بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بطولات ذوى الهمم.. إنجازات للتاريخ

بوابة الوفد الإلكترونية

قصص وحكايات أبطال في ميادين العلم والرياضة

 

داخل الدور الثانى بمؤسسة دار القدس لرعاية ذوى الهمم بالمعادى، لم تكن سعادتى لوصولى هذا المبنى أقل من سعادتى بلقاء هؤلاء الأبطال الذين سطروا تاريخا حافلا بالإنجازات لا يقدر على صنعه الأصحاء، ورغم تلك البطولات صاحبهم خجل التواضع.. رصدنا جهود الدار على مدار ثلاثين عاما من العمل والتأهيل لممارسة الحياة بمنتهى الحب والرحمة.
تبدأ الحكاية من أطفال رضع عثر عليهم وقد أنهكتهم الحياة بالإعاقة وظروف ذوى الهمم، ولكن استطاعت الدار بالحب ودفء الأسرة الواحدة أن تصنع منهم أبطالا فى ميادين العلم والرياضة المختلفة، من الكاراتيه ورفع الأثقال والجرى وتنس الطاولة وفنانين يقدمون الحفلات والمناسبات والمؤتمرات، ومبدعين فى الرسم والتريكو، كل ذلك كان وراءه جهد مبذول لتنمية المهارات وتصحيح المسار.. ليأخذ هؤلاء الأبرياء جزءا من حقوق هُدرت لهم منذ اللحظة الأولى فى هذا العالم، والآن أصبحوا شبابا تتشرف بهم الدار وتتشرف بهم مصر كلها، وحظيت بلقائهم والتعرف على عالمهم الخاص عن قرب.

