بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رحمة للعالمين.. النبي ورحمته على الطفل والعدو والحيوان

بوابة الوفد الإلكترونية

“وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.. آية قرآنية تختصر الرسالة المحمدية التي لم تقتصر على الموعظة والعبادة، بل تجسدت في حياةٍ مليئة بالمواقف الإنسانية الراقية، مع الصغير والكبير، مع القريب والبعيد، مع البشر وحتى مع الحيوان، في زمنٍ كان يغلب فيه منطق القوة، جاء النبي ﷺ ليؤكد أن جوهر الدين هو الرحمة.

 

رقة لم يعرفها العرب قبل الإسلام

كان النبي ﷺ يخفف صلاته إن سمع بكاء طفلٍ خلفه حتى لا يُرهق أمه، وهو موقف يحكيه الصحابة ويبرهن على قلبه الحنون. ولم يكن ﷺ يرى في مداعبة أحفاده الحسن والحسين انتقاصًا من مكانته، بل كان يحملهم ويقبّلهم أمام أصحابه، وقال لمن استغرب ذلك: «من لا يَرحم لا يُرحم» (رواه البخاري).

 

عطف على الفقراء والعبيد

في مجتمع كان يرى الخدم والعبيد طبقة دنيا، دعا النبي ﷺ إلى معاملتهم كإخوة. قال ﷺ: «أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم» (رواه مسلم). لم تكن كلمات فقط، بل واقعًا عاشه أصحابه فنقلوه عنه.

 

تسامح مع غير المسلمين وحتى الأعداء

في يوم فتح مكة، بعد سنوات من العداء والاضطهاد، كان المنتظر أن ينتقم الرسول ﷺ، لكنه فاجأهم بقوله: «اذهبوا فأنتم الطلقاء». لم تكن لحظة عفو فقط، بل درس تاريخي في التسامح والتجاوز عن الخصومة.

 

رحمة بالحيوان.. دروس في الرفق

لم تتوقف إنسانيته عند البشر، بل امتدت إلى الحيوانات. فقد نهى عن حبس قطة حتى ماتت، وحكى عن امرأة دخلت النار بسببها. في المقابل، بشر برجل غفر الله له لأنه سقى كلبًا عطشانًا. 

بل كان يرد صغار العصافير لأمهم، ويأمر جيشه بالابتعاد عن كلبة وضعت جراءها حتى لا يؤذوها. وكان يؤكد دومًا: «في كل كبدٍ رطبةٍ أجر».

 

رسالة خالدة

رحمة النبي ﷺ لم تكن استثناءً عابرًا، بل كانت منهج حياة، صاغها القرآن بقوله: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم» (التوبة: 128). ومن رحمته تعلم العالم أن الإنسانية ليست شعارات، بل مواقف يومية مع الطفل الباكي، الفقير المعدم، الخصم الجريح، وحتى الطائر الصغير.