بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أستاذ فقه: إنكار المولد النبوي يترتب عليه آثار سلوكية وروحية سلبية

بوابة الوفد الإلكترونية

المولد النبوي.. جاء ميلاد من كان يكسب المعْدُوم، ويَقْرِي الضَّيف، ويُعِين على نوائِبِ الحقِّ، أكرم النَّاس بالخير والجُودِ والكرم، وهو سيدنا رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، اليوم الذي يندب بصيامه وإظهار مظاهر الفرح والشكر لميلاد أعظم خلق الله تعالى.

المولد النبوي الشريف:

وجرت الأمصار على اجتماع الناس في يوم المولد النبوي الشريف على ذكرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد في مدحه والثناء وقراءة سيرته العطرة، والتَّأسي به، وإطعام الطعام على حبه، إعلانًا لمحبته، وفرحًا بظهوره وشكرًا لله تعالى على منته بولادته.

قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58]، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الرحمةُ العظمى إلى الخلق كلهم؛ قال ابن عباس رضي الل٢٢٢ الله: العلمُ. ورحمتُه: مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين﴾ [الأنبياء: 107]" أخرجه أبو الشيخ في "تفسيره".


عطية لاشين: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مسألة خلاف بين العلماء منذ قرون

قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة ل "الوفد"، إن  الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من المسائل التي وقع فيها خلاف بين العلماء منذ قرون، فمنهم من رأى أنه بدعة حسنة إن خلا من المنكرات، لأنه مظهر من مظاهر محبة النبي ﷺ وذكر سيرته، ومنهم من رأى أنه بدعة محدثة لم يفعلها النبي ﷺ ولا أصحابه.

وأكد عطية لاشين أنه مهما يكن من اختلاف، فإنها تبقى مسألة اجتهادية فرعية، لا يجوز أن تتحول إلى ساحة للتبديع والتضليل والخصومة بين المسلمين.

خطورة المغالاة في التحذير من المولد النبوي وإنكار الاحتفال به


قال لاشين إن المبالغة في إنكار المولد النبوي الشريف خطرها كبير؛ فهي تُفرّق ولا تجمع، وتُورث الجفاء بدل المحبة، وتُلهي عن جوهر الرسالة المحمدية، موضحًا أن الواجب أن يكون خطابنا قائمًا على الحكمة والموعظة الحسنة، وأن نُحسن الجمع بين تعظيم النبي ﷺ واتباع سنته، حتى نُرضي الله تعالى ونحفظ وحدة الأمة.

وأوضح عطية لاشين أن المبالغة في التحذير من المولد والإنكار على من يحتفل به تنطوي على عدة مخاطر، وهم:

أولًا: إثارة الفرقة بين المسلمين وذلك حين يُقدَّم الإنكار بغلظة أو تبديع مطلق، يزرع العداوة في القلوب بدل الألفة، ويُضعف وحدة الأمة.

ثانيًا: تشويه مقصد المحبة؛ إذ أن معظم الناس يحتفلون بدافع حبهم للنبي ﷺ، وهو أصل من أصول الإيمان، فإذا صُوِّر الاحتفال وكأنه منكر عظيم، بدا وكأن الإنكار موجَّه إلى أصل المحبة نفسه.

ثالثًا: تنفير الناس من العلماء والدعاة، أي إن أسلوب الغلظة في الإنكار قد يجعل العامة يعرضون عن سماع كلمة العلماء، وربما يتمسكون بالاحتفال أكثر كردّ فعل على التشدد.

خطر إنكار الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

وأوضح الدكتور عطية لاشين أن إنكار الاحتفال بالمولد النبوي الشريف له سلبيات تمس القلب والسلوك، منها الإصابة بالجفاء، وذلك حين يُربّى الناس على أن كل مظهر للفرح بذكر النبي ﷺ بدعة، يورث ذلك برودًا وجفاءً في العلاقة معه ﷺ، بدل أن تتقد المحبة في القلوب، فضلًا عن فقدان الأدب مع النبي ﷺ، أي إن التشدد في إطلاق عبارات تُشعر بانتقاص قدره الشريف بحجة محاربة البدعة، خطر عظيم على الإيمان.

وأضاف لاشين أن إنكار المولد النبوي أيضًا يعمل على إضعاف محبة النبي ﷺ في النفوس، وذلك إذا أُطفئت كل مظاهر الفرح والذكر دون بديل عملي، ضعفت المحبة بمرور الزمن، بينما الأصل أن يكون المولد فرصة لتجديد العهد معه ﷺ.

كما أن الانشغال بالجدل عن جوهر الرسالة يصرف الناس إلى الخصام حول الحكم، ويغفلون عن الأهم وهو كيف نقتدي بهديه وأخلاقه في حياتنا اليومية؟.

المنهج المتوازن السبيل الأمثل لتوضيح اختلاف العلماء حول احتفال المولد النبوي الشريف

وأكد عطية لاشين أن السبيل الأمثل لتوضيح اختلاف العلماء حول احتفال المولد النبوي الشريف هو المنهج الوسط، أي أن نبيّن الحكم الشرعي برفق، مع الاعتراف بالخلاف.

وقال لاشين إنه يجب ايضًا توجيه المختلفين إلى تجنّب المنكرات (كالإسراف أو الاختلاط أو غيرهما من المخالفات ).
نغرس في القلوب أن المحبة الحقيقية للنبي ﷺ تكون في اتباع سنته، لا الاقتصار على مظاهر احتفالية فقط.

كما ينبغي أن نجعل المولد وغيره من المناسبات فرصة لإحياء السيرة العطرة على مدار العام.

الدكتور شوقي علام: الاحتفال المولد النبوي الشريف مشروع ولا يوجد فيه بدعة أو انحراف

ومن جانبه أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن احتفال الناس بالمولد النبوي الشريف مشروع ولا يوجد فيه بدعة أو انحراف، إنما هى تعبير عن محبته صلوات الله عليه وسلم وارتباط المسلم به.

وقال علام إن احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريف يكون عن طريق الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، وقراءة القرآن الكريم، فضلًا عن الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

وأوضح علام أنه جاء في قوله تعالى: ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾، أي أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تكون في العموم غير مقيدة بزمن أو مكان أو هيئة محددة، قائمًا أو قاعدًا أو مضطجعًا، جهرًا أو سرًا.