بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فيفا يقر تعديلاً جديداً على تقنية الفار بعد واقعة مثيرة للجدل

بوابة الوفد الإلكترونية

في خطوة جديدة تعكس سعي الاتحاد الدولي لكرة القدم لتطوير اللوائح وضمان العدالة داخل الملاعب، أعلن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) المسؤول عن تشريع قوانين اللعبة، عن إدخال تعديل جوهري على مهام تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار"، وذلك بعد حالة نادرة شهدتها مباراة بايرن ميونخ ولايبزج في الدوري الألماني، وأثارت الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية والإعلامية.

الواقعة التي فجرت الأزمة

القصة تعود إلى لقاء جمع بايرن ميونخ بلايبزج في "البوندسليجا"، حين احتسب الحكم ركلة حرة مباشرة لصالح الفريق البافاري على حدود منطقة الجزاء. وخلال التنفيذ، تحركت الكرة بطريقة مخالفة للقانون، إذ لم تكن ثابتة بالشكل المطلوب، ورغم ذلك استمرت اللعبة وأسفرت عن هدف مثير للجدل.

في تلك اللحظة، لم يتدخل حكام الفيديو، والسبب أن القوانين القديمة لم تمنحهم صلاحية مراجعة صحة تنفيذ الركلات الحرة، إذ كان اختصاص الفار يقتصر على أربع حالات أساسية: الأهداف، ركلات الجزاء، البطاقات الحمراء المباشرة، وحالات الخطأ في تحديد هوية اللاعب المخالف. هذا القصور القانوني فتح الباب أمام انتقادات واسعة، وطرح سؤالاً جوهرياً: كيف يمكن تجاهل خطأ واضح أثّر مباشرة على تسجيل هدف؟

التعديل الجديد

رد الفعل لم يتأخر كثيراً، حيث قرر مجلس "إيفاب" إضافة بند جديد يسمح لحكام الفيديو بمراجعة تنفيذ الركلات الحرة إذا ترتب عليها هدف أو ركلة جزاء. وبذلك يصبح الفار قادراً على التدخل في مثل هذه الحالات، وإلغاء الهدف أو إعادة تنفيذ الركلة إذا تبيّن أن التنفيذ لم يكن سليماً وفق القوانين.

هذا التعديل يعني أن الركلات الحرة لن تكون بعد الآن خارج رقابة الفار، وأن أي خطأ في عملية التنفيذ يمكن أن يخضع للمراجعة الفورية، ما يضمن عدالة أكبر ويغلق باب الثغرات التي يمكن أن يستغلها اللاعبون.

أهمية القرار

يؤكد خبراء التحكيم أن هذه الخطوة ستمنح الحكام أدوات إضافية لتقليل الأخطاء المؤثرة في نتائج المباريات. فالتقنية التي جاءت أساساً لضمان العدالة، كانت تفتقر لهذه الجزئية المهمة، ما جعل بعض الأهداف المثيرة للجدل تمر دون مراجعة.

ويرى محللون أن القرار سيزيد من صرامة التعامل مع الركلات الثابتة، ويجبر اللاعبين على الالتزام التام بالقوانين عند تنفيذها، مما يرفع من جودة المنافسة ويقلل من احتمالية استغلال الثغرات.

تأثيرات محتملة على الدوريات الكبرى

من المنتظر أن يظهر أثر هذا التعديل سريعاً في الدوريات الأوروبية الكبرى وكذلك في دوري أبطال أوروبا، حيث تحسم المباريات عادةً بتفاصيل صغيرة وأهداف من كرات ثابتة. وجود صلاحية جديدة للفار يعني أن الحكام سيكونون أكثر اطمئناناً في اتخاذ القرارات، فيما ستتراجع فرص تسجيل أهداف من أخطاء تنفيذية غير قانونية.

ومع ذلك، لا يخلو القرار من جدل، إذ يرى البعض أن توسيع نطاق عمل الفار بشكل متزايد قد يؤدي إلى إبطاء نسق المباريات، ويجعل الحكام أكثر اعتماداً على التقنية بدلاً من القرارات الميدانية السريعة. لكن في المقابل، يجادل آخرون بأن الدقة والعدالة يجب أن تكون الأولوية، حتى لو استغرق الأمر بعض الوقت الإضافي.

خطوة نحو مزيد من العدالة

بإجماع المراقبين، يمثل هذا التعديل الجديد خطوة إيجابية في مسيرة تطوير التحكيم الكروي، ورسالة واضحة من الاتحاد الدولي بأن اللعبة في تطور مستمر، وأن التقنية ستظل أداة مساعدة تهدف قبل كل شيء إلى ضمان نزاهة المنافسة وحماية متعة كرة القدم من الأخطاء القاتلة.