بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

في جنازة دوقة كينت.. لحظة تاريخية تُخلّد في سجلات العائلة المالكة

دوقة كينت
دوقة كينت

دوقة كينت.. في مشهد استثنائي يخرج عن الأعراف التقليدية للعائلة المالكة البريطانية، تستعد كاتدرائية وستمنستر لاحتضان أول جنازة ملكية تُقام بين جدرانها منذ افتتاحها عام 1903. هذه المناسبة التاريخية تأتي على خلفية رحيل كاثرين دوقة كينت، التي توفيت في 4 سبتمبر عن عمر ناهز 92 عامًا، لتُدفن وفقًا لمراسم كاثوليكية، في سابقة تُعد الأولى من نوعها في التاريخ الحديث للعائلة الملكية.

 

الطقوس الكاثوليكية تسطر فصلًا جديدًا

اختيار دوقة كينت لجنازة كاثوليكية لم يكن قرارًا مفاجئًا لمن عرفها عن قرب. فقد أعلنت في عام 1994 اعتناقها للمذهب الكاثوليكي، لتصبح أول عضو في العائلة المالكة يتخذ هذه الخطوة العلنية منذ عام 1685.

 واليوم، تُترجم هذه القناعة إلى وداع أخير ينسج طقوسًا دينية تحمل دلالات شخصية وروحية عميقة، دون أن يتعارض ذلك مع تقدير العائلة المالكة الكامل لاختياراتها.

مزيج من الرمزية والمكانة في الجنازة الملكية 

ستبدأ المراسم في 15 سبتمبر حين يُنقل جثمان الدوقة إلى كاتدرائية وستمنستر، حيث تُقام صلوات الاستقبال والغروب. وفي اليوم التالي، 16 سبتمبر، سيُقام قداس الجنازة الرسمي بحضور الملك تشارلز، والملكة كاميلا، وأفراد آخرين من العائلة المالكة. بعدها، يُنقل الجثمان إلى المقبرة الملكية في فروغمور، بويندسور، حيث يُوارى الثرى.

رغم الأهمية الرمزية للحدث، إلا أن الجنازة لن تُبث إعلاميًا، احترامًا لرغبة الدوقة، وستُنكس الأعلام الرسمية في جميع المؤسسات الحكومية والمقرات الملكية.

 

امرأة ملكية بنهج مختلف

وكانت كاثرين، زوجة الأمير إدوارد ابن عم الملكة إليزابيث الثانية، شخصية ملكية خرجت عن الإطار المعتاد بهدوء وثبات. 

وأنجبت ثلاثة أبناء، وابتعدت عن الحياة العامة في التسعينيات، لتكرس وقتها لاحقًا للتدريس والعمل الخيري. 

ورغم كونها جزءًا من إحدى أكثر العائلات نفوذًا في العالم، عُرفت بتواضعها وانخراطها الصادق في خدمة المجتمع.

 

جنازة بملامح خاصة ومغزى عميق

اختيار وستمنستر كمكان للوداع الأخير، والمراسم الكاثوليكية التي ستحيط بالجنازة، يجعلان من وداع كاثرين دوقة كينت محطة فارقة في التاريخ الملكي البريطاني.

وتتجاوز اللحظة طابعها البروتوكولي، لتعبّر عن احترام التنوع الديني، واستقلالية المعتقد حتى في أرفع مستويات السلطة. وبذلك، تترك دوقة كينت بصمتها في سجلّ العائلة المالكة، لا كأميرة فقط، بل كامرأة اختارت أن تعيش وتموت وفق قناعاتها.