بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تسلل

كلنا سواء ياميساى!

فى المؤتمر الصحفى لحسام حسن مدرب منتخب مصر نقطة مهمة وضعها البعض فى الخانة السلبية وهى إهدار الفرص السهلة أمام مرمى إثيوبيا، وهى من وجهة نظر حسام إيجابية ومؤشر على أن الفريق يصل لمرمى المنافس ويملك القدرة على تفيت غابات السيقان المتراصة أمام المرمى.

فبينما يرى مدرب المنتخب الفرص المهدرة باعثة على جودة اللاعب وإمكانياته وقدرته على الوصول والتهديف فى أى وقت، يراها آخرون أزمة لغياب عوامل كثيرة منها القدرة على التسجيل من أنصاف الفرص وغلبة الرعونة والأنانية، خاصة أن المنافس متواضع وستكون هناك مواجهات قوية فى نهائيات أمم أفريقيا خلال ديسمبر المقبل بالمغرب، والمونديال نفسه، وضياع أنصاف الفرص يعنى إهدار بطولة.

رؤية كل فريق صحيحة، والإهدار يشِى بأزمة حقيقية ويختلف لو تكرر فى مباراة متواضعة المستوى عنه فى مواجهات العيار الثقيل، وفى لقاء رسمى أو ودى، مع بداية موسم أو نهايته، ومباراة إثيوبيا عمومًا لا تعطى انطباعًا عن مستوى المنتخب أو المدرب لضعف المنافس، ولولا توفيق الحارس الإثيوبي «نوري» فى 3 فرص كانت شبه أهداف لـ«تريزيجيه ورأسية أسامة فيصل» وتعملق الحارس فى إبعاد الكرات بشكل جنونى، ورابعة لتريزيجيه فى حلق المرمى، وبدا معذورًا لأنه تفاجأ بالكرة أمامه وهو فى حلق المرمى، ولو وفق المهاجمون فى هذه الفرص وابتعد التوفيق عن الحارس لكانت النتيجة خماسية على الأقل.

ومن الصعب الحكم على لاعب أو مدرب فى المباريات التى تشبه النزهة لأن أهم عنصر للتقييم التكافؤ غائب شكلًا ومضمونًا.

وكم من مباريات شبيهة فى سنوات ماضية لمنتخبنا، أو لمنتخبات أفريقية وأوروبية وعالمية تعرضت لمثل هذه المواقف من حيث فوارق القوة، لتأتى مباريات بعدها هى المحك لتكون الفيصل فى الحكم.

وتندرج مباراة بوركينا فاسو «الثلاثاء» كمعيار حقيقى للتقييم من حيث القدرة على تنفيذ الخطة المتوازنة دفاعًا وهجومًا، وكيفية مواجهة فارق السرعة والمهارة وقوة الالتحام والضغط فى كل أنحاء الملعب، والارتداد الخلفى والعكس، والثبات النفسى والانفعالى وسط جمهور صاخب ومتحمس وملاعب تلعب بحق لصالح أصحابها.

ومباراة إثيوبيا ليست دعوة للتشاؤم نظرًا لـ الأداء المتواضع، بينما سنواجه منتخبات العيار الثقيل بنهائيات كأس العالم حال التأهل، لأن المقارنة والتقييم غير موضوعى زمانًا ومكانًا، وأبسط دلالة حالة الاستنفار والروح القتالية فى مواجهة فريق عالمى أو التواجد فى بطولة قارية كبيرة، بسبب التحفز والاستنفار والانضباط التكتيكى ووصول التركيز لأعلى درجاته للاعب والمدرب، وهى لاتتوافر مع الاحساس الطاغى بأن المنافس متواضع وسهل التهامه.

وتوقفت كثيرًا عند تصريح المدرب الإثيوبى ميساى تيفيرى، الذى اعترف بوجود فوارق كبيرة بين المنتخبين، وأن أحد الأسباب الرئيسية فى تراجع الكرة الإثيوبية غياب التخطيط، رغم أن مفهوم الأخير يختلف فى مصر عنه فى إثيوبيا، التخطيط كلمة مطاطة ولاتجد تفاوتًا كبيراً بين غياب التخطيط فى مصر ونظيره فى إثيوبيا، فالأخيرة ينقصها البنية التحتية الرئيسية، بينما فى مصر يغيب تخطيط الارتقاء بالبنية الإدارية والفنية وتنفيذ اللوائح والقوانين وتحقيق الشفافية والعدالة فكلنا فى مصر وإثيوبيا غارقون فى العشوائية.. فكلنا سواء ياميساى..!