إيلون ماسك يشعل الجدل.. هل تصبح تسلا رودستر أول سيارة كهربائية قادرة على الطيران؟
 
مرة أخرى يثير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، ضجة عالمية بعد تصريحه المثير بأن الطراز الجديد من تسلا رودستر قد يمتلك قدرات غير مسبوقة تصل إلى حد الطيران.
التصريح الغامض فتح الباب واسعًا للتساؤلات حول ما إذا كانت الشركة الكهربائية الرائدة تستعد لإعادة تعريف مفهوم السيارات الخارقة، وربما كسر الحاجز بين الواقع والخيال العلمي.
تسلا رودستر: من انطلاقة 2008 إلى سيارة الأحلام:
تحتل سيارة رودستر مكانة خاصة في تاريخ تسلا؛ فهي أول سيارة رياضية كهربائية بالكامل عُرضت عام 2008، وأسهمت بشكل كبير في تغيير نظرة العالم إلى السيارات الكهربائية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت رودستر رمزًا لجرأة الشركة في المزج بين الأداء العالي والاستدامة.
الجيل الجديد من رودستر طُرح كسيارة استثنائية تهدف إلى تحقيق أرقام مذهلة على صعيد السرعة والقوة، فقد أعلن ماسك سابقًا أن السيارة قادرة على التسارع من صفر إلى 100 كم/ساعة في غضون 1.9 ثانية فقط. غير أن المنافسة الشرسة في سوق السيارات الكهربائية الخارقة، مع طرازات مثل لوسيد إير وأسبارك أول، دفعت ماسك إلى التفكير أبعد من مجرد الأرقام.
دافعات صاروخية من "سبيس إكس": خطوة نحو السيارة الطائرة:
للتفوق على المنافسين، اقترح ماسك إضافة حزمة اختيارية تحت اسم "SpaceX Package"، وهي مجموعة من الدافعات الصاروخية الصغيرة المثبتة حول السيارة. هذه التقنية، وفق وعوده، قد تُمكّن رودستر من التسارع من صفر إلى 60 ميلاً في الساعة خلال 1.1 ثانية فقط، وهو ما دفع كثيرين لتشبيهها بسيارة طائرة.
ورغم أن التفاصيل التقنية لا تزال غامضة، إلا أن الفكرة بحد ذاتها غذّت خيال الجمهور وأعادت إحياء النقاش حول إمكانية الجمع بين هندسة السيارات والطيران في مركبة واحدة.
ع لى الرغم من الضجة المحيطة بالسيارة، فإن مشروع رودستر يعاني من تأجيلات مستمرة. كان من المفترض إطلاقها في عام 2020، لكن الجدول الزمني تكرر تجاوزه، ما أثار إحباطًا بين عشاق العلامة.
ماسك نفسه اعترف بأن إنتاج رودستر ليس أولوية قصوى مقارنة بمهمة تيسلا الأساسية المتمثلة في تسريع التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة. ومع ذلك، شدد على أن النتيجة النهائية ستكون "مبهرة بما يكفي لتعويض سنوات الانتظار".
في تصريحاته الأخيرة، ألمح ماسك إلى شغفه الشخصي بفكرة السيارات الطائرة، مشيرًا إلى صديقه المستثمر بيتر ثيل الذي كان يتمنى رؤية هذا الحلم يتحقق. واعتبر ماسك أن رودستر الجديدة، بمحركاتها الصاروخية المقترحة، قد تكون بداية لتحقيق هذه الرؤية، ولو بشكل جزئي.
لكن خبراء الصناعة يشيرون إلى أن التحديات الهندسية والتنظيمية أمام إنتاج سيارة "طائرة" ما تزال ضخمة. حتى لو نجحت تيسلا في جعل رودستر تقفز أو ترتفع بضع بوصات عن الأرض باستخدام دفع صاروخي، فإن تحويلها إلى وسيلة نقل عملية في السماء يبدو أمرًا بعيد المنال في الوقت الراهن.
رغم الغموض، تظل رودستر الجديدة واحدة من أكثر السيارات المرتقبة في العالم، ليس فقط بفضل أدائها الرياضي المبهر، بل أيضًا بسبب الوعود الجريئة التي يطلقها ماسك. فهي تمثل مزيجًا من الخيال العلمي والتكنولوجيا الواقعية، وتجسيدًا لطموح تسلا في إعادة رسم ملامح صناعة السيارات.
ما إذا كانت رودستر ستُطلق فعلًا كما يتصورها ماسك – سيارة كهربائية خارقة تتجاوز حدود الأرض وربما تلامس السماء – يظل سؤالًا مفتوحًا، لكن المؤكد أن كل تصريح من إيلون ماسك كفيل بإبقاء تسلا في دائرة الضوء وإشعال حماس عشاق السيارات حول العالم.