بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

في يومها العالمي.. الأزهر للفتوى: محو الأمية ضرورة حضارية

بوابة الوفد الإلكترونية

 في اليوم العالمي لمحو الأمية، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إن الارتقاء بالمجتمعات تعليميًا ومعرفيًا، والعمل على محو الأمية فيها، يُعد من أهم الخطوات الفارقة نحو تقدمها وريادتها وبناء حضارتها، مؤكدًا أن الأمية تقف حائلًا أمام النهضة والتطور، وأن محاربتها مسؤولية دينية وإنسانية وحضارية في آنٍ واحد.

الإسلام.. دعوة أولى إلى العلم:

 شدّد المركز على أن اهتمام الإسلام بالعلم جاء منذ اللحظة الأولى لبعثة النبي محمد ﷺ، حيث كان أول أمرٍ إلهي نزل عليه قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ﴾ [العلق: 1]. وهذه البداية الربانية تعكس عظمة العلم وأهميته في حياة الفرد والمجتمع.

 وأوضح أن السنّة النبوية زاخرة بالأحاديث التي تبرز مكانة العلم، ومن أبرزها قوله ﷺ:
«من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة» [رواه مسلم].
وهذا الحديث يُجسد قيمة طلب العلم باعتباره عبادة وطريقًا إلى رضوان الله.

محو الأمية.. مسؤولية جماعية:

 وأكد المركز أن القضاء على الأمية لا يتحقق بجهود فردية فحسب، وإنما يتطلب تضافر المجتمع بمؤسساته وأفراده، انطلاقًا من مبدأ «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».

 فالأمية ليست عجزًا عن القراءة والكتابة فقط، وإنما هي عجز عن المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع وصياغة مستقبله.

وأضاف أن محو الأمية خطوة عملية نحو تمكين الإنسان من حقوقه الأساسية، وإكسابه القدرة على الإسهام في نهضة وطنه، وتطوير حياته، والاندماج في عالم سريع التغيّر.

 

البُعد الديني والحضاري:

 يرى الأزهر أن محو الأمية ليس مجرد قضية تعليمية بحتة، بل هو قضية حضارية ذات بُعد ديني، لافتًا إلى أن الإسلام رفع مكانة العلماء فوق العابدين، فقال النبي ﷺ:«فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب» [رواه أبو داود والترمذي].

طريق نحو التقدم:

 أوضح المركز أن الدول التي وضعت برامج جادة لمحو الأمية شهدت نهضة شاملة في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن القراءة والكتابة هما البوابة الأولى لاكتساب المهارات، والتعامل مع التقنية الحديثة، والمشاركة في بناء الاقتصاد القوي، ومواجهة تحديات العصر.

 وفي اليوم العالمي محو الأمية، جدد المركز دعوته إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية لتحقيق هذا الهدف النبيل، حتى يسير المجتمع بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق يليق بأبنائه وأجياله القادمة.
 

جهود محو الأمية: 

 ورغم الجهود العالمية، ما زال التحدي قائمًا؛ إذ تشير تقارير اليونسكو إلى أن أكثر من 739 مليون بالغ حول العالم لا يجيدون القراءة والكتابة، يشكل النساء ثلاثة أرباعهم.

 أما في مصر فقد ارتفع معدل محو الأمية بين البالغين إلى نحو 74.5% عام 2022، بينما بلغت النسبة بين الشباب (15–24 سنة) 92.2%، مما يعكس تحسنًا ملموسًا لكنه يحتاج إلى استمرار البرامج الجادة لسد الفجوة، خاصة بين النساء وكبار السن في المناطق الريفية.

 كما لفتت الدراسات الحديثة إلى أن الأمية لم تعد تقتصر على القراءة والكتابة فقط، بل ظهرت «الأمية الرقمية» في ظل التحول التكنولوجي السريع، وهو ما يستدعي تطوير برامج التعليم لتشمل المهارات الرقمية الأساسية، بذلك يصبح القضاء على الأمية، بمفهومها التقليدي والحديث، مسؤولية وطنية وإنسانية كبرى، وخطوة أولى نحو نهضة المجتمعات ورقيها.