إعادة سيناريو سقوط بغداد

خروج «غزة» من الهدنة الإنسانية وتحويل القطاع لمنطقة قتال خطيرة
الاحتلال يستعيد رفات أسيرين ويسيطر على 85% من الجنوب
الدفاع المدنى وفلسطينيون لـ«الوفد»: بدء التوغل البرى.. وإسرائيل تعدمنا على الهواء
أعلن أمس الاحتلال الإسرائيلى بدء العمليات التمهيدية للهجوم على مدينة غزة، واعتبرها منطقة قتال خطيرة وخروجها من الهدنة اليومية لتوزيع المساعدات. يأتى ذلك ضمن خطة للسيطرة على المدينة على رغم الضغوط الدولية استعدادا للسيطرة على كبرى مدن القطاع بعد نحو عامين.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه رئيس حكومة الاحتلال «بنيامين نتنياهو» استعادة جثمان الاسير « إيلان فايس» الذى كان محتجزًا لدى حماس فى عملية نفذها الاحتلال الإسرائيلى وجهاز الأمن العام فى قطاع غزة، كما تم استرجاع جثة لأسير آخر لم يسمح بعد بالكشف عن اسمه مشيرا الى ان المعطيات الآن فى طور التعرف عليه فى معهد الطب الشرعى.
وطالب وزير المالية الإسرائيلى «بتسلئيل سموتريتش»، بقطع المياه والكهرباء والطعام عن قطاع غزة، فى تحريض جديد لإعدام أصحاب الأرض بدم بارد.
وأضاف سموتريتش فى مؤتمر صحفى أن من لا يموت بالرصاص سيموت جوعا، وأن مشكلة سكان غزة ستحل إذا سمح لهم بالهجرة الطوعية. وطالب بعدم قبول أى صفقات طالما، ظلت حماس قادرة على إعادة إحياء نفسها.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين «الأونروا»، إن تكثيف العملية العسكرية الإسرائيلية فى مدينة غزة سيعرض نحو مليون شخص لنزوح قسرى جديد.
وحذرت «أونروا» من أن أى تصعيد إضافى من شأنه يفاقم معاناة أهالى قطاع غزة ويدفع المزيد من أهالى القطاع نحو الكارثة، فى ظل المجاعة الموجودة.وشددت على أن القصف المتواصل وأوامر الإخلاء يجبران عائلات بأكملها على ترك منازلها مرة أخرى وسط الخوف والدمار.
ويواصل الاحتلال حرب الإبادة التدميرية لليوم 693 على التوالى بفرض واقع إخلاء قسرى لاهالى مدينة غزة عبر التهديدات والوعود بتوفير مناطق بديلة، تبرز الأرض الواقع الذى يؤكد عدم وجود بنى تحتية أو مناطق آمنة قادرة على استقبال النازحين، وسط أزمة مائية خانقة وازدحام شديد فى مناطق الجنوب والوسطى.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدنى فى قطاع غزة «محمود بصل» لـ«الوفد» أن الاحتلال الإسرائيلى بدأ بالفعل عمليته العسكرية فى مدينة غزة، وهناك توغلات برية لقوات الاحتلال شرق وجنوب وشمال المدينة.
وأشار «بصل» إلى أن اهالى المدينة بدأوا بالنزوح مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، فى ظل وجود عمليات قصف وقتل وتدمير بشكل كبير جدا.
وأكد أن التوغل البرى بدأ من حى الزيتون فى المنطقة الجنوب لمدينة غزة، حيث كان يتواجد فيه ما يزيد على 80 ألف نسمة لكن حاليا لا يتواجد فيها سوى 20 ألف نسمة، حيث نزح سكان الحى بعد القصف والتهديد، وخرجوا إلى غرب المدينة ووسطها.
وأوضح أن عمليات التدمير استهدفت حوالى 80% من مساحة حى الزيتون، والاحتلال قام بتسوية المبانى على الأرض بشكل كبير وربما لا يوجد بناية واحدة فى الحى من جهة الشرق.
وأشار إلى أن هناك انعداما كاملا لمقومات الحياة فى منطقة غرب مدينة غزة، مشيرا إلى أن الوقود الموجود فى القطاع لا يغطى الحاجات الأساسية والضرورية.
وأكد الصحفى الفلسطينى «على حرز» لـ«الوفد» أن الحرب عادت إلى يومها الأول موضحأ أن الاحتلال بدا بالفعل بالزحف نحو قلب المدينة مدينة غزة وبدأ بنسف وتدمير أحياء واسعة منها وأعلن تلك المدينة منطقة قتال خطيرة بمعنى انه ماضٍ فى احتلالها وتدميرها بشكل كامل ومحوها عن الخريطة قائلا «يذكرنى هذا اليوم بليلة سقوط بغداد والتى سقطت أمام أعين العرب والمسلمين وها هى غزة تقترب من السقوط فى يد تتار العصر».
وعلق الناشط الفلسطينى «يحى حلس» بقوله «مليون قلب مقبوض فى مدينة غزة مليون تائه مش عارف يروح فين « سنتين والمسلمين بيدعولنا بنص الكعبة ولا واحد ربنا استجاب له لهذه الدرجة ربنا غضبان علينا».
كما تشهد مناطق المواصى ومخيمات الوسطى ازدحاما كبيرا، مع نقص شديد فى الخدمات الأساسية، خاصة المياه، واكد مدير دائرة الإمداد بجهاز الدفاع المدنى الفلسطينى « محمد المغير» أن الواقع الميدانى يتناقض تماما مع ادعاءات الاحتلال حول توفر مساحات فارغة فى جنوب القطاع لتهجير أعالى الشمال، مشددا على حجم المعاناة والظروف الصعبة التى يواجهها النازحون فى منطقة المواصى بخان يونس.
وأوضح المغير أن الاحتلال يسيطر عسكريا على نحو 85% من مساحة الجنوب فى القطاع مما يجعل الادعاءات الإسرائيلية حول وجود مساحات فارغة لاستقبال النازحين مزاعم كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة.
وأضاف، أن منطقة المواصى فى خان يونس، والمعروفة بالمنطقة الصفراء لم تعد قادرة على استقبال أى نازحين جدد بسبب الاكتظاظ الشديد.
وتحدثنا الإعلامية الفلسطينية « هداية عصمت حسنيين» من مدينة غزة فتقول مات الكلام ما ضل حكى عن شبه انعدام المتاحات والخيارات أمامنا فى الإبادة إلا من الموت بكل أشكاله، وتعدد أسبابه».
وتتساءل «هداية» كيف تستيقظ مدينة تباد، وهى لا تنام أساسا من قصف، ونزف، وجوع، وعطش، وقهر، وعجز؟!
وتضيف فى شهادتها لـ«الوفد» هذه غزة.. بأعجوبة تصحو مدينتنا -فيما تبقى منها- منذ قرابة عامين من رحم الإبادة، يخنقها غبار الدمار وتراكم الركام، وتطل من شرفة الجحيم على جهنم يصعب وصفه، وتترقب يوما جديدا تبزغ فيه نهاية بؤس لم يتوقف.. وما تزال تترقب وتنتظر.. وهى لا تعرف سوى الموت سبيلا!».
وأكد الاعلامى الفلسطينى «على دحلان» انه فى الوقت الذى تروج فيه سلطات الاحتلال لإدعاءات وجود مساحات شاسعة فارغة فى جنوب القطاع خاصة فى مناطق مثل المواصى ومخيمات الوسطى، كمساحات بديلة لاستقبال النازحين تكشف الحقائق على الأرض خلاف ذلك تماما.
ويضيف ضابط الاسعاف الفلسطينى «نادر البحيصى» من دير البلح انه لا مكان لموضع قدم قائلا « الناس على بعضها يا عالم وين نروح» ويضيف أن مليونًا ومئات الالاف فى مدينة عزة وحدها يسعى الاحتلال لدفعهم للجنوب فى ظروف كارثية بيئية وصحية.
وأطلقت الطائرات المسيرة الإسرائيلية «كواد كوبتر» النار، وألقت عشرات القنابل على المنازل، ما أدى لاحتراق بعضها، فى وقت تطلق آليات الاحتلال النار بشكل عشوائى بمناطق التوغل.
وأطلقت قوت الاحتلال نيرانا كثيفة على منتظرى المساعدات فى محور نتساريم شمال مخيم النصيرات مع حركة نزوح من جباليا المدينة ومناطق النزلة والصفطاوى وبركة شيخ رضوان بسبب تقدم قوات الاحتلال والقصف المدفعى ونشاط مكثف للطائرات بدون طيار.
