بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﺗﻜﺜﻒ ﻏﺎراﺗﻬﺎ وﺗﻮﻏﻼﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﺳﻮرﻳﺎ

بوابة الوفد الإلكترونية

أعلن وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلى يسرائيل كاتس اليوم عن أن قوات الاحتلال تواصل نشاطها العسكرى المكثف داخل سوريا، وذلك عقب تقارير عن سلسلة ضربات استهدفت العاصمة دمشق ومناطق فى الجنوب السوري. وقال كاتس فى منشور على منصة إكس إن «قواتنا تعمل فى جميع مناطق القتال ليلاً ونهاراً من أجل أمن إسرائيل»، بينما التزم دفاع الاحتلال الإسرائيلى الصمت ولم يعلن رسمياً عن طبيعة هذه العمليات.

كما أكدت مصادر إعلامية سورية أن قوات برية إسرائيلية نفذت توغلاً فى موقع سبق أن قصف يومى الثلاثاء والأربعاء، وكانت طائرات مسيرة إسرائيلية قد شنت غارات قرب بلدة الكسوة، على بعد ثمانية أميال جنوبى دمشق، ما أسفر عن مقتل ستة جنود، بحسب وزارة الخارجية السورية، التى أعلنت لاحقاً ارتفاع عدد القتلى إلى ثمانية. كما أكد التليفزيون الرسمى السورى أن الضربات تجددت على نفس الموقع، فيما تحدثت وكالة سانا عن غارة أخرى استهدفت بلدة طرنجة بريف القنيطرة وأدت إلى مقتل شخص واحد.

وأوضح كاتس  أن الجيش سيبقى فى حالة استنفار على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، مؤكداً أن القوات ستظل متمركزة فى جبل الشيخ والمنطقة الأمنية المحيطة به لحماية مستوطنات الجولان والجليل من أى تهديدات من الجانب السوري، مشيراً إلى أن ذلك يمثل «الدرس الأبرز المستفاد من أحداث السابع من أكتوبر»، فى إشارة إلى الهجوم الذى نفذته حركة حماس عام 2023. كما شدد على أن إسرائيل ستواصل «حماية الدروز فى سوريا».

فى سياق آخر، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تقارير لقناة «كان» الإسرائيلية تحدثت عن استعداد تل أبيب للتنازل عن منطقة جبل دوف لسوريا مقابل تخلى دمشق عن مطالبتها بالسيادة على الجولان خلال محادثات أمنية جرت قبل أسابيع. وأكد المكتب فى بيان مقتضب أن «الادعاء بأن إسرائيل فكرت فى تسليم جبل دوف هو خبر كاذب تماماً». جبل دوف، المعروف أيضاً بمزارع شبعا، يقع على المثلث الحدودى السورى اللبنانى وتحتله إسرائيل، بينما يطالب لبنان بضم المنطقة إلى أراضيه بدعم من سوريا، فيما تعتبرها إسرائيل جزءاً من الجولان المحتل منذ عام 1967.

كما أشارت التقارير الواردة من دمشق أيضاً إلى أن  الاحتلال الإسرائيلى نفذ إنزالاً جوياً فجر أمس على الموقع العسكرى نفسه الذى استهدفه بغارات يومى الثلاثاء والأربعاء. ونقلت وكالة سانا عن مصدر حكومى أن قوات الجيش السورى عثرت أثناء جولة ميدانية قرب جبل المانع على أجهزة مراقبة وتنصت، وأثناء محاولة التعامل معها تعرض الموقع لقصف جوى إسرائيلى أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير آليات عسكرية.

وأكد مسئول فى وزارة الدفاع السورية أن الموقع المستهدف كان قاعدة عسكرية سابقة تعود لفترة حكم الرئيس الراحل بشار الأسد. أما المرصد السورى لحقوق الإنسان فأوضح أن تل المانع يضم «مستودعاً ضخماً للصواريخ» كان يُستخدم من قبل حزب الله اللبنانى المدعوم من إيران.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين عسكريين سوريين أن إسرائيل شنت غارات جديدة على ثكنات عسكرية سابقة فى الكسوة بريف دمشق الجنوبى الغربي، لتكون الضربة الثانية خلال 24 ساعة. الجيش الإسرائيلى رفض التعليق واكتفى متحدث باسمه بالقول: «لا نعلق على التقارير الأجنبية».

ومن جانبها أدانت وزارة الخارجية السورية  بشدة الهجمات الإسرائيلية، معتبرة أنها «انتهاك جسيم للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة وخرق فاضح لسيادة سوريا». ودعت دمشق المجتمع الدولى إلى «تحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية ووقف هذه الاعتداءات المتكررة».

وتأتى هذه التطورات فيما تتزامن الغارات مع محادثات أمنية غير معلنة بين إسرائيل وسوريا بوساطة أطراف دولية، تهدف إلى التوصل إلى تفاهمات لخفض التوترات. فمنذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد فى ديسمبر 2024 وتولى أحمد الشرع رئاسة السلطة الانتقالية، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على مواقع عسكرية داخل سوريا مبررة ذلك برغبتها فى منع وقوع الترسانة العسكرية فى أيدى القيادة الجديدة.

التوغلات الإسرائيلية طالت كذلك المنطقة العازلة منزوعة السلاح فى الجولان، التى تراقبها بعثة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف) منذ عام 1974. وبرر الجيش الإسرائيلى  دخوله هذه المنطقة بوجود «مسلحين»، بينما أكدت البعثة الأممية أنها رصدت تحركات إسرائيلية وبناء مواقع جديدة ورفع الأعلام الإسرائيلية فى ثلاثة مواقع على الأقل.

وعلى الرغم من أن سوريا وإسرائيل فى حالة حرب رسمياً منذ عام 1948، حاول  الشرع إرسال إشارات تهدئة، مؤكداً أن بلاده لا تسعى للتصعيد مع جيرانها، وداعياً المجتمع الدولى إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها التى وصفها بأنها «تهدد استقرار المنطقة بأسرها».