بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عادات يومية تهدد الحياة وتزيد خطر الإصابة بسرطان البنكرياس الخفي

التدخين
التدخين

حذرت دراسة طبية حديثة من أن التدخين لا يزيد فقط من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، بل يجعل تطور المرض أكثر عدوانية وخطورة. 

ويعرف هذا النوع من السرطان باسم "القاتل الصامت"، نظرًا لصعوبة اكتشافه في مراحله المبكرة، حيث تتشابه أعراضه الأولية مع مشاكل صحية شائعة، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص وبدء العلاج.

بحسب الدراسة التي نُشرت في دورية Cancer Discovery، فإن المواد الكيميائية السامة الموجودة في السجائر تُحفز نمو خلايا سرطانية في البنكرياس عبر آلية مناعية معقدة. 

وأوضح البروفيسور تيموثي فرانكل، الجراح المختص في أورام الجهاز الهضمي، أن هذه السموم تُفعّل بروتينًا يسمى IL22، مما يُسرع من تطور الأورام ويعزز انتشارها داخل الجسم.

هجوم مزدوج داخل الجسم

التجارب التي أجراها باحثون في مركز روجيل للسرطان بجامعة ميشيجان كشفت أن التعرض لهذه السموم أدى إلى نمو سريع وغير طبيعي لأورام البنكرياس لدى الفئران، خاصة في وجود نوع محدد من الخلايا المناعية المعروفة بـ"الخلايا التائية التنظيمية". هذه الخلايا لا تكتفي بإضعاف الاستجابة المناعية الطبيعية ضد الورم، بل تُسهم أيضًا في إنتاج بروتينات تحفز على انتشاره.

وعند إزالة هذه الخلايا من الفئران، تراجعت قدرة المواد السامة على تعزيز نمو الورم، مما يُشير إلى إمكانية تطوير علاجات مناعية مستقبلية تُعالج المرض من جذوره، خاصة لدى المدخنين.

دعوات للفحص المبكر والمراقبة الدقيقة

دعا الباحثون إلى ضرورة مراقبة المدخنين عن كثب، معتبرين أنهم فئة عالية الخطورة تستدعي إجراء فحوصات دورية، حتى في غياب الأعراض. 

وفي حال ظهور علامات مثل اليرقان، الحكة، فقدان الشهية أو الوزن، يُوصى بسرعة التوجه للطبيب العام، خاصة إذا استمرت الأعراض أكثر من أربعة أسابيع.

ارتفاع مقلق في الإصابات بين النساء الشابات

ورغم أن المرض يُصيب في الغالب من هم فوق 75 عامًا، فإن السنوات الأخيرة شهدت زيادة مقلقة في حالات الإصابة بين الشابات، بنسبة وصلت إلى 200% لدى النساء تحت سن 25 مقارنة بالتسعينات.

ولم تعرف أسباب هذه الزيادة بعد، لكن يُشتبه في دور العوامل البيئية وارتفاع معدلات السمنة.

نحو استراتيجية علاجية جديدة

وتمثل النتائج التي توصلت إليها الدراسة نقلة نوعية في فهم العلاقة بين التدخين وسرطان البنكرياس، إذ لا تقتصر أهمية الاكتشاف على تحديد عوامل الخطر فقط، بل تمتد إلى إمكانية تطوير علاج يستهدف الخلايا المناعية المتورطة، مما قد يُحسن نتائج العلاج ويمنح المرضى أملًا جديدًا في مواجهة أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا.

أرقام مرعبة وتحذيرات واقعية

تشير تقديرات مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة إلى أن 22% من حالات سرطان البنكرياس ترتبط مباشرة بالتدخين، بينما تُعزى 12% من الحالات إلى السمنة. ومع توقعات بتشخيص أكثر من 200 ألف حالة جديدة بحلول عام 2040، تُصبح الوقاية والكشف المبكر حجر الزاوية في المعركة ضد هذا المرض الصامت.