بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هل تريد أمريكا غزة ؟

أجتمع  الرئيس الامريكي ترامب في البيت الابيض مع مسئولين إسرائيليين ومع صهره كوشنر المستشار السابق لترامب في فترة رئاستة الاولي للشرق الأوسط ، وتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق لمناقشة انهاء الحرب في غزة وسيناريو " اليوم التالي"وأفادت وكالة رويترز بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستعين حاكمًا أمريكيًا للإدارة المؤقتة فى قطاع غزة.

وتسربت بعض الانباء عن أن كوشنر صهر ترامب سيكون هو الحاكم الأمريكي لغزة ،  وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تناقشان إمكانية تشكيل إدارة أمريكية لغزة، مضيفة أن الإدارة المؤقتة الأمريكية لقطاع غزة ستستمر حتى نزع سلاح حركة حماس فى غزة. وبحسب التقرير فإن أمريكا ستستعين بتكنوقراط فلسطينيين ضمن إدارتها لغزة. وإن الإدارة المؤقتة بقيادة واشنطن فى غزة لن تشمل حماس أو السلطة الفلسطينية

وهنا يأتي السؤال المهم  هل تريد أمريكا غزه ولماذا تريدها ؟ وما هي المميزات التي تجعل امريكا تريد الهيمنة علي قطاع غزة ؟

نعم أمريكا تريد قطاع غزة أما لماذا تريده أمريكا لأسباب عدة قطاع غزة يمتلك  كل المقومات الإيجابية للهيمنة الأمريكية عليها لناخذ الجوانب الاقتصادية والسياسية والجغرافية والأمنية .
جغرافيا ..قطاع غزة هي حلقة وصل بين القارات الثلاث اسيا وأفريقيا وأوروبا، حيث تقع غزة على البحر الأبيض المتوسط وبالتالي حركة تجارية، مع إمكانية ربط غزة بالبحر الاحمر وبالتالي حركة تجارية سياحية اقتصادية، وانشاء قناة بن غوريون والذي يحقق أهداف اسرائيل وامريكا وأوروبا والسعودية خصوصا مع وجود مدينة نيوم السعودية الجديدة على البحر الاحمر واقصاء دور قناة السويس لصالح قناة بن غوريون مع احتواء غزة على الغاز بكميات كبيرة.

سياسيا ..احتياج أمريكا لمقر لها في الشرق الأوسط وقريب من إسرائيل، وغزة تعتبر نموذجا جيدا والسبب هو أن 80 بالمئة من سكان غزة لاجئين وبالتالي تتعامل امريكا واسرائيل مع غزة على أنها ليست لأحد ومعزولة جغرافيا ولا حدود لها مع الضفة الغربية وبالتالي هناك إمكانية لتفريغها من سكانها وهذا أحد انجازات 7 اكتوبر ، فامريكا تريد مقرا عسكريا لها في الشرق الأوسط بالاضافة إلى رغبة اسرائيل بالتخلص من غزة والتي منذ عام 1967 تعاني منها وتعتبرها كابوسا، والان استطاعت وضع الخطوة الأولى للتخلص من الغزيين واللذين تمنى قادة إسرائيل إغراق غزة بالبحر حينما قال إسحق رابين " أتمني أن استيقظ من النوم وأجد غزة قد أبتلعها البحر

اقتصاديا ..احتياج العالم الغربي بإيجاد نموذج جديد لشكل العالم القادم نموذج ذكي يفوق دبي وسنغافورة وهونج كونج وغيرها وستكون غزة هي البوابة الاولى لهذه التجربة من وجهة نظر أمريكا فهى تريد غزة كقطاع إستثماري عقاري مليئ بالشركات العالميه

ولكن السؤال هل سيكون هناك حكم فلسطيني في قطاع غزة ؟
بالتأكيد لن تقبل اسرائيل وأمريكا أي حكم فلسطيني لغزة بعد الحرب وإلا لماذا الحرب اساسا ، هذه الحرب هدفها أساسا إنهاء حماس والفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والاستعاضة عنهم بإدارة خدماتية في الضفة الغربية،أما قطاع غزة فالهدف من تدميره قطع فرصة الحياة في المدينة فلن تقبل اسرائيل أو امريكا أن يقبل بوجود فلسطينيون في غزة يكبرون على العداء ضد إسرائيل وأمريكا ويكونون نواة لحركات مقاومه فيما بعد .

لذا تقوم إسرائيل بتهجير الفلسطينيين فيما يسمي " الهجره الطوعية " ولكنه سيكون تهجير قسري بعد القضاء على كل فرصة حياة في داخل القطاع وتفتيتهم في دول العالم وهذا سهل جدا، بعد أن يفقد سكان غزة الامل في الحياه في القطاع ولن يعيشو في خيام طيلة حياتهم وسيخرجون قسرا أو طوعا ولوحدهم على مدار سنوات، وحقيقة من كان يمتلك المال في القطاع خرج اساسا حيث دفعت ملايين الدولارات لشركات مصرية ساعدتهم على الخروج فترة الحرب ولو يفتح المعبر الان لتري الآلاف يهربون من القصف والموت .

لذلك اي تصريحات إعلامية أو سياسية من أي جهة كانت حول أعمار غزة لصالح الفلسطينين ما هي إلا كذبة لا تصدقوها ،أتوقع بعد الإعلان عن وقف الحرب سيتواجد في قطاع غزة قوات متعددة الجنسيات بما فيها عربية وربما بعض الأجهزة الأمنية الفلسطينية من الضفة الغربية لمساعدة السكان .

كما سيكون هناك جيش امريكي بزيه العسكري وبزي منظمات إنسانيةوسنجد دولا كثيرة تطلب تقديم خدماتها للغزيين ، وبعد ذلك ستبدأ التهجير القسرى  للسكان من خلال جهات وشركات مع وجود دول جاهزة لاستقبالهم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

أما غزة فالمخطط الامريكي  أنها ستكون أمريكية متعددة الجنسيات واجهة عالمية لمدينة ذكية سياحية تكنولوجية اقتصادية تجارية عسكرية" ريفيرا الشرق " كما اطلق  عليها ترامب  ولكن بدون الفلسطينين وستحتاج إلى ما يقل عن 15 سنة لتظهر إلى النور وعقود طويلة سيساهم في شركات عالمية ورأس مال دولي