هنا القاهرة
لم يكن ما جرى أمام بعض سفارات مصر فى الخارج مجرد تجمعات عابرة أو أحداث هامشية، بل هو عدوان صريح موجه ومخطط ليستهدف الدولة المصرية فى قلب سيادتها ، من يظن أن العبث أمام بوابة سفارة أمر عادى لم يفهم بعد أن السفارة هى الوطن ذاته خارج حدوده ومن يعتدى على علم مصر فى الخارج كأنه طعن أرضها فى الداخل.
القصة أكبر من مجرد هتافات أو اعتداءات متفرقة إنها حرب مكتملة الأركان ، حرب سفارات أرادها البعض بوابة لاختبار صلابة الدولة المصرية ومحاولة ابتزازها سياسياً لإجبارها على القبول بصفقات مشبوهة فى الإقليم، فى مقدمتها تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير والتوطين، وضرب الدور المصرى التاريخى الذى لم يقبل يوماً المساومة على القدس أو فلسطين.
المخطط واضح، أدوات رخيصة من جماعة إرهابية باعت الوطن بثمن بخس وأجهزة استخبارات أجنبية تحركها فى الظلام ودول تسمح بالتجاوز على أرضها لتبعث برسالة ابتزاز سياسي رخيص، لكن مصر ليست دولة صغيرة تُبتز أو تُرهب، مصر دولة صاحبة تاريخ تمتد سيادتها من النيل إلى البحرين ولا تقبل على نفسها إلا الكرامة.
اتفاقية فيينا لعام 1961 التى تحكم العلاقات الدبلوماسية ليست حبراً على ورق، ومن يتهاون فى حماية البعثات المصرية يعتدى عملياً على السيادة المصرية ، ولأن مصر لا تعرف الانحناء فقد جاء ردها واضحاً وصريحاً المعاملة بالمثل وبالتالي اتخذت قرار مراجعة إجراءات تأمين سفارات كل دولة قصّرت أو غضّت الطرف عن العدوان.
الأدهى من كل ذلك أن بعض الدول تعاملت بقسوة مع المصريين الشرفاء الذين هبّوا لحماية سفاراتهم، بينما وفّرت للمهاجمين كل أشكال التسهيل والتغطية ، هذا التناقض الفج لم يعد خافياً على أحد فهو يفضح النوايا الحقيقية للمؤامرة التى تستهدف مصر دولة وشعباً.
ونحن من هنا نرسل رسالة لكل متآمر ، مصر بعد 30 يونيو ليست مصر التى يُمكن الضغط عليها أو جرّها لمربع الضعف، مصر اليوم دولة بثقة شعبها وجيشها وقرارها المستقل، لن تقبل مساومة على كرامتها ولا على سيادتها ، من يراهن على كسر إرادة المصريين، فلينظر كيف واجهوا الإرهاب، وكيف صمدوا أمام الأزمات، وكيف وقفوا فى ظهر دولتهم رغم كل التحديات.
الرسالة اليوم أوضح من أى وقت مضى: الاعتداء على سفارة مصرية هو اعتداء على مصر كلها، ومن يفتح هذا الباب سيجد أمامه دولة لا تعرف سوى الردع والحسم ، من يمد يده إلى سفارة مصرية كأنه مدها إلى قلب مصر ذاتها، ومن يظن أن القاهرة ستتردد فى الرد فهو لم يقرأ تاريخ هذه الأمة جيداً نحن أمة إذا هُددت سيادتها اشتعلت عزتها، وإذا مُست كرامتها تحولت إلى صخرة تتحطم عليها كل المؤامرات.
حفظ الله مصر حفظ الله الجيش.