بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اكتشاف أحفوري نادر لدب يكشف أن الرومان كانوا يقاتلون الدببة في الساحات

الدببة
الدببة

دب بني .. في اكتشاف فريد من نوعه، قدم علماء في صربيا أول دليل أحفوري مباشر على مشاركة الدببة في معارك المصارعة الرومانية، إذ عُثر على جمجمة دب بني تعود إلى نحو 1700 عام، وقد أظهرت بوضوح آثار ضربة عنيفة في مقدمة الرأس. 

ووفقًا للخبراء فإن هذه الإصابة تكون ناتجة عن ضربة رمح خلال نزال داخل المدرج الروماني في مدينة فيميناسيوم، إحدى أبرز المستوطنات العسكرية في صربيا القديمة.

مدرج فيميناسيوم: ساحة موت تتسع لـ12 ألف مشاهد

كانت فيميناسيوم مدينة رومانية محصنة، وتضم مدرجًا بيضاوي الشكل يتسع لآلاف المتفرجين. بني المدرج ليكون مسرحًا لعروض عنيفة تجمع البشر والحيوانات المفترسة، في مشاهد ترفيهية دموية كان الرومان يقبلون عليها بشغف، أشبه بمباريات كرة القدم في العصر الحديث.

الدماء والعدوى أنهت حياة الدب المحارب

بحسب الدراسة التي نشرت في مجلة Antiquity، فإن الدب، وهو ذكر في السادسة من عمره، تعرض لكسر في العظم الأمامي، يُرجّح أنه نتيجة ضربة رمح أثناء المعركة. وأوضح الباحث نيمانيا ماركوفيتش أن الإصابة لم تكن مميتة فورًا، لكن عدوى تالية أعاقت التئام العظم وأدت إلى التهاب العظم، ما تسبب في نفوق الحيوان بعد معاناة طويلة.

كما كشف التحليل المخبري عن تآكل حاد في الأنياب، يشير إلى أن الدب كان في الأسر لفترة طويلة، ربما سنوات، وكان يعض قضبان قفصه الحديدي، ما يعزز فرضية مشاركته المتكررة في العروض الرومانية.

ترفيه دموي بحيوانات مفترسة

كانت العروض التي أقيمت في الصباح تتضمن صيد الحيوانات ومواجهات مباشرة بين البيستياري، مقاتلين متخصصين في قتال الوحوش، وبين الحيوانات المفترسة، مثل الأسود والفهود والدببة والثيران. ولم يكن المصارعون التقليديون، الذين يقاتلون بعضهم البعض، هم الوحيدين في الساحة.

اللوحات الفسيفسائية والنقوش القديمة، مثل تلك المكتشفة في ألمانيا وإنجلترا، دعمت من قبل وجود مثل هذه العروض، لكنها لم تكن كافية لتأكيد مشاركة الدببة البنية حتى جاء هذا الدليل الأحفوري ليوثق القصة من عظامها.

الدببة في روما: من الأداء إلى الإعدام

بالإضافة إلى كونها جزءًا من العروض القتالية، كانت الدببة تُستخدم في تنفيذ الإعدامات العلنية. وتُشير النصوص التاريخية إلى أن هذه الحيوانات كانت تُنقل من مناطق بعيدة مثل البلقان وشمال إفريقيا لتأدية أدوارها العنيفة في مدرجات مثل الكولوسيوم في روما.

ويُضيف الباحثون أن هذا الاكتشاف يُسلط الضوء على الدور الرمزي والترفيهي الذي لعبته الدببة البنية داخل الإمبراطورية الرومانية، ويفتح الباب أمام فهم أعمق لما كانت عليه طبيعة العلاقة بين البشر والحيوانات في سياقات العنف المنظم في العصور القديمة.

صراع دموي من أجل المتعة... والمجد

كان الرومان يلهثون وراء مشاهد العنف الوحشي، حيث كانت الحشود تُصفق وتُشجع بينما تتصارع الوحوش مع البشر حتى الموت. واليوم، وبينما نقف على أطلال هذه الساحات العتيقة، تروي لنا الجماجم المتحجرة والآثار الصامتة حكايات قتال دامٍ، لم يكن البقاء فيه إلا للأقوى.