الإنسانية قبل الواجب.. مأمور «أشمون» بالمنوفية يستجيب لشكوى فتاة عبر الفيسبوك من مضايقات الشارع

في حياة كل إنسان، تمر لحظات يظل فيها بعض الأشخاص عالقين في الذاكرة، ليس بسبب مناصبهم أو شهرتهم، بل بما يفعلونه في لحظات لا ينتبه لها كثيرون.
العميد محمد أبو العزم، مأمور مركز شرطة أشمون، هو واحد من هؤلاء الذين لا يُعرفون بمناصبهم فقط، بل بمواقفهم.
وفي لفتة إنسانية وموقف مشرف من العميد محمد أبو العزم مأمور قسم شرطة أشمون بمحافظة المنوفية، أكد إن الأمن موجود جنب الناس في كل الأوقات وأول ما تفكر تشتكي من مشكلة هيكونوا جمبك في ثواني
القصة بدأت من منشور بسيط على "فيس بوك" كتبته فتاة تشكو فيه من مضايقات في الشارع التي تقطن به هي والدتها بمفردهما، بعد وفاة والدها من ألفاظ بذيئة تخرج من بعض الصبية في عمر الـ14 فيما فوق ولايعيرون اي حياء من فتاة أو سيده تمر من الشارع ولكن المفاجأة إن العميد محمد أبو العزم رد عليها فورًا بنفسه، وأصدر أوامره بتحرك قوة أمنية للتعامل مع الموقف.
السرعة في الإستجابة والجدية في التحرك كانت رسالة واضحة إن كرامة المواطن خط أحمر.
تحية تقدير للعميد محمد أبو العزم ورجال الأمن في أشمون، اللي بيأكدوا يوم ورا يوم إن "الشرطة في خدمة الشعب مش مجرد شعار"




وعلي جانب آخر مؤخرًا قام بموقف إنساني نبيل قام به حين تدخل لإنقاذ سيدة غارمة صدر بحقها حكم نهائي بالحبس لمدة ثلاث سنوات بسبب عجزها عن سداد مديونية مالية.
لم تجد تلك السيدة من يساندها في محنتها، حتى لجأت إلى مأمور المركز، الذي لم يتردد في مساعدتها، بل قام بسداد المبلغ المستحق من ماله الخاص، لتبدأ فورًا الإجراءات القانونية لإلغاء الحكم وإنقاذها من مصير السجن؛ وقدم لنا العميد محمد أبو العزم درسًا في الرحمة والضمير الحي.
لم تكن هذه اللفتة الإنسانية مفاجئة بالنسبة لي، إذ شهدت بنفسي موقفًا مشابهًا ترك في نفسي عظيم الأثر، حين تولى العميد محمد أبو العزم الإشراف على بعثة حج القرعة التابعة لوزارة الداخلية عام 2024م، والمسؤولة عن حجاج مركز أشمون؛ الذين تجاوز عددهم 1000 شخص؛ غالبيتهم من كبار السن، ومن بينهم والدتي.
عند وصول الحجاج إلى الفندق، فُقدت قرابة 30 حقيبة دفعة واحدة، وهو ما أثار قلق الحجاج وخوفهم، خاصة وأن الحقائب كانت تضم أغراضًا ضرورية لأداء المناسك. حينها، طمأنهم العميد محمد أبو العزم بحزم وهدوء قائلاً:
«لا تقلقوا… ابقوا في غرفكم، وسأعيدها إليكم بنفسي».
وبالفعل، لم ينتصف النهار حتى كانت جميع الحقائب عادت لأصحابها، دون ضجيج، بل بروح المسؤولية والحرص على راحة وكرامة من هم تحت رعايته.
ومنذ ذلك الموقف، بدأت والدتي تحكي لي عن مدى إنسانيته، وكيف كان لا يتوانى عن مساعدة أي حاج، صغيرًا أو كبيرًا، دون تفرقة، ودون أن ينتظر طلبًا أو شكرًا، كانت كلماتها مليئة بالامتنان، وهي تروي مواقف عديدة رأته فيها يتدخل بنفسه لحل أزمات الآخرين، ويتنقل بين الحجاج مطمئنًا، مشرفًا، ومواسيًا لكل من بدا عليه التعب أو القلق.
ما بين موقفه مع الغارمة، وموقفه مع الحجاج، يتجلى جوهر شخصية عميد لا يحكمه القانون فقط، بل يحكمه الضمير.. نموذج لضابط يدرك أن الزي الرسمي لا يقتصر على فرض النظام، بل يشمل حماية الناس والوقوف بجانبهم وقت الشدة.
في عالم يضج بالمصالح والرتابة، لا تزال هناك نماذج تستحق أن تُروى ويحتذى بها.
العميد محمد أبو العزم لم يُكرّم بشهادة، بل كُرّم بدعاء غارمة أنقذها من الظلم، وبدمعة امتنان في عين حجاج أعاد إليهم حقهم دون أن يطلبوا.
ربما لا يعلم العميد محمد أبو العزم كم من الأثر تركه في قلوب من مروا به، لكنه ببساطة أصبح شاهدًا على أن الضمير لا يحتاج لمنصة كي يُرى، فقط يحتاج إلى رجل يعرف متى يتدخل، وكيف يكون سندًا في صمت.
إلى من جعل الإنسانية جزء من مهنته، لك كل الامتنان والتقدير.