بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

"تراث".. الوعل في الموروث الثقافي واللُغوي العربي

بوابة الوفد الإلكترونية

 تكريسًا لإثراء الموروث الثقافي واللغوي خصصت مجلة "تراث" الإماراتية، ملف عددها الجديد رقم 310 لشهر سبتمبر 2025 لرصد صورة الوعل وحضوره في الموروث الثقافي واللغوي العربي.
 المجلة التي تصدر عن هيئة ابوظبي للتراث، وتُعني بالترث وقضاياه وسبل صون وإحيائه، احتوا على الكثير من الدراسات والمقالات التي استحضرت ذلك الحضور الكبير للوعل في تراث العرب ولغتهم وثقافتهم.
 وبحسب المجلة، فقد جاء اختيار موضوع ملف هذا العدد، بهدف إبراز جانب ثري من الموروث اللغوي، في محاولة لإعادة إحيائه، وتفسير دلالاته لضمان نقله إلى الأجيال القادمة.
وفي افتتاحية العدد، أكدت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، على أن الوعل العربي ليس مجرد حيوان بري، بل هو "رمز حي ذو حضور وجداني وروحي ضارب في جذور التراث العربي".
 وأشارت الظاهري إلى أن الوعل ارتبط منذ القدم بذاكرة المكان، وتجسدت فيه معاني الحرية والصبر والجلد، وذلك بفضل قدرته على التكيف مع التضاريس القاسية. وأوضحت أن صورته تسللت إلى الأدب العربي القديم، حيث أصبح رمزاً للقوة الهادئة والكبرياء، واستلهمه الشعراء في قصائدهم ليجسدوا به صورة الإنسان المتمسك بكرامته.
 وأكدت رئيسة التحرير أن الصورة الرمزية للوعل لم تقتصر على الأدب القديم، بل امتدت إلى الأدب البيئي المعاصر، حيث برز كرمز للتوازن الطبيعي، مضيفة أن غياب الوعل لا يعني فقدان نوع بيولوجي فحسب، بل يهدد العلاقة الروحية التي ربطت العربي بأرضه.
وذكرت الظاهري أن تتبع أثر الوعل في الثقافة والأدب هو بمثابة قراءة لتحولات الوعي الجمالي والبيئي لدى الإنسان العربي. وأضافت أن وجود الوعل في الذاكرة الجمعية يمثل جسراً يصل بين الأسطورة والبيئة، والإنسان والطبيعة.
 وفي ختام كلمتها، قالت الظاهري إن اختيار الوعل العربي ليكون محور هذا العدد من المجلة جاء انطلاقًا من حضوره المتجذر والمتعدد الأبعاد في الثقافة العربية.


دلالة بصرية وهوية ثقافية:

وقد افتتح ملف العدد بمقال:  لخالد صالح ملكاوي حمل عنوان "الوعل.. رمز الشموخ وسليل الأسطورة"، ونقرا لمحمد فاتح صالح زغل  "الوعل: دلالة بصرية وهوية ثقافية"، كما تناول محمد محمد عيسى موضوع "الوعل العربي من تكتيكية الفرار إلى بطولة التواري.. أيقونة الجمال الحاضرة في لغة العرب"، وتحت عنوان "الوعل العربي.. الحكاية التي سكنت الجبال"، كتب مروان محمد الفلاسي،  فيما جاءت مشاركة محمد نجيب قدورة عن "الوعل العربي والرمزية الثقافية في الأدب والفكر"،  وكتب الأمير كمال فرج عن "أسطورة الوعل.. تحولات الرمز في المتخيل الشعري"، مستعرضًا "تطور الدلالة من الشعر العمودي إلى النبطي ثم الحديث".
 كما تطرقت أماني إبراهيم ياسين إلى "أفلام وثائقية عن الوعل الجبلي تستحق الأوسكار"، مشيرة إلى أن فيلم "جدار الموت" يتصدر إنتاج "ناشيونال جيوغرافيك - أبوظبي". وقدمت لولوة المنصوري "رصداً سردياً وثائقياً للوعول" في مقالها "القناص"،  وتحت عنوان "الوعل العربي بين جبال الجزيرة العربية ومخاطر الانقراض"، حذرت نجلاء الزعابي من المخاطر التي تواجهه. واختتم صديق جوهر الملف بمقال عن "الوعل العربي بين التاريخ والواقع والأسطورة".


صورة توثق.. حدث يؤرخ:

 وفي موضوعات العدد يواصل عبدالفتاح صبري حديثه عن "أبواب الإمارات من البحر إلى الجدران". وتناول ضياء الدين الحفناوي موضوع "صوفيا.. نبض البلقان وإيقاع التراث"، فيما قدم محمد عبد العزيز السقا قراءة في كتاب "الرحلة الشامية للأمير محمد علي باشا 1910م: صرير التاريخ وتحولات الشرق مطلع القرن العشرين"، كما أثرى الدكتور شهاب غانم صفحات العدد بقصيدة بعنوان "كيرالا"،وسلطت فاطمة المنصوري الضوء على "صورة مدينة أبوظبي في مسوحات 'جورج بروكس' عام 1830م: قراءة تاريخية في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والساحلية"،وأرخت موزة عويص علي الدرعي لـ "صورة توثق.. حدث يؤرخ (1971): الشيخ زايد وافتتاح أولى جلسات المجلس الاستشاري الوطني في إمارة أبوظبي"، وكتب خليل عيلبوني عن "زايد والصقر... رفقة الرمل والعزة"، فيما تناولت عائشة علي الغيص موضوع "مساءلة الطير ومحاورته في الشعر النبطي الإماراتي"، وقدمت أيضاً "حكاية مثل: أخاف حصاته في ثيابه".
ونطالع لخالد عمر بن ققة كتاب "الطب الشعبي" لـ "إبراهيم بن سليمان الأنقر: مرجع تراثي من ذخائر الإمارات"،وقدمت قمر محمد صبري مقالاً عن "هنادي بدو: صانعة الدمى التراثية التي تحيي حكاياتنا وهويتنا".


راوي الحكمة:

وفي موضوعات العدد أيضاً: حلل علي تهامي "الفن في الإمارات: من الاستعارة التراثية إلى ما بعد الحداثة"، كما كتب عن "الذئب في الذاكرة العربية: حضور يتجاوز الغابة".
وكتبت ميثة سالم محمد العامري عن "السديري بن قنون العامري: صوت البادية ورفيق الشيخ زايد"،وسلطت نورة صابر المزروعي الضوء على"الأداء الحركي: امتداد تراثي بين الذاكرة التاريخية والمشهد السينمائي"، وكتب هيثم يحيى الخواجة  عن "دور التراث في إثراء أدب الأطفال وتشكيل هويتهم الثقافية"، فيما جاءت مشاركة خالد صالح ملكاوي بمقال بعنوان "صيف الشعراء ووجدانية المقيظ"، وقدمت مريم علي الزعابي "دراسة فلسفية في الذات الأنثوية وأسرار الجمال" في مقالها "فن التمايل النسائي في التراث الإماراتي"،وكتب هشام أزكيض عن "السلوقي في عيون حمد الغانم: من رفيق الصيد إلى أيقونة التراث".
وأخيراً، تناولت مريم التميمي سيرة "عبيد بن معضد النعيمي (1929 - 2014): شاعر البادية وراوي الحكمة".
 يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية متنوعة، تصدر عن هيئة أبوظبي للتراث، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص علي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشؤون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.
 وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغناء ما يليق بمصافحة عيون القراء.