أجندة استراتيجية نحو مستقبل واعد
الطيران المدنى.. حضور عالمى يرسخ نهضة مصر فى عهد «السيسى»

استراتيجيات الطيران المصرى.. من الأمن إلى الاستدامة الدولية
رؤية مصرية فى المؤتمرات العالمية والمحافل الدولية
خطوات مصرية نحو الابتكار وتنظيم أمن الطيران
فتح مسارات شراكة مع دول أمريكا اللاتينية وآسيا
قفزة نوعية فى التنمية المستدامة.. وتعزيز الاستثمارات وتطوير البنية التحتية
النقل الجوى بين التكامل العربى والإقليمى.. مصر فى واجهة المشهد

فى وقت يشهد فيه قطاع الطيران العالمى تحديات غير مسبوقة، استطاعت مصر فى عهد الرئيس السيسى وبقيادة الدكتور سامح الحفنى، وزير الطيران المدنى، أن تعيد صياغة حضورها الدولى على خريطة الطيران. فخلال الفترة من 2024 وحتى 2025، لم تقتصر المشاركة المصرية على الحضور الشرفى فى المؤتمرات، بل تجاوزت ذلك إلى توقيع شراكات استراتيجية، والمساهمة فى رسم السياسات الدولية، وتوسيع شبكة العلاقات مع كبرى المنظمات والهيئات العالمية. وتكشف المشاركات الدولية التى سيتم عرضها عن مزيج من الدبلوماسية القطاعية والبعد الاستثمارى، لتعيد مصر تثبيت مكانتها كأحد المحاور الإقليمية والدولية فى صناعة الطيران. حضورٌ فاعل، ورؤية استراتيجية، وخطوات عملية تؤكد أن الطيران المدنى المصرى يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل.

منذ منتصف 2024، كثّف قطاع الطيران المدنى بقيادة وزيره د. سامح الحفنى حضوره الدولى عبر ثلاثة مسارات رئيسية: الأولى المشاركة الفاعلة فى أجندة الإيكاو الأمنية والتنظيمية، والثانية الانخراط العربى-الأفريقى وتوسيع جسور «جنوب-جنوب»، والثالثة عقد شراكات تمويلية وتنظيمية مع مؤسسات دولية. وثّقت الجهات الرسمية هذه التحركات بحضور وزارى مباشر واجتماعات رفيعة، وانتهى كثيرٌ منها إلى تعهدات وخطط عمل معلنة. هذا ما كشفت عنه مواقع ومنصات الإيكاو وبياناته حول أسبوع الأمن وبعثته إلى القاهرة. والهيئة العمانية للطيران المدنى بشأن استضافة الحدث الوزارى. ووزارة الأراضى والبنية التحتية والنقل الكورية (MOLIT) ومواد CIAT 2025 الرسمية. واللجنة اللاتينية للطيران المدنى (LACAC) عبر التغطية الرسمية المصرية. ومؤسسة التمويل الدولية (IFC) لبرنامج PPP بالمطارات المصرية. والهيئة العامة للاستعلامات المصرية (SIS) لتوثيق المشاركات والتصريحات.

حضور مؤثر داخل الإيكاو
تجلّى الدور المصرى بوضوح فى اجتماعات منظمة الطيران المدنى الدولى (الإيكاو). ففى ديسمبر 2024 شاركت مصر بفعالية فى «أسبوع أمن الطيران» بمسقط، وهو محفل وزارى اعتمد خلاله «إعلان مسقط» لتعزيز أمن الطيران العالمى. أعقب ذلك استقبال القاهرة لقيادة الإيكاو، حيث جرى بحث خطط إقليمية لتطوير نظم السلامة والأمن، ما يعكس ثقل مصر كمركز إقليمى للطيران المدنى..وتمثلت تلك المشاركة فى التالى.....
أولًا: الحضور داخل منظومة الإيكاو (ICAO)
أسبوع أمن الطيران 2024 فى مسقط (High-Level Ministerial Meeting)
شارك الوزير فى «أسبوع أمن الطيران 2024» الذى استضافته سلطنة عُمان (9–12 ديسمبر/كانون الأول 2024)، متضمنًا اجتماعًا وزاريًا عالى المستوى انتهى إلى «إعلان مسقط». المشاركة المصرية ثابتة فى بيانات رسمية، والحدث مدوَّن على موقع الإيكاو والجهة المستضيفة.
2) بعثة قيادة الإيكاو إلى القاهرة
فى 13–16 ديسمبر 2024، زار رئيس مجلس الإيكاو وأمينه العام القاهرة وعقدا لقاءات رفيعة مع الحكومة المصرية، لتأكيد التعاون الإقليمى وتعزيز القيادة فى الشرق الأوسط- وهى زيارة وثّقتها الإيكاو رسميًا.
3) الخلفية المؤسسية والخبرة المصرية داخل الإيكاو.
سبق للحفنى تمثيل مصر فى مجلس الإيكاو (من
9 يناير 2022، ما يفسّر شبكة العلاقات المؤسسية التى استندت إليها المشاركة الوزارية لاحقًا،. كما أن مصر عضوٌ منتخب بمجلس الإيكاو (2023-2025) وتستضيف المكتب الإقليمى للمنظمة فى القاهرة منذ 1953- وكلها عناصر تدعم النفاذ المصرى إلى أجندة المنظمة.

ثانيًا: الانخراط العربي-الأفريقى وتوسيع الجسور الدولية
لم يغفل الطيران المدنى المصرى عن تعزيز الروابط العربية والأفريقية. فقد لعبت القاهرة دورًا بارزًا فى اجتماعات المنظمة العربية للطيران المدنى (ACAO) وبرامج أمن الطيران فى المنطقة. وعلى الصعيد الأفريقى، جاءت المشاركة المصرية فى «أسبوع أفريقيا للطيران 2025» لتؤكد أن النقل الجوى هو رافعة رئيسية للتكامل الاقتصادى بين الدول الأفريقية. كما وسع الطيران المدنى المصرى من دوائر انفتاحه، فشارك الوزير فى مؤتمر التعاون الدولى فى النقل الجوى (CIAT 2025) بمدينة إنتشون الكورية، إلى جانب وزراء ومسؤولى منظمات عالمية. كما حضرت مصر اجتماعات لجنة الطيران المدنى لدول أمريكا اللاتينية (LACAC) فى غواتيمالا، فى خطوة تعكس سعى القاهرة لبناء شراكات خارج الأطر التقليدية.. وتمثلت تلك المشاركة فى التالى.
1) أفريقيا: أسبوع الطيران 2025 وزيمبابوى، وتعزيز أجندة الاندماج
خلال فعاليات «أسبوع أفريقيا للطيران 2025» أجرى الوزير سلسلة لقاءات دولية معلنة، مؤكِّدًا دور مصر كمحورٍ إقليمى ومساندًا لاستدامة الصناعة. كما أبرزت التغطيات الرسمية خطاب مصر باعتبار النقل الجوى «ركيزة استراتيجية للتكامل الاقتصادى والثقافى الأفريقى».
2) الفضاء العربى: أمن الطيران وبرامج CASP-MID
تتابعت مشاركات مصر داخل المنظمة العربية للطيران المدنى (ACAO) فى ملفات أمن الطيران عبر «اللجنة التنفيذية لبرنامج التعاون فى أمن الطيران المدنى» (CASP-MID) واستعراض خطة عمل 2025- وهو مسار يُرسّخ التنسيق العربى فى الأمن والتيسير.
3) جسور «جنوب-جنوب»: حضور مصر باجتماعات لكانك (LACAC) بغواتيمالا.
وثّق الجهاز الرسمى المصرى مشاركة الوزير فى اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الطيران المدنى لدول أميركا اللاتينية (LACAC) فى غواتيمالا (أغسطس 2025)، بما يعكس توجه القاهرة لفتح مسارات تعاون جديدة خارج الدوائر التقليدية.
4) آسيا: مؤتمر التعاون الدولى فى النقل الجوى CIAT 2025 – كوريا الجنوبية
حضر الوزير مؤتمر CIAT 2025 فى إنتشون (24–25 يوليو 2025)، وهو محفل حكومى دولى تنظّمه وزارة الأراضى والبنية التحتية والنقل الكورية (MOLIT) ويجمع وزراء ومسئولى منظمات القطاع (الإيكاو، إياتا، ACI). أكدت MOLIT رسميًا مشاركة وفود من ضمنها مصر، كما تناولت وسائل رسمية وكبريات الهيئات تفاصيل البرنامج والمتحدثين.

ثالثًا: شراكات تمويلية كبرى
على صعيد التعاون المالى والتنموى، وقّعت وزارة الطيران المدنى اتفاقًا استشاريًا مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) فى مارس 2025، يهدف إلى تطوير نماذج شراكة مع القطاع الخاص لإدارة وتشغيل 11 مطارًا مصريًا. خطوة وصفها مراقبون بأنها تحول نوعى فى أسلوب إدارة المطارات وفتح الباب أمام استثمارات جديدة ترفع من جودة الخدمات.
1) شراكة مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) لبرامج الشراكة مع القطاع الخاص
فى 24 مارس 2025 أعلنت IFC عن التعاقد الاستشارى مع الحكومة المصرية (وزارة الطيران المدنى) لتطوير نموذج شراكات مع القطاع الخاص (PPP) فى 11 مطارًا- وهو تحوّل مؤسسى يمس الاستثمار والخدمات وكفاءة البنية التحتية. الإعلان صادر من الجهة الدولية الرسمية.
سياسات مرنة ورسائل دولية
تبنّت الوزارة نهجًا يقوم على إبقاء الأجواء المصرية مفتوحة حتى فى ظل الأزمات الإقليمية، وهو قرار حظى بتقدير دولى باعتباره رسالة ثقة فى قدرة مصر على ضمان سلامة الحركة الجوية. كما جددت القاهرة التزامها باستراتيجيات الإيكاو المتعلقة بالاستدامة والحياد الكربونى حتى 2050.
رابعًا: قرارات وسياسات ذات بعد دولى
1) إبقاء الأجواء المصرية مفتوحة فى «الظروف الاستثنائية»
أعلنت الوزارة نهجًا استراتيجيًا يقضى باستمرار الحركة الجوية والحفاظ على انسيابية الطيران التجارى خلال ظروف إقليمية صعبة- رسالة «ثقةٍ ومركزية عبور جوى» لها أصداء دولية.
2) دعم إستراتيجيات الإيكاو واستدامة الطيران
جُدّد رسميًا (أغسطس 2025) التزام مصر بإستراتيجية الإيكاو وأهداف الاستدامة، فى اتساق مع خطط الحياد الكربونى حتى 2050 والتوجهات الخاصة بالوقود المستدام وإدارة الحركة الجوية بكفاءة.
استدامة دولية
* تعزيز الحضور الأمنى والتنظيمى عبر المشاركة الوزارية فى اجتماعات أمن الطيران وتثبيت التعاون مع مكتب الإيكاو الإقليمى بالقاهرة.
* توسيع الشبكات الثنائية والمتعددة مع كوريا الجنوبية (CIAT 2025) وأطرافٍ من أمريكا اللاتينية (LACAC) بالإضافة إلى الأطر العربية-الأفريقية.
* هيكلة شراكات استثمارية مع مؤسسة التمويل الدولية لتطوير المطارات وتحسين الخدمات.
بوجه عام فقد تم انتقل الحضور المصرى من «التلقى» إلى «المبادرة»، مع توظيف ثِقل القاهرة كمقر إقليمى للإيكاو وعضويتها بالمجلس، ثم توسيع الدوائر إلى آسيا والأمريكتين.
الأولوية الأمنية والتنظيمية: فتح المشاركة فى منصات أمن الطيران الباب أمام اصطفاف السياسات الوطنية مع أحدث معايير الإيكاو وتقنيات الأمان-وهو ملفٌ شديد الحساسية لبلدٍ محورى فى عبور الأجواء.
التمويل والتحديث: شراكة IFC تمثل آليةً عملية لتحسين جودة الخدمات وتوسيع الاستثمارات بعيدًا عن الموازنة العامة، مع قابلية نسخ التجربة فى مطارات إقليمية.
الدبلوماسية القطاعية: المشاركة فى LACAC وCIAT توضح محاولات اختراق مسارات تعاون غير تقليدية بحثًا عن أسواق وخبرات وتشريعات حديثة، بما يدعم تنافسية مصر كممر جوى وخبيرة تنظيمية.