بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

المرسي البدوي.. رحيل هادئ بلون العزلة

بوابة الوفد الإلكترونية

 بعيدًا عن ضجيج السوشيال ميديا، وترنداتها الرنانة، التي تشغل حيزًا قد لا تستحقه.. بعيدًا عن صخب فارغ، وفي هدوء العارفين بحقيقة دنيانا، والمختارين لعزلة صارت ضرورية في واقع مرير... رحل...
هكذا دون مقدمات، رحل.. والأقسى أن أحدًا من الوسط الثقافي لم يعلم بوفاته في حينها، نعم، فلم ينتشر الخبر سوى بعد شهر والنصف..
انشغلنا بما لا طائل منه، فاختار هو ألا يشغلنا برحيله، وأن يتركنا لهمومنا..
هكذا كان وقع خبر وفاة الكاتب المسرحي والأديب المرسي البدوي، على الوسط الثقافي.
نظرًا لمرضه اختار البدوي الانعزال عن الحياة الأدبية منذ فترة، لم يكن يغادر فراشه إلا في القليل النادر.
 

 ولكن ولأن تغيبه عن وسائل التواصل الاجتماعي، قد طال، ولم يعد يرى أصدقاؤه إبداعاته التي اعتادوا على نشره إياها عبر صفحته الشخصية، هنا كان سؤالهم عنه ليفاجأوا أنه رحل في الرابع عشر من شهر يوليو.... 
 هكذا اختار أن يكون رحيله جرس إنذار يوقظ به أشياء كثيرة ماتت بداخلنا.. لنعيد النظر حولنا ونتساءل: كم من عزيز غائب يستحق منا الاهتمام والسؤال، كم من متألم يحتاج لالتفافنا حوله قبل أن نلتف حول جثمانه أو نجتمع على نعيه، فالرحيل أقرب لأحدنا من حبل الوريد.. لعلنا نعلم.    
 أثار رحيل المرسي البدوي صدمة كبيرة في الوسط الثقافي فنعاه الكثير من المثقفين والأدباء على صفحاتهم الشخصية..
 مثل الأستاذ محمد عبدالحافظ ناصف، مستشار الشئون الفنية والثقافية للهيئة العامة لقصور الثقافة، والأستاذ مختار عيسي، مدير تحرير مجلة الكويت ونائب رئيس اتحاد الكتاب سابقًا، والشاعر والفنان أحمد الجنانيني رئيس مجلس إدارة أتيليه القاهرة، والدكتور أسامة البحيري أستاذ النقد والبلاغة، بكلية الآداب جامعة طنطا، والشاعر محمد زهران، والشاعر والناقد أحمد عيد، والروائية ميرفت العزوني. 
 كما نعته الصفحة الرسمية للنقابة الفرعيّة لاتحاد كتاب الدلتا: خالص العزاء وصادق المواساة في وفاة الكاتب الكبير المرسي البدوي عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر وأحد مؤسسي النقابة الفرعية لاتحاد كتاب وسط الدلتا.
 غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته وجعل كتبه وأعماله الصالحة في ميزان حسناته. 
يذكر أن الأديب المرسي البدوي من مواليد الإسكندرية في عام ١٩٤٦، انتقل للعيش في مدينة المحلة نظرًا لعمله في مجال التربية والتعليم، داوم على التفاعل مع الحياة الأدبية في كل مدن الدلتا كطنطا والمحلة وكفر الزيات والمنصورة. اشتهر باحتضانه للناشئة في التوجيه الأدبي فكان يحلل ويناقش أحيانًا معلقًا على بعض النصوص بأسلوبه الأدبي السلس الجذاب. 
 له العديد من الأعمال الإبداعية المنشورة في مجالي المسرح والقصة، مثل: (كرتق الروح) و(على واحدة ونص) و(لن يبقى وسط ولا مقدمة) وأعمال أخرى لم تطبع.