لماذا يصلي الله وملائكته على النبي محمد.. خالد الجندي يجيب (فيديو)

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن منزلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم منزلة عظيمة تفوق إدراك البشر وتستعصي على الخيال، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في القرآن الكريم أنه يصلي على النبي، فقال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ"، وهو ما يبرز رفعة قدره عند ربه.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن العلماء بيّنوا معنى الصلاة بحسب فاعلها؛ فالصلاة من الله هي رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن المؤمنين دعاء، مؤكداً أن اجتماع هذه الصلوات يبرز مكانة الرسول ﷺ السامية عند الله، حيث يجتمع له رحمة من الله، واستغفار من الملائكة، ودعاء من المؤمنين.
وأضاف أن هذه المكانة العظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم تفرض على المسلمين تعظيمه وتوقيره والتسليم لما جاء به، اقتداءً بأمر الله تعالى واتباعاً لسنته الشريفة.
ولفت إلى أن الآية الكريمة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، تحمل دلالات عميقة تؤكد أن دوام الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم شرط لتحقيق كمال الإيمان.
وأوضح أن نداء الله لعباده بعبارة "يا أيها الذين آمنوا" ليس مجرد تكليف، بل هو تكريم وتشريف خاص للمؤمنين، حيث اصطفاهم الله من بين سائر الخلق ليأمرهم بالصلاة على نبيه الأمين ﷺ.
واعتبر أن هذا النوع من الخطاب يمثل ما أسماه العلماء "التشريف بالتكليف"، أي أن المؤمن يتشرف بامتثال أمر الله كما يتشرف الابن حين يختاره أبوه من بين إخوته ليكلفه بمهمة خاصة.
وأضاف أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد عبادة عابرة، بل هي وسام شرف للمؤمن، ودليل على صدق الإيمان، ومفتاح للرحمة والبركة في الدنيا والآخرة.
وأكد على خطورة فهم بعض الآيات القرآنية بشكل ناقص أو مغلوط، مشيراً إلى أن آية سورة الأحزاب: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، من أكثر الآيات التي لم تُفهم على وجهها الصحيح.
وأوضح أن الآية الكريمة تضمنت أمرين واضحين، هما الصلاة على النبي ﷺ والسلام عليه تسليماً، مبيناً أن السلام هنا لا يعني مجرد التحية أو المصافحة، وإنما يعني الاستسلام والانقياد الكامل لما جاء به رسول الله ﷺ، مصداقاً لقوله تعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ".
وأضاف أن طاعة الرسول ﷺ لا تنفصل عن طاعة الله سبحانه وتعالى، مستشهداً بقوله تعالى: "مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ"، مؤكداً أن هذه الطاعة ليست تشبيهاً أو تمثيلاً، بل هي تحقيق مباشر وصريح، وأن مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم مستمدة من وحي الله تعالى إليه، لقوله سبحانه: "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ".
وأشار إلى أن هذا الفهم الصحيح يُظهر عظمة مقام النبي ﷺ ووجوب التسليم لأوامره كما نسلم لأوامر رب العالمين، محذراً من محاولات البعض الانتقاص من مكانة السنة النبوية أو التشكيك في حجيتها.
اقرأ المزيد..