عاش حسين صلاح بمتلازمة داون، 28 عاما بين أروقة دار القدس، منذ أن كان رضيعا حتى صار شابا يافعا، وحصل على دبلوم فنى صناعى، فهو يمارس حياته بشكل طبيعى تماما، يستيقظ صباحا ليؤدى تمارينه، ويتناول الإفطار مع إخوته، ثم يبدأ مهام عمله فى الدار فهو موظف مسؤول، إلى جانب أنه بطل رياضى خارق يحترف ثلاث رياضات مختلفة وحقق ثلاث ميداليات ذهبية.
شارك فى ثلاث بطولات، هى: (تنس الطاولة الأولمبياد الخاص مركز أول، رفع الأثقال بطولة الجمهورية مركز أول وثانٍ، وبطولة الكاراتيه مركز أول).
هدى غريب.. حسناء صغيرة بكماء، ٢٢ عاما، دخلت إلى غرفة التصوير وهى ضاحكة تتوارى خلف حجابها خجلا، ثم جلست أمامى فى بهجة، عيون شديدة السواد شعر كثيف بيضاء البشرة، فاتنة الملامح، نحيلة الجسد.
حققت انجازا عالميا، فهى المصنفة الثالثة على العالم فى بطولة كرة القدم النسائية بالولايات المتحدة الأمريكية، حصدت خلالها الميدالية الذهبية عن المركز الأول بجدارة، واستقبلتها نيفين القباج وزيرة التضامن حينها، والدكتور أشرف صبحى وزير الرياضة.
تعلمت «هدى» لغة الإشارة، وهى الآن تتولى مهام تعليم أخواتها فى الدار، وتهوى الرسم والزخرفة، مؤكدة أنها ذات يوم ستنظم معرضا للوحاتها.
ثُريا جمال منصور.. (15 عاما إعاقة بصرية) فى الصف الثالث الإعدادى، تحلم بالالتحاق بالثانوية العامة، وحققت 7 مراكز فى الكاراتيه، وحصدت المركز الأول 5 مرات متتالية فى بطولة الكاراتيه على مستوى الجمهورية.
حققت المركز الأول فى بطولة الجمهورية للكاراتيه وبطولة القليوبية، والمركز الثانى فى بطولة الناشئين للكاراتيه، وهى تُعرف ببطولة اختبار الحزام الأسود، إضافة إلى المشاركة أونلاين فى بطولة معا للجرى التى تنظمها المملكة العربية السعودية حققت خلالها المركز الثانى، وبطولة الجرى على الجليد التى أقيمت فى مول مصر لأول مرة، وحققت المركز الأول عن 100 متر جرى.
شهد سمير محمد (متلازمة داون 14 سنة) الخجولة التى أرجأت حديثها معنا إلى آخر اللقاء بعد زملائها، وعندما تحدثت أبهرتنى بحلو الحديث، تدرس فى مدرسة الفتح الإسلامى «دمج» بالصف الثالث الاعدادى، وحققت فى بطولات الكاراتيه 5 مراكز أول، حصلت على 5 ميداليات ذهبية عن كل المراكز، وفى بطولة الجرى على الجليد حققت المركز الأول فى 100 متر، وفى لعبة البوتشى حصلت على مركزين أول.
شاركت لأول مرة فى بطولة الجليد، وشعرت بسعادة تغمرها وإحساس بهيج بالجرى على الجليد، رغم شعور الخوف من المشاركة ولكنها لعبت وفازت بالمركز الأول.
سارة سعيد ناجح، (تقزم 19 سنة) تسير وفق خطة علاجية وأجرت عملية تصحيح وتر، وفرقت معاها فى طولها كثيرا، وتدرس التربية الفكرية بالصف الثالث الإعدادى.
تمارس «سارة» ألعاب تنس الطاولة والكاراتيه، وحققت فى تنس الطاولة مركزين أول، والكاراتيه حصلت على مركز أول فى الحزام الأصفر، وحصدت 3 ميداليات ذهبية.
محاسن كامل.. (إعاقة بصرية – 26 عاما) سمراء البشرة جميلة القوام متحدثة لبقة، ترعرعت فى زوايا دار القدس طفلة رضيعة، وسارت رقما صعبا فى الحياة، ملهمة رغم الإعاقة، أصلح الله لها البصر والبصيرة فمنّ عليها بحفظ القرآن الكريم، لتصبح من الملائكة الذين يسكنون الأرض.
بطلة أولمبياد برلين 2023 فى رياضة رفع الأثقال، خلال حديثها مع «الوفد» أنها شاركت فى أولمبياد برلين لذوى الاحتياجات الخاصة 2023، وحققت المركز الأول مرتين والمركز الثانى فى وزن 90 كيلو، وحصدت الميدالية الذهبية.
أيمن السيد.. (18 عاما إعاقة حركية)، بشوش الوجه حلو الحديث، نحيف البنية بياض قلبه يكسى ملامحه الصافية، يحيا فى الدار مع أسرة كبيرة يحفزونه ويدعمونه حتى حصل على الشهادة الثانوية الصناعية قسم زخرفة دمج.
نشأ فى حياة طبيعية داخل الدار، مع أسرته، تعلم الاعتماد على النفس فى كل أمور حياته، ويعمل كمساعد إدارى، وعند منتصف اليوم يحضر جلسات التأهيل النفسى وتنمية المهارات والتخاطب، كما يمارس تدريباته الرياضية فى الجيم بشكل منتظم يوميا تحت إشراف الكابتن.
بدأ «السيد» ممارسة رياضة تنس الطاولة أولا، وشارك فى بطولة الأولمبياد الخاص وحقق المركز الثانى، وحصد الميدالية البرونزية، ثم اتجه إلى رياضة رفع الأثقال، حيث شارك فى البطولة الأولمبية وحقق المركز الأولى وحصد الميدالية الذهبية فى وزن 85 كيلو.
تقول نهى صلاح أيوب، أخصائى نفسى، إنها تعمل مع 20 فتاة فى دار القدس لأيتام «كريم النسب»، ضمن خطة برامج للتأهيل النفسى والاجتماعى ورفع الثقة بالنفس وتنمية المهارات والتخاطب والدمج فى المجتمع دون تمييز، إلى جانب التربية الدينية الصحيحة والحصول على حقوقهم العلمية، كلٌ حسب قدراته.
وتضيف: بناء على تلك البرامج نجرى اختبارات الذكاء والتقييم النفسى، ثم نضع توصيات تشمل خطط تعديل السلوك والتأهيل الاجتماعى والنفسى وتنمية القدرات، نحصل فى النهاية على مؤشرات تحدد أين قدرات كل واحد منهم ضمن فئات ذوى الهمم.
وتشير إلى أن الدار تنظم ورش للأمهات «العاملات» داخل الدار والأخصائيين والأخصائيات، وتشمل مختلف المناحى: الدينية والأخلاقية والاجتماعية والنفسية والرياضية والعلمية والعملية، للتعامل مع كل بطل وبطلة من أولادنا حسب حالته الصحية والجسدية والعقلية والحركية.
وتروى مى جودة، مسئول الحماية فى مركز رعاية دار القدس للأيتام ذوى الإعاقة «كريم النسب»، إن سياسة الحماية تطبقها وزارة التضامن فى دور الرعاية قانونا، والمقصود بها حماية الأبناء من الانتهاكات أو الإساءات سواء كانت نفسية أو جسدية أو إهمال أو استغلال عاطفى، وسياسة الحماية تشمل محاذير وإجراءات، وفى حال شكوى طفل من الأبناء يتم التحقيق واتخاذ الإجراء اللازم وتطبيق الجزاءات الإدارية بناء على ذلك، ومنها: لفت نظر وخصم، ووضع التحقيق فى الملف الوظيفى.