مصر على أعتاب المونديال.. مواجهة حاسمة أمام بوركينا فاسو بعد عودة "ملعب 4 أغسطس" للحياة
يستعد منتخب مصر الأول لكرة القدم لخوض مواجهة قوية ومصيرية أمام نظيره منتخب بوركينا فاسو، يوم الثلاثاء المقبل الموافق 9 سبتمبر 2025، على ملعب 4 أغسطس بالعاصمة واجادوجو، ضمن الجولة الثامنة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، والذي سيقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
المباراة تمثل محطة مفصلية في مشوار الفراعنة، إذ قد تشهد حسم بطاقة التأهل الرسمية إلى المونديال، وسط ترقب جماهيري كبير، وتحديات تفرضها العودة التاريخية للمنافس البوركيني للعب على أرضه.
ملعب 4 أغسطس.. عودة بعد غياب 2856 يومًا:
مواجهة مصر أمام بوركينا فاسو ستكون الأولى التي تُقام على ملعب "4 أغسطس" منذ 14 نوفمبر 2017، حين استضاف الأخير منتخب كاب فيردي في تصفيات مونديال 2018. منذ ذلك الحين، غاب المنتخب البوركيني عن اللعب على أرضه بسبب عدم اعتماد الملاعب من قبل الاتحاد الإفريقي والدولي.
وخلال السنوات الماضية، خاض "الخيول" مبارياته الدولية في دول أخرى مثل المغرب (الجديدة ومراكش) ومالي وكوت ديفوار، سواء في تصفيات أمم إفريقيا أو تصفيات كأس العالم.
لكن أخيرًا، تم تجديد الملعب بالكامل وإعادة افتتاحه في أغسطس 2025، بحضور عدد من نجوم الكرة الإفريقية، قبل أن يتم اعتماده رسميًا من الجهات المختصة يوم 1 يوليو الماضي، لتكون مواجهة مصر هي أول مباراة رسمية تقام عليه بعد قرابة 8 سنوات.
فوز خارج الملعب لبوركينا فاسو:
صرّح إبراهيم حسن، مدير الكرة بالجهاز الفني لمنتخب مصر، أن بوركينا فاسو "قاتلت من أجل استعادة حقها في اللعب على أرضها"، مشيرًا إلى أن إقامة المباراة في واجادوجو يمثل "انتصارًا معنويًا" لأصحاب الأرض، في ظل الظروف الصعبة التي عاشوها خلال السنوات الأخيرة، وحرمانهم من ميزة الملعب والجمهور.
وأضاف حسن، أن المواجهة أصبحت أصعب بعد تأكيد إقامة المباراة على ملعب بوركينا فاسو، خاصة في ظل رغبة الأخير في إنعاش حظوظه في التأهل، وتعويض فارق النقاط مع الفراعنة.
الفراعنة في الصدارة والتأهل يقترب:
منتخب مصر يدخل اللقاء وهو في صدارة مجموعته برصيد 19 نقطة، متفوقًا بفارق 5 نقاط عن بوركينا فاسو صاحبة المركز الثاني، مما يعني أن الفوز أو حتى التعادل قد يكون كافيًا لحسم بطاقة التأهل رسميًا إلى نهائيات كأس العالم.
وكان منتخب مصر حقق فوزًا مهمًا في الجولة الماضية على حساب إثيوبيا، بثنائية حملت توقيع محمد صلاح وعمر مرموش، ليُقرب الفريق الوطني خطوة كبيرة نحو حلم الوصول للمونديال للمرة الثانية على التوالي.
حسام حسن: هدفنا الحسم في واجادوجو:
من جانبه، أكد المدير الفني حسام حسن أن تركيز الفريق منصب على العودة من بوركينا فاسو ببطاقة التأهل، موضحًا أن اللاعبين في حالة فنية وبدنية جيدة، وجاهزون للتعامل مع ضغط الجماهير والملعب الجديد.
وأضاف: "هدفنا واضح.. نريد حسم التأهل قبل نهاية التصفيات، وعلينا احترام منتخب بوركينا فاسو الذي يملك عناصر قوية ودافعًا جماهيريًا كبيرًا بعد عودته للعب على أرضه."
مباراة برمزية تاريخية:
بغض النظر عن نتيجتها، فإن مباراة مصر وبوركينا فاسو تحمل طابعًا تاريخيًا نظرًا لعودة الحياة إلى ملعب 4 أغسطس، الذي ظل غائبًا عن الساحة القارية طيلة سنوات، وهو ما يمنح اللقاء أبعادًا تتجاوز كرة القدم، بين منتخب يسعى لإنهاء مهمته، وآخر يستعيد ذكريات أرضه وأحلام التأهل.
مواجهة الثلاثاء ستكون محط أنظار عشاق الكرة الإفريقية، في انتظار ما إذا كان الفراعنة سيكتبون التاريخ على أرض بوركينا فاسو، أم أن "الخيول" ستُشعل سباق التصفيات من جديد.