكها المحافظة أو إقامة المعارض داخل وخارج المحافظة وابتكار أساليب تسويق جديدة ، إلا أن هذه الجهود لم تكن كافية لضرب الأسعار وتعريض المزارعين للخسائر.
ربما يتحسن الوضع عاما بعد عام وتتحسن الأسعار فى ظل غلاء معظم السلع ، ولكن يظل الأمر بلا رؤية أو منهج ثابت وفعال لتسويق هذه السلعة والتعامل معها بما تستحق.
وهنا اقترح أن يتم معاملة محصول البلح باعتباره محصولا استراتيجيا مثله مثل القمح والقطن وتتولى الحكومة تسعيره وتسويقه وشراءه من المزارعين بخطة واضحة ومحددة وتشجيع المنتجين على زيادة الانتاج
ربما لا يدرك الكثيرون ممن يعيشون خارح المحافظة أهمية الأمر ويعتبرون كلامنا مبالغة ، ولكن إذا ادركوا أن هذا المحصول هو مصدر دخل رئيسى لغالبية سكان المحافظة سيقدرون الأمر.