بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هل يزاحم الذكاء الاصطناعي الإنسان على رزقه؟

مع تسارع وتيرة أتمتة الأعمال وتطور الذكاء الصناعي، يبرز قلق متزايد من استبدال الإنسان بالآلة، خاصة وأن كافة المعطيات الحديثة تؤكد على أن الذكاء الصناعي قد يُغيّر جذريًا طبيعة العمل، وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025، فإن 22 ٪ من المهام اليومية تنفّذها الآلات، بينما نجد أن 47 ٪ ينفّذها البشر وحدهم، أما البقية فتُنجز عبر تعاون بين الإنسان والآلة. بينما نجد أنه في الولايات المتحدة، تشير الإحصائيات إلى أن 30 ٪ من الوظائف قد تُؤتمت بشكٍل كامل بحلول عام 2030، فيما سيتعين على 14 ٪ من الموظفين تغيير مساراتهم المهنية بسبب الثورة الرقمية.
ومن ثم ارتفعت مخاوف الأفراد من أن تحتل الآلة أماكنهم في سوق العمل؛ ففي المملكة المتحدة، عبّر 51 ٪ من البالغين عن قلقهم من تأثير الذكاء الصناعي على وظائفهم، وبلغ القلق ذروته بين الفئة العمرية (25–34 عامًا) بنسبة 62 ٪ وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة الجارديان، ليس هذا فحسب بل أشار تقرير صادر عن جامعة ستانفورد إلى أن هناك زيادة ملحوظة في تسريح العمالة في قطاعات مثل خدمة العملاء بسبب الاعتماد على الذكاء الصناعي.
وبالتالي فقد أكد تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي على أن نصف الموظفين يحتاجون إلى اكتساب مهارات جديدة مثل الإبداع والذكاء العاطفي لحماية أنفسهم من مخاطر الأتمتة. خاصة بعد أن أكدت شركة ماكنزي على أنه من المتوقع أن تتم أتمتة حوالي 45% من أعمالها في الشرق الأوسط بحلول عام 2030.
فيما شهدت سوق العمل في دولة الإمارات طفرة ملحوظة في الطلب على المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث كشفت تقارير حديثة أن إعلانات الوظائف التي تتطلب هذه المهارات تضاعفت تقريبًا خلال الفترة من عام 2021 حتى 2024، ويعكس هذا النمو المتسارع التوجه الاستراتيجي للدولة نحو تبني حلول الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بداية من الخدمات الحكومية وصولًا إلى الاقتصاد الرقمي، الأمر الذي يجعل من إتقان هذه المهارات ضرورة ملحّة للراغبين في تعزيز فرصهم التنافسية في سوق العمل المستقبلي.
ويبقى السؤال: هل نحن أمام تهديد حقيقي للبشر أم بداية لتحول جوهري في طبيعة العمل؟ 
وهو ما يتطلب توازنًا دقيقًا بين تبني التقنية وتعزيز المهارات البشرية التي لا تستطيع الآلة تقليدها، بحيث نضمن وجودنا ونعزز قدراتنا.