بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كأنك تراه...ملامح وجه النبي في وصف دقيق جمعه الصحابة

بوابة الوفد الإلكترونية

المُطَّلِعُ على سيرة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – قبل البعثة وبعدها، يجد نفسه أمام شخصية متفرّدة تجمع الكمال الخُلقي والخَلقي، مما يزيد القلب إيمانًا وحبًّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يُصبح أحبَّ إلى المسلم من نفسه وماله وولده. 

وقد اتفق أهل السير أن مَن نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أيقن بصدقه ونبوته، حتى أن بعض الكافرين الذين لم يؤمنوا برسالته كانوا على يقين بأنه رسول رب العالمين.

جمال النبي صلى الله عليه وسلم

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجمل الناس في صورته وأخلاقه، وقد أجمع الصحابة الذين عايشوه على هذا الوصف. فقد ورد عنهم قولهم: «كان النبي أحسن الناس وجهًا وأحسنهم خُلقًا، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير» (رواه السيوطي في الجامع الصغير).

وكان إذا سُرّ استنار وجهه حتى بدا كأنه قطعة من القمر، كما ورد في حديث رواه البخاري ومسلم. بل شُبّه وجهه بالشمس والقمر في إشراقه واستدارته (رواه مسلم).

لون النبي صلى الله عليه وسلم

ورد في وصفه الشريف أنه كان أبيض اللون مشربًا بحُمرة، وهي صفة جمالية اتفق عليها الصحابة في أحاديثهم. فقد روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أبيض مليح الوجه، بينما جاء في رواية البخاري ومسلم: «كان أزهر اللون» أي أبيض مشرقًا بضياء.

وجه النبي صلى الله عليه وسلم

كان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مستديرًا كالقمر ليلة البدر، يتلألأ نورًا وبهاءً. وقد وصفه هند بن أبي هالة رضي الله عنه بقوله: «كان فخمًا مفخّمًا، يتلألأ وجهه كتلألؤ القمر ليلة البدر» (رواه البخاري ومسلم). وكان الصحابة إذا نظروا إليه شعروا وكأن النور يفيض من محيّاه الشريف.

عيناه صلى الله عليه وسلم

كانت عيناه واسعتين جميلتين فيهما دعج – أي شدة السواد – مع حمرة خفيفة تزيدهما جاذبية، وقد وُصف بأهدب الأشفار أي طويل الرموش. 

قال سيدنا علي رضي الله عنه: «كان رسول الله عظيم العينين، أهدب الأشفار، مشرب العينين بحُمرة، كثّ اللحية» (رواه الإمام أحمد). كما قال جابر بن سمرة رضي الله عنه: «كان ضليع الفم، أشكل العينين، منهوس العقب» (رواه مسلم).

أسنان النبي صلى الله عليه وسلم

اتسمت أسنانه بالبياض الناصع والرقة والجمال، مع انفراج بسيط بينها يضفي بهاءً على ابتسامته. قال ابن عباس رضي الله عنهما: «كان رسول الله أفلج الثنيتين، إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه» (رواه الدارمي والترمذي)، كما ورد في حديث آخر: «كان أشنب مفلج الأسنان» أي بيضاء رقيقة (رواه الترمذي).

أنفه صلى الله عليه وسلم

كان أنفه مستقيمًا دقيقًا مرتفعًا في وسط الوجه على نحو يزيد ملامحه تناسقًا وجمالًا. وقد وصفه هند بن أبي هالة رضي الله عنه بقوله: «كان أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم» (رواه الترمذي في الشمائل).

خداه صلى الله عليه وسلم

كان سهل الخدين، أبيض اللون مع حمرة طبيعية تزيد ملامحه جمالًا. قال سيدنا علي رضي الله عنه: «كان أبيض اللون مشربًا بحُمرة، دعج العين، سهل الخد» (رواه ابن سعد في الطبقات). وجاء عن هند بن أبي هالة أنه قال: «كان سهل الخدين» (رواه الترمذي).

جبينه صلى الله عليه وسلم

أما جبينه الشريف، فكان واسعًا منيرًا، كأن الشمس تجري في جبهته. وقد وصفه الصحابة بقولهم: «كان واسع الجبين» (رواه الترمذي).

 إن هذه الأوصاف النورانية التي رواها الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكشف عن جمالٍ ربّاني جمع بين الحُسن الخَلقي والخُلقي، ليكون بحق «رحمة للعالمين». ومن يتأمل هذه الملامح لا يملك إلا أن يزداد حبًا وشوقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي وصفه الله في كتابه بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4].