أبو الغيط: الاحتلال يسعى لتقويض القضية ومحو الكيان الفلسطيني

أ كد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تتجاوز القتل والانتقام من شعب أعزل، مشددًا على أن الهدف الحقيقي يتمثل في تقويض القضية الفلسطينية برمتها، ومحو الكيان الفلسطيني أرضًا وشعبًا وهويةً.
اقرأ أيضًا.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وقال أبو الغيط، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية (164) اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، إن "ما يجري في غزة يندرج ضمن مخطط مكشوف يرمي إلى إلغاء مشروع الدولة الفلسطينية، وفرض واقع جديد لا مكان فيه سوى للاستيطان والتطرف".
وأشار إلى أن الدفاع عن مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة وحل الدولتين يمثل دفاعاً عن استقرار المنطقة ومستقبل أجيالها، لافتاً إلى أن ما يقرب من 150 دولة تعترف بفلسطين، وأن دولاً صديقة بادرت أخيرًا بالاعتراف بها إدراكًا لخطورة المخطط الإسرائيلي.
وانتقد الأمين العام القرار الأمريكي الأخير برفض منح تأشيرات للوفد الفلسطيني لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبراً أنه "مخالف بشكل صريح للقانون الدولي والاتزامات الأمريكية بموجب اتفاقية المقر". كما شدد على أهمية استمرار المسار الذي أطلقه مؤتمر "تنفيذ حل الدولتين" في نيويورك برئاسة سعودية-فرنسية مشتركة، باعتباره بديلاً واقعياً للمخططات الإسرائيلية القائمة على التهجير والحروب المستمرة.
وفيما يتعلق بالأوضاع العربية، أعرب أبو الغيط عن قلقه العميق إزاء استمرار الحرب في السودان، مرحباً بتشكيل حكومة مدنية جديدة برئاسة كامل إدريس، معتبرًا أن هذه الخطوة قد تمثل بداية نحو الحفاظ على مؤسسات الدولة وتخفيف آثار الحرب عبر حوار وطني شامل.
كما تطرق إلى الوضع اللبناني، مؤكدًا دعم الجامعة لقرار الحكومة القاضي بحصرية السلاح بيد الدولة باعتباره ركناً أساسياً لحفظ الاستقرار والسلم الأهلي، في الوقت الذي شدد فيه على رفض الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية ولوقف الأعمال العدائية، داعياً الوسيط الأمريكي إلى التدخل لوقف هذه الخروقات وضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية.
واختتم أبو الغيط كلمته بدعوة الحضور لافتتاح معرض "سيرة ومسيرة" بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية، مؤكدًا أن المعرض يمثل شهادة حية على عقود من العمل العربي المشترك، ورسالة للاستمرار في طريق التضامن ووحدة الكلمة والإرادة.