700 يوم.علي إبادة غزة

حرب الفيروسات البيولوجية تفترس أرواح الفلسطينيين
الأرض تفيض بالشهداء.. ونزوح تحت نار الصهيونية
700 يوم
16٫800 ساعة
1٫008٫000 دقيقة
60٫480٫000 ثانية
700 يوم وغزة على مذبح الإبادة.. 700 يوم وما زال العالم يختبئ خلف عجزه وصمته ويظل السؤال المر ماذا بعد..؟!
لا شىء فى غزة الا يوم الحشر..«جنينها طلع من بطنها وهى نايمة» صرخة جدة فلسطينية فجعت بارتقاء عائلة ابنتها، ولم يتبق لها سوى حفيدها «إبراهيم».
تواصل حكومة الاحتلال الصهيونى المدعومة أمريكيا وأوروبيا جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين والنازحين فى قطاع غزة المحاصر تزامنا مع ارتكاب جرائم حرب ومجازر مروعة.
وعلى جدار احد المراكز الطبية يسير طفل مصاب حافى القدمين ويحمل كيس جمع «البول الطبي» بين يديه، بينما يساعده والده على النهوض والمشى، باحثين عن مكان آمن لتلقى العلاج وسط ý تكدس المستشفيات وانهيار القطاع الطبى. فيما فوجئ الدكتور «محمد أبو سلمية» مدير مجمع الشفاء بشمال القطاع خلال مروره بطفل مصاب يتيم من كل شيئ فهو النادى الوحيد من عائلة مسحت من سجلات الحياة
يقول « ابو سلمية « فى شهادته :»وأنا أمر داخل المستشفى على الجرحى والمرضى وجدت هذا الطفل فى حالة خطرة فسالت أين أمه فقالوا لى استشدت فى القصف..فقلت أين ابوه قالوا استشهد فسالت عن إخوته فقالوا استشهدوا فقلت من معه من سيرعاه. فكان بجانبه قريب له لا يستطيع التعامل مع هذا الطفل «
ويضيف مدير مجمع الشفاء «هذه هو مصطلح الناجى الوحيد من العائلة وهم بالآلاف الان أطفالنا يموتون جوعا وقصفا ومرضا تحدثت مع طواقمنا الطبية ان تبذل ما تستطيع لرعاية هذا الطفل وتقديم كل الرعاية الصحية والنفسية له».
الدبابات تتحشد فى غزة وأمامها منازل مدمرة وقلوب لا تعرف الطمأنينة، الاجتياح يلوح من بعيد، والدمار يسبق الخطوات. يفر الفلسطينيون من الموت إلى الموت بالنزوح لا يحملون أمتعة، بل بقايا أرواحهم الأمهات يتمزقن بين صرخات أطفالهن بينما السماء ملبدة بالدخان والأرض تضيق بأهلها، واكتظت القبور وفاضت بالجثامين على الطرقات
كأن القيامة قامت فى غزة لكن لا عدالة فى هذا الحشر الدنيوى فى جرائم من صنع البشر يشيب لها الولدان شيبا.. ليسوا فارين إلى الحياة، بل هاربون من شبحها كل خطوة تسبق الموت بخطوة وربما لا بيوت تخلع أبوابها وذكريات تترك على الأرصف... هذا ليس نزوحا بل اقتلاع للإنسان من جذره
وتشهد مدينة غزة تصعيدا عسكريا خطيرا، خاصة المناطق الشمالية والشرقية تضمن نسف بروبوتات وغارات جوية مكثفة، فيما شهدت المناطق حركة نزوح واسعة نحو غرب المدينة. وشن طيران الاحتلال الحربى، سلسلة غارات جوية استهدفت مدينة غزة، وقصف موقعا شرق بركة الشيخ رضوان شمال شرق المدينة. واعلنت مصادر طبية استشهاد العشرات بينهم 10 من طالبى المساعدات، وأصيب العشرات، بنيران وقصف قوات الاحتلال على أنحاء متفرقة من القطاع
اكد مصدر فى مجمع الشفاء، استشهاد طفلة وإصابة آخرين فى قصف على خيمة نازحين فى شارع العيون، غرب غزة. وقال مصدر فى الإسعاف والطوارئ، أن غارة إسرائيلية على منزل بحى الشجاعية شرق مدينة غزة أسفرت عن مصابين ومفقودين. وارتقى 7 جراء قصف إسرائيلى استهدف خيمة لعائلة أبو العيش فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
واستهدفت مدفعية الاحتلال، شقة سكنية فى حى الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. ونسفت عددا من المنازل فى حى الزيتون شرق المدينة بينما شن طيران الاحتلال الحربى غارة فى محيط موقف الشجاعية.
ونفذ حزاما ناريا بعدة غارات فى حى التفاح. وأطلق الطيران المروحى نيران أسلحته الرشاشة تجاه منازل اهالى القطاع وسط جباليا البلد والنزلة واستهدفت آليات الاحتلال، المدنيين بإطلاق النار فى منطقة مواصى رفح جنوب القطاع.
وتواجه غزة حربا اخرى مع الفيروسات وتفشى الاوبئة وسط عجز المختبرات عن تحديد انواعها وقلة الادوية لمواجهتها وكشف مدير جمعية الإغاثة الطبية فى غزة الدكتور» محمد أبو عفش»، عن انتشار متزايد لبعض الفيروسات فى القطاع، دون القدرة على تشخيصها، لانعدام الفحوصات والأجهزة اللازمة لذلك.
أوضح «أبو عفش»، أن حالات كثيرة تصل المراكز الصحية والمستشفيات المتبقية فى القطاع، وتكون فى الغالب تعانى من ارتفاع الحرارة والصداع وآلام المفاصل والإسهال.
وأضاف «كانت لدينا شكوك بأن تلك الفيروسات متحورة من فيروس كورونا (كوفيد 19)، لكن لا تأكيد لذلك، ولا قدرة على التشخيص المناسب، بسبب عدم وجود فحوصات وأجهزة».وأكد أن سوء التغذية تسبب فى نقص المناعة لدى المواطنين وإصابتهم بالأمراض المختلفة. وقال أبو عفش إن انتشار الفيروسات ألقى بعبء جديد على المنظومة الصحية فى القطاع، التى تعانى من انعدام المسكنات والأدوية، وكل ذلك يؤدى لأزمات كبيرة لا يمكن للقطاع الصحى المنهك أن يتحملها.
وناشد العالم بإدخال اجهزة الفحوصات للقطاع خلال الأيام القادمة، للتمكن من فحص الفيروسات المنتشرة وتقديم نتائج دقيقة حول طبيعتها.
وتواجه المنظومة الصحية فى غزة حربا ممنهجة يشنها الاحتلال منذ بداية العدوان، من خلال منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة الطبية والمولدات الكهربائية وحليب الأطفال إلى القطاع.
وتتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة مئات الآلاف من سكان قطاع غزة، نتيجة استمرار الحصار الخانق الذى تفرضه إسرائيل منذ الثانى من مارس الماضى.
وتصدر وزارة الصحة بشكل يومى تقارير توثق الوفيات والإصابات الناتجة عن سوء التغذية، محذرة من تزايد خطير فى أعداد المصابين، لا سيما فى صفوف الأطفال، النساء، وكبار السن، وسط انهيار النظام الصحى وعجز المستشفيات عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية. ومؤخرا أعلنت الأمم المتحدة عن وقوع مجاعة رسميا فى مدينة غزة، محذرة من أن الأزمة ستتسع لتشمل وسط وجنوب القطاع فى سبتمبر الجارى إذا استمر الوضع الإنسانى فى التدهور.