بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

نور من الشرق للغرب.. بشارات ميلاد النبي بين المعجزات والكتب السماوية

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يكن مولد النبي محمد ﷺ مجرد حدث تاريخي عابر، بل كان لحظة فاصلة في مسار البشرية، أضاءت بنوره الدنيا، ودوّت بشاراته في الكتب السماوية السابقة، وتحدثت عنه الأنبياء والكهان والأحبار قبل أن يراه الناس بعينهم، لقد كان ميلاده ﷺ آية من آيات الله الكبرى، وعلامة على أن الرحمة المهداة قد جاءت لتغيّر وجه الأرض.

 

معجزات ليلة الميلاد.. نور يهزم الظلام

تروي كتب السيرة أن رسول الله ﷺ وُلد مختونًا مقطوع السُّرّة، وأن نورًا خرج معه عند ولادته فأضاء ما بين المشرق والمغرب، كما شهدت أم عثمان بن العاص وأم عبد الرحمن بن عوف. 

وفي اللحظة نفسها، ارتجّ إيوان كسرى فسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس التي لم تنطفئ منذ ألف عام، وغاضت بحيرة ساوة، وكأن الكون كله أعلن بقدوم خاتم النبيين ﷺ أن عهدًا جديدًا قد بدأ.

بشارات في الكتب السابقة

لم يكن النبي ﷺ مجهولًا عند أهل الكتاب؛ فقد بشرت به التوراة والإنجيل. ففي سفر التثنية نقرأ: «جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران»، وفاران هي جبال مكة، كما أشار الإمام ابن كثير في تفسيره.

 وقال تعالى في القرآن الكريم: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾ [البقرة: 146]، فكانوا يعرفونه بالاسم والصفة، لكن الحسد والكِبْر حال بينهم وبين الإيمان.

 

الأنبياء بشّروا به من قبل

دعوة إبراهيم الخليل عليه السلام: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ [البقرة: 129]، كانت بداية الوعد الإلهي ببعثة النبي الخاتم. وجاء المسيح عيسى عليه السلام مبشرًا به بالقول: ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف: 6]. 

حتى إن النبي ﷺ قال: «إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته» [رواه أحمد].

 

اليهود يترقبون.. وصرخة الحَبر

في سيرة ابن هشام، يروي حسان بن ثابت رضي الله عنه أنه وهو طفل في السابعة سمع يهوديًا يصرخ في يثرب: «طلع الليلة نجم أحمد»، فأدرك قومه أن النبي الموعود قد وُلد. 

هذا المشهد يوضح يقين الأحبار بقدوم نبي آخر الزمان، وأنهم كانوا يتوارثون صفته في كتبهم.

 

مولد النبي.. حدث كوني ورسالة خالدة

لم يكن مولده ﷺ مجرد فرحة لآمنة بنت وهب، بل كان إشراقًا للكون كله؛ إذ سقطت الأصنام، وامتلأت البيوت نورًا، وتزلزلت عروش الظلم.

 وقد رأته أمه يرفع رأسه للسماء عند الولادة، وكأنه يعلن رسالته منذ اللحظة الأولى: أنه رسول من رب العالمين.

 

البشارات بميلاد سيدنا محمد ﷺ في الكتب السماوية، والمعجزات التي صاحبت ولادته، والرؤى التي سبقت قدومه، كلها أدلة دامغة على صدق نبوته وعالمية رسالته.

 فهو النور الذي أضاء الكون، والرحمة التي غمرت القلوب، والبشرى التي انتظرها الأنبياء والأمم على مر العصور.