بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اضطرابات الأمعاء تكشف عن الإصابة بالزهايمر ومرض باركنسون

اضطرابات الأمعاء
اضطرابات الأمعاء وعلاقتها بالزهايمر

في تطور علمي لافت، كشف باحثون من مركز الزهايمر والخرف أن بعض الحالات الهضمية الشائعة قد تكون مؤشرًا مبكرًا على أمراض تنكسية عصبية مثل الزهايمر وباركنسون، وذلك قبل عقود من ظهور أعراضها المعروفة. 

وتمثل الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Science Advances، أضخم تحليل من نوعه للبنك الحيوي البشري، وتهدف لفهم العلاقة بين صحة الجهاز الهضمي وخطر الإصابة بالأمراض العصبية.

أمعاء مريضة... دماغ في خطر؟

توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية مزمنة مثل متلازمة القولون العصبي، مرض كرون، التهاب القولون التقرحي، أو حتى الارتجاع الحمضي، يواجهون احتمالية أكبر للإصابة بمرض الزهايمر لاحقًا. كما لوحظ وجود علاقة بين مرض السكري ونقص فيتامين ب وبين ارتفاع خطر الإصابة بمرض باركنسون.

وأكدت النتائج أن هذه الحالات قد تسبق ظهور الأعراض العصبية التقليدية بـ15 عامًا على الأقل، ما يفتح الباب أمام تشخيص مبكر وتدخل وقائي أكثر فعالية.

تشخيصات معوية لا ينبغي تجاهلها

أشارت الدراسة إلى أن نحو 155 تشخيصًا مرتبطًا بالأمعاء والتمثيل الغذائي قد تلعب دورًا مهمًا في تحديد مخاطر الإصابة بالخرف. وعلى وجه الخصوص، تم ربط الإمساك المزمن - الذي يصيب نحو 70% من مرضى باركنسون بحسب مؤسسة باركنسون - بظهور الأعراض الحركية والمعرفية لاحقًا.

كما تشير التحليلات إلى أن بعض أعراض اضطرابات الأمعاء تظهر قبل وقت طويل من ظهور التباطؤ الحركي أو الرعشة أو النسيان، وهي العلامات التقليدية المعروفة للمرض.

تأثيرات بعيدة المدى وأعباء اجتماعية متزايدة

بحسب التقديرات الحديثة، يعاني أكثر من 980 ألف شخص في المملكة المتحدة من الزهايمر، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 1.4 مليون بحلول عام 2040. أما مرض باركنسون، فيُعتقد أن عدد المصابين به في البلاد يبلغ حاليًا 153 ألف شخص، وقد يصل إلى 172 ألفًا في غضون السنوات القليلة المقبلة.

وتشير جمعية الزهايمر إلى أن التكلفة السنوية للخرف في بريطانيا تبلغ نحو 42 مليار جنيه إسترليني، ومن المحتمل أن ترتفع إلى 90 مليارًا خلال 15 عامًا، نتيجة لتزايد عدد كبار السن وحاجتهم المتنامية للرعاية الصحية المتخصصة.

نحو مستقبل أكثر دقة في التشخيص والوقاية

أكد الخبراء أن استخدام المؤشرات الحيوية الهضمية إلى جانب العوامل الوراثية قد يمهد الطريق لنموذج جديد من الطب الشخصي، يسمح بالتشخيص المبكر وتطوير استراتيجيات علاجية أكثر استهدافًا. ويقول الباحثون إن هذه النتائج تقدم أملًا جديدًا للملايين، خاصة أن العلاجات الحالية لا تعالج المرض، بل تركز فقط على تخفيف الأعراض وإبطاء التدهور.

في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن الجهاز الهضمي يحمل أسرارًا تتعدى الهضم، وربما يكون المفتاح لفهم أعمق لأمراض العصر العصبية التي لا تزال بلا علاج شافٍ حتى اليوم.