«خريطة قرآنية ليوم المولد».. هكذا تُحيي مولد النبي 2025 بالقرآن والعمل
يوم المولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة يُظهر فيها المسلم شكره لله على ميلاد سيّد الخلق ﷺ بالطاعات والقربات. وبدلًا من حصر البركة في «سورة بعينها»، تُرجّح زاويةٌ أوسع: اجعل للقرآن نصيبًا يوميًّا ثابتًا في مولد النبي 2025 وما بعده؛ قراءةً وتدبّرًا وعملاً.
فقد صحّ عن النبي ﷺ: «اقرؤوا القرآن فإنّه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة»، ويُدعى أهل القرآن يوم القيامة ومعهم البقرة وآل عمران تُحاجّان عنهم.
ماذا أقرأ في يوم المولد؟ «برنامج اليوم الكامل»
عند الاستيقاظ: قراءة عشر آيات من آل عمران؛ كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه ﷺ استيقظ فقرأ عشر آياتٍ من أوّل السورة، ثم توضّأ وصلّى.
بعد الفجر وبداية اليوم:
آية الكرسي؛ فقد ثبت أنها حرز حتى يصبح القارئ.
الإخلاص والمعوّذتان تلاوةً ومسحًا بهما على الجسد ثلاثًا؛ عملٌ نبويٌّ ثابت كل ليلة ويُنفع في النهار كذلك.
في النهار: من المأثور والموصى به عند كثير من أهل العلم قراءة سورٍ جامعة لمعاني التوحيد والتثبيت مثل يس، وسورة الإخلاص والمعوّذتين وآية الكرسي.
قبل النوم:
السجدة والملك؛ كان ﷺ لا ينام حتى يقرأهما.
يُستحب كذلك قراءة الزمر والإسراء؛ فقد رُوي أنه ﷺ لا ينام حتى يقرأهما.
خواتيم البقرة: «الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه».
قل يا أيها الكافرون قبل النوم؛ لِما ورد أنها «براءة من الشرك».
المسبّحات (الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن): ورد حديثٌ في فضلها قبل الرقاد وفيه ضعف، لكن السور نفسَها مشحونة بالتسبيح والتثبيت، ولا حرج في الإكثار منها رجاء الأجر.
لا يوجد في الشرع تخصيصٌ لازمٌ بسورةٍ بعينها ليوم المولد، لكن تعظيم اليوم بالطاعات مشروع، وأفضل ذلك ملازمة القرآن والتأسّي بورد النبي ﷺ الليلي والنهاري.
آيات وسور تُذكّر برسالة المولد
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}،
{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}،
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ...}،
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ... كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}.
هذه التلاوات تُرسّخ معنى الاقتداء والاتباع، وهو جوهر الاحتفاء بالمولد.
لماذا أجعل القرآن مشروعًا يوميًّا؟
القرآن يشفع لأهله يوم القيامة، ويُصلح البال، ويُطمئن القلب: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
ومن ثماره: صفاء الذهن، قوّة الذاكرة واللغة، السكينة، الشجاعة، انتظام العلاقات مع الناس بانعكاس هديه على السلوك، و—بحسب دراساتٍ حديثة— تحسّن المؤشرات المناعية والنفسية عند المواظبة على التلاوة والاستماع.
والأعظم: نيل رضا الله وتوفيقه في الدنيا والآخرة.
أعمال مكمّلة تُعظّم اليوم
الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ: {إنّ الله وملائكته يصلّون على النبي...}.
الصدقة والإحسان وإدخال السرور على الفقراء؛ ومنه التهادي بحلوى المولد على ما قرّرته جهات الإفتاء.
إنشاد المديح بضوابطه؛ وقد كان حسان بن ثابت يُنشد في المسجد وأُقِرّ على ذلك.
قراءة السيرة النبوية واستحضار المواقف العملية للاقتداء.
الإكثار من الدعاء؛ لا دعاءَ مخصوصًا للمولد، لكن الوقت موسم طاعة والقلوب مُقبلة.
نماذج أذكار وسور سريعة لليوم
الإخلاص والمعوّذتان ثلاثًا صباحًا ومساءً.
آية الكرسي بعد الصلوات وعند المنام.
خواتيم البقرة ليلًا.
قل يا أيها الكافرون قبل النوم.
السجدة والملك قبل الرقاد، ومعهما من استطاع الزمر والإسراء.
وردُ تدبّرٍ قصير: صفحةٌ مع تفسيرٍ مُيسّر تُثبّت معنىً جديدًا كل يوم